المدير الادارة
عدد المساهمات : 1780 تاريخ التسجيل : 08/06/2009 العمر : 36
| موضوع: تسويق الصحافة المرئية وتأثيرها على رواج الصحافة المقروءة الأربعاء سبتمبر 01, 2010 10:54 pm | |
| هل ينتهي عصر الصحافة الورقية ،و تنتهي معها مرحلة حضارية ابتدأت منذ منتصف القرن الخامس عشر ، شهدت خلالها قارات العالم اجمع تحديات واسعة في عملية تطوير محاور الاصدارات الصحفية ، وانتشارها عبر المناطق الاقليمية اوعبر القارة الواحدة اوعبر القارات الخمس مجتمعة ،بفضل اختراع آلة الطباعة في المانيا عام 1455 على يد العالم غوتنبرغ ، التي احدثت تغيرا جذريا في اساليب الاتصال والنشر ،حيث اعتمد الافراد منذ ذلك الوقت على الرؤية والكلمات المطبوعة.؟ لكي تكون اجابتنا على السؤال اعلاه وافية و منطقية نقول : على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة بفعل تأثير الاعلام المرئي والمسموع ،وانتشاره بين الناس ،فأن الصحيفة اليومية المقروءة ما تزال تعد من اهم ظواهر الحياة الثقافية الحديثة ،كما يشير الباحث رياض زكي قاسم في احد بحوثه عن اللغة والاعلام ،اذ ما تزال الصحافة الورقية تمتلك الحق في انتزاع اهتمامنا ،و فضولناالثقافي ،فهي الى جانب وظيفتها التقليدية في نقل الخبر بالكلمة والصورة ،وتحليله ،والتعليق عليه ، فأنها كذلك ، تجعل من عنصر الرأي والتفسير والتوجيه والتلميح والنقد امرا جوهريا يمس المواطنين في كبد وصميم حياتهم سياسيا واجتماعيا وثقافيا . وتأسيسا على ذلك فأن وظائف الصحيفة المقروءة تغدو متعددة ،متنوعة ، ولا سيما في وظيفتها المهمة التي تتبنى نشر الثقافة و تنميتها . تزداد اهمية الصحيفة الحديثة بأمتلاكها لذلك الفيض الذي اتاحه لها النص بالكلمة المطبوعة ، اوبما يقدمه المحللون السياسيون والاقتصاديون والاجتماعيون والرياضيون من معالجات لآثار العصر إلى صفحاتها – الكثر- ،بمايجعل توجهاتها واختصاصها شأنا ثقافيا بامتياز ، ووسيلة اتصال جماعية من الدرجة الاولى . الجريدة المقروءة والانترنت في العقد الاول من الالفية الثالثة اصبح الانترنت واحدا من وسائل الاتصال الفعالة ،ليس على مستوى ممارسات انشطة الاتصالات وحسب ،بل من خلال توفر الوسائل التقنية المبتكرة ، حيث شكل وحدة اتصال جماهيري بين الوسائل الاعلامية و مجموعة القراء ،وعلى نطاق واسع امتد الى معظم خارطة الارض بقاراتها الخمس من دون عناء ومن دون تكلفة مادية ،التي عادة ما تنفق في حال رغبة القارىء بحصوله على مطبوع ما سواء كان فكريا اوثقافيا اوصحيفة يومية ،فأن الحصول على ثقافة الآخر كانت تقتضي من القارىء في اية مدينة من مدن الشرق مثلا لعقدين او ثلاثة عقود على اقل تقدير للوصول و الاطلاع على ما انتجه الفكر الاوربي في الغرب ، ففي حين ان اللغة – ايا كان مصدرها او شكلها او لونها او جنسها ،وسيلة مهمة من وسائل الاتصال ،لا، بل انها الوسيلة الاولى والوحيدة التي استخدمها الانسان واعتمدها كوسيلة اساسية له في الاتصال بالآخر ،حيث استخدمت الذاكرة لخزن اكبر كمية من المعلومات التي يسمعها الانسان في بقعة من الارض التي يعيش فوقها ،بما في ذلك عقود العمل والبيع والشراء والزراعة والتجارة والزواج ،فأنها كانت تبرم بعقود شفوية ،ولكن امام شهود عيان من ابناء القوم ،عليهم ان يحفظوا على ظهر قلب نوعية العقد وتاريخه والناس المتعاقدين فيه ، وتلك كانت الوسيلة الاولى او البذرة التي تفتقت عنها وسيلة الاعلام مابين القبيلة الواحدة في المنطقةالواحدة ، ومابين القبائل المتجاورة ، حتى اخترع السومريين الكتابة لتمر بالعديد من مراحل التطور حيث تم وضع اولى ابجدية لها على يد الفينيقيين لحاجتهم الكبيرة الى كتابة عقود مدونة ، وبمعرفة الكتابة بابجديتها ونسخ الكلمات على وسائط متعددة كقوالب الطين او الحفر على الصخر ، ومن ثم الكتابة على البرديات وجلود الماعز والغزال حتى اكتشف العلماء في الصين الورق ليكتب فوقه الانسان المعلومات التي يريد الاحتفاظ بها او يدون خواطره او ما يسمعه من مآ ثر القوم ، فأن هذه العملية بحد ذاتها سهلت للانسان كلامه المنطوق المنظم الذي تجسد على شكل خطبة او مخطوطة تتضمن تنظيمات ادارية في شؤون العمل والزواج ، ومن ثم جاءت المدونات الادبية لتولد من خضمها صحيفة القبيلة باعداد محدودة وشكل متواضع ، فهي صحيفة لموسم الحصاد تحتوي على تعليمات عن كيفية تشغيل الافراد وكيفية تسويق ادوات الحصد والحفاظ عليها ، اتفق افراد القبيلة الواحدة في المنطقة الواحدة الى تحديدها وتسجيلها وعرضها لراي الجماعة مقابل ان يؤدي كل واحد من المستفيدين من قراءتها دانقا من الحنطة لصانع تلك الصحيفة في نهاية موسم الحصاد تطورت هذه الصحيفة لنقل اخبار الطب والعلوم الانسانية عن قبائل اخرى مجاورة او بعيدة تتم من خلال زيارة شخص ما من القبيلة الى خارج حدود قبيلته، او تستضيف القبيلة زائرا ياتيها من قبيلة اخرى فتسمع منه اخبار قبيلته وكيفية الحياة التي يعيشها الافراد هناك ، ماذا يأكلون وكيف يزرعون ويحصدون وكيف يضمدون جراح مرضاهم اوشفاء العلل من امراض شائعة في العيون والاسنان والمفاصل والام المعدة . هذه الوسيلة ظلت مستخدمة حتى بعد الانفتاح الديني ،اذ يتم تكليف شخص معتمد مؤتمن ليقوم بتدوين التعاليم الدينية وفق اللغة التي يتقنها ،لكي تحفظ تلك التعاليم بعيدا عن التزوير . ظلت تلك المخطوطات رهن الحفظ بأعداد محدودة لدى اناس موثوق بأمانتهم ،حتى ظهرت الطباعة والكلمات المطبوعة وتم من خلالها نشر اول كتاب مطبوع في تلك الوسيلة الحديثة وهو (المزامير) او ما يعرف بمزامير منز الذي صدر عام 1457 ، وقد برزت الصحافة بعد تلك المرحلة كواحدة من اكثر الوسائل استغلالا لامكانات تلك التكنلوجيا ،لتتكون الجريدة على شكلها الواسع ،ولا سيما بعد ان احدثت تطورات العصر وسائل النقل والتنقل بين المدن البعيدة والقريبة ،فكانت الصحافة المقروءة هي الوسيلة الافضل لايصال الانسان من خلال الخبر والصورة بالعالم الخارجي من حوله سواء على الصعيد المحلي او الدولي ،واصبحت الصحافة هي الوسيلة الاكثر اهمية في تغطية الانشطة الانسانية وما يحدث في هذا العالم ،لاطلاع جمهور القراءعلى ما يجري في العالم الخارجي . بعد ان تطورت الصحافة وازداد حجم الاهمية لوجودها ،فقد تحولت لتصبح اداة لصنع الرأي بعد ان كانت وسيلة لنقله ، وقدازداد عدد قراء الجريدة اليومية المقروءة ، واصبح لكل جريدة آراء يتبناها رئيس تحريرها او اسرة التحرير مجتمعين ، و اصبحت الجريدة في الغرب الصناعي على غرار الشركات الصناعية المنتجة للمواد السريعة النفاذ . اسهمت الجريدة بأجراء استطلاعات لمعرفة اتجاهات السوق ومتطلباته لكي تكيف نفسها وخدماتها الصحفية على متطلبات القراء ،واصبح الناشرون يدفعون بمحرريهم الى العمل في ضؤ لجان التسويق التي صممت لاجتذاب الزبائن من القراء ، ولا يتوانى مدير التحرير من اشراك مدراء الاعلان في اجتماعات التحرير اليومية لكي يسهم كل واحد منهم بأعطاء رأيه عن شكل الصحيفة وحجمها وتبويبها وتصميمها والوانها وبقية متطلبات التطوير في اساليب معالجتها للامور على كافة الاصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية . ويظهر تأريخ الصحافة بأن التطور الحاصل في الجريدة اليومية والاسبوعية قد جاء وفق تطور اذواق وحاجات قرائها ،من خلال متطلباتهم للتغيير المستمر في شكل الجريدة وحجمها ولونها وتبويبها . وعلى الرغم من ان الصحافة المقروءة استمرت بألتأثير في الرأي العام المحلي والدولي عن طريق ايصال الخبر الى ملايين الناس في قارات الارض ،الا ان مطلع الالفية الثالثة حد او حجم من هذا الدور كثيرا بما طرحه من وسائل اعلام بديلة عن الجريدة اليومية وكذلك عن الراديو والتلفاز ايضا اللذان شكلا خلال القرن العشرين المنصرم اهمية كبيرة لدى المتلقي من خلال تعدد الاذاعات وتنوعها في الوسائل والاهداف ،ليجىء الانترنت شكلا آخر يغطي مساحة الانتشار التي حققته الصحافة المقروءة ويحجم من اهميتها التي تقتضي الكثير من مستلزمات الانتاج من ورق وحبر وآلات طباعية واماكن خزن وتحرير كبيرة ووسائل نقل وتوزيع دائمة الحركة لا تتوقف بغية ايصال هذه الجريدة الى المدن البعيدة والقريبة بأسرع ما يكون لكي تكون في متناول ايدي القراء في تلك المدن قبل غيرها من الصحف اليومية المنافسة ، مما ادى الى تردي اوضاعها ازاء الصحافة المرئية ، والتي اطلق عليها اليوم مصطلح الصحافة الالكترونية التي شكلت خطرا لايمكن تجاهله على المكانة التي تتمتع بها الصحافة الورقية ،كما يشيريونس احمد خليل في بحثه الموسوم مستقبل تسويق الصحف العراقية وفق الاعتبارات التقنية الحديثة ،حيث بدأت وسائل الاعلام المطبوعة في التفكير جديا في اوعية او قنوات غير ورقية لنشر رسائلها ، وعلى وجه الخصوص بعد الارتفاع الحاد في اسعار الورق الذي كان السبب وراء ارتفاع تكاليف الطباعة واسعار الجريدة اليومية التي اصبح سعر النسخة الواحدة منها اكثر من سعر عشر صحف الكترونية يمكن الاطلاع على محتوياتها بأقل من نصف ساعة في أي مقهى للانترنت . والانترنت كما يعرف الجميع وخاصة من مستخدميه والمستفيدين منه ، لم يقم على تقديم خدماته لجمهور المتابعين له في مجال محدد ، او مقتصر على حالة معينة واحدة ، لا ابدا ، فأنك بمجرد ان تنقر نقرة واحدة على ايقونة الانترنت ينفتح امامك العالم على مصراعيه ،يمكنك بعد ذاك ان تتجول في حدائق الارض ومتاحفها واسواقها ومدنها وشركات الانتاج والمصانع ،ويمكنك كذلك الاطلاع على آخر اصدارات الصحف الكبرى والمجلات في العالم ،كما ويمكنك ايضا ان تتعرف على اناس من جنسيات مختلفة واقوام لم تكن لتعرف عنهم شيئا من دون وجود الانترنت ، وكذلك يمكنك ان تتعرف على مجموعة من الصحف اليومية التي تصدر في البلدة التي انت فيها او في العاصمة البعيدة او في العواصم الاخرى ، وفي جمع اللغات الحية . لذلك التجأ رؤساء التحرير في معظم الصحف اليومية الكبرى الى حجزمواقع الكترونية لصحفهم ،يتم من خلال تلك المواقع التعريف بالصحيفة واهدافها ومحرريها وزواياها وابوابها واعمدتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وهذه النقطة تعد نقطة انطلاق للتحول من عصر الصحافة المقروءة التقليدية الى عصر الصحافة الالكترونية التي اختزلت الزمان والمكان للقارىء العادي الذي كان يعاني من صعوبات شتى للحصول على نسخته من جريدته المفضلة ، وقد بات في مقدوره الآن فعل ذلك من خلال موقعه الالكتروني ،بات بأمكانه وبدقائق الاطلاع على مجمل اصدارات اليوم من صحافة العالم من دون عناء او انتظار | |
|