نبيل دجاني
هل تعزى بعض البرامج ذات التوجه القومي في بعض الفضائيات إلى موقف القائمين على تلك البرامج؟ أم إلى سياسات تلك المحطات نفسها؟ ولماذا لم تنفك البرامج الثقافية والفكرية تأخذ حصة محدودة من نسبة البث في الفضائيات المتخصصة, مقارنة بالبرامج السياسية والإخبارية والوثائقية ؟
لماذا تتحول برامج الحوار والمناظرة إلى مناسبة للشجار والمناقرة؟ هل في ذلك ما يفيد أن الجدل ممتنع بين المختلفين في الرأي , والموقف من السياسيين والمثقفين العرب , أن يعبر عن توجه مقصود للإساءة إلى أهل الرأي والممارسة, أم يعزى أمر ذلك إلى نوع المدعوين إلى تلك البرامج؟ أم....؟
يثير السؤال عن الهدف من نشوء الفضائيات, لقد نشأت في تصوري لتحقيق ربح مادي أو سياسي وليس لخدمة المواطن, ومن هنا يفتقر معظم القائمين على هذه الفضائيات, وكذلك العاملين فيها, إلى خلفية أكاديمية في مجال الإعلام نجد بالطبع كوادر متمرسة بالإعلام السياسي والإخباري, بحكم الخلفية الصحفية لمعظم العاملين في هذه الفضائيات, لكننا لا نجد مفهوم التخطيط الإعلامي الذي يحتاج العمل الثقافي إليه, ولذلك ينظر القائمون على الفضائيات إلى الثقافة بشكل سطحي , أو على أنها ليست أمرا مهما, فضلا عن أن الإهتمام بها يحتاج إلى دعم مادي أكبر, ومن هنا نجد أن معظم البرامج الثقافية المنتجة يتميز بالهبوط, بينما البرامج الجيدة جاهزة مستوردة.
والخلاصة أن الثقافة شيء ثانوي في فضائياتنا, فهي لا تؤمن بمفهوم المسؤولية الإجتماعية, ولا تجد للأسف ضغوطا عليها من الجماعات المدنية كي تحترم هذه المسؤولية, بل ما زلنا نفتقر إلى قانون خاص بالمرئي – المسموع في البلدان العربية.