مهزلة الإعلان في الفضائيات
بقلم: أحلام العمر
قد يشعر البعض منا بالحرج حينما يُشاهد التلفاز ، وخاصة عند ظهور الإعلانات التجارية فلا يخفى على كثير منا إن معظم دخل القنوات هو من خلال "الإعلان" أصبح الإعلان يستحوذ مكانة خاصة في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ومراكز البيع والملصقات وعلى قارعة الطريق واللافتات..
تتنوع الإعلانات بشكل ملفت وتتكرر بشكل ممل ..وتتغير وفق زمن معين قابل للتجديد ولايكاد يخلو الإعلان من وجود المرأة..لإيصال السلعة بأسرع وقت ممكن للكثير من المستهلكين وقد كان للتلفاز دور كبير، أُدخل علينا الغث والسمين بما لايتناسب مع أذواقنا وثقافتنا وقيمنا وتقالدينا وديننا ومنها ماهو عكس ذلك..
والإعلان فكرة غريبة ، أتى هؤلاء لإقحامها على شاشاتنا..
فالكثير من المنتجات الخاصة بالنسـاء تـُعرض دون حيـاء وتـُعرض كيفية أستخدامها.. لطالما أستطعنا
إخفاء هذه المنتج ولكن يأتي الإعلان ويعرض السلع بشكل جريء.. وأيضاً عرض بعض العقاقير الجنسية لايكتفي الإعلان بوضع أسم المستحضر ولكن يتمادى يصف دواعي الإستخدام بتلميح وتصريح "إن لم تستحي فأصنـع ماشئـت" ....
الإعلان عبارة عن رسالة - إشارة- مكونة من كلمات, صور,أصوات,تهدف مجتمعة.. إلى الأفصاح عن واحدة أو أكثر من الأفكار . ويمكن القول : بإن الإعلان هو طابع خاص لكل دولة ولكل اقليم أو محافظة ..
وكما اسلفنا أن المرأة عنصر مهم في الإعلان , فهي تعتبر وسيلة وأداة للدعاية عن مواد غذائية , أو مواد تجميل , أو منظفات , وأخر صيحات الموضة , وأفلام الإثارة لكن الإعلام أخرج المرأة من الصورة التي وضعها الإسلام بها فقد كرم الإسلام المرأة وأعلا شأنها وجعلها مساوية للرجل ولا يوجد فرق بينهما إلا بالتقوى فقد قتل الإعلان أنوثة المرأة وروحها وفكرها وجردها من إنسانيتها ليرمي بها في وحل الشهوات
والغرائز والعبودية والسطحية فالإعلان لايعرف سوى لغة الجسد .
فالمرأة جسد فقط ليس لها عقل ولا روح ولا إرادة ولا حقوق .....
من الممكن أن نجمل مساوئ الاعلانات التجارية بعدة نقاط تشوية صورة المرأة العربية وذلك من خلال تقديم نماذج مشوهه عن المرأة ..أتخاذ الكثير من المراهقات من امرأة الإعلانات قدوة لهن فتحاول الكثير منهن أن تتحدث بطريقتها وتمشي مشيتها ..وترتدي مثلها تماماً..
تعطي الاعلانات النظرة الدونية للمرأة التي تعمل في الاعلانات .. بسبب تحول الاعلان من وسيلةلنشر المنتج إلى وسيلة لإثارة الشهوات ومداعبة الغرائـز..قام الاعلان بمحو دور المرأة الأسـاسي في الحياة ودورها السامي في الامومة والعناية بالأسرة أشتغل الإعلان جسد المرأة وأستغنى عن عقلها وفكرها وثقافتها وقدمها على أنها كالجارية في سوق النخاسة.. وحولها من إمرأة عادية لها كيانها الخاص إلى أخرى سطحية
عدم مراعاة الشرائح المتلقية للإعلان فهناك فئـات عمريه مختلفة وفئات متفاوتة في الفهم ويعد هذا العامل من أخطر العوامل ..
وأخيراً : هذه الإعلانات لاتمثل أي قيم بالنسبة لنا ولاتُحاكي عواطفنا ولا هويتنا "العربية الاسلامية" وأستطاعت إخراج المرأة من مسؤليتهاالحقيقية تجاه نفسها ودينها وأخلاقياتها وأسرتها ومجتمعها
....
ولعلّ هناك بعض الحلول لحل هذه المعضلة .. لذا يجب على بعض الجهات الحكومية أن تتسم بالجدية
من أجل الحفاظ على كرامة المرأة .. يجب على شركات الإعلان .. الحفاظ على هويتنا الإسلامية وعلى عاداتنا وتقاليدنا وألا تخرج عنما هو مألوف ..
ولتعي جيـداً تلك المؤسسات الاعلامية أن تأثيرها على عقول الشباب أكثر من تأثير المؤسسات الإجتماعية الأخرى كالأسرة، المدرسة ، المسجد ، الأنديـة، إذا كان لابـد من ظهور المرأة ، فلتظهر لكن بصورة محتشمة وأن يراعي بإلا تكون مصحوبة بإيحاءات جنسية أو لفظية
وعلى المحطات التلفزيونية :
أن تراعي الهوية الإسلامية والشرائح المتلقية من فئات المجتمع ومن الواجب وضع ضوابط محددة للإعلانات التي ستظهر على محطاتها..
استخدام الإعلان بما يخدم الدين والأسرة والوطن ...)
نقلا عن: الإقتصادية السعودية