المدير الادارة
عدد المساهمات : 1780 تاريخ التسجيل : 08/06/2009 العمر : 36
| موضوع: اثر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية فى اللغة الإثنين نوفمبر 22, 2010 9:38 pm | |
| اثر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية فى اللغة
أثر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في اللغةالعربية الملخص لقد صارت وسائلالإعلام في معظم موادها معاول هدم للغة العرب، وقد كان منالمنتظر منها أن تشيع الفصحى، من خلال المحافظة عليها نطقاً وكتابة، لكنها ساعدت على نشر كثير من الألفاظ والأساليب العامية، وأصبح بعضالمشتغلين بالعربية يتوارون منالقوم من تلك النظرة المصحوبة بالسخرية والازدراء، ذلك؛ لأن بعض وسائل الإعلام أبرزت رجل اللغة بصورة مهزوزة، وهيئة رثة، له عالم خاص،ومزاج منفرد، يتقعر بكلام الأعراب،كل غرضه البحث عن شواذ اللغة وشواردها. وبعض وسائل الإعلام العربية تحتفي بالممثلين والرياضيين، وتحجب عماليق اللغة عن الظهور ؛لأنهم يعلمون أن الإعلام له تأثيربعيد المدى ؛ إذ لو عرفهم الناس، ووقفوا على سيرتهم، لاقتفوا أثرهم، وحاولوا التأسي بهم، والسير على طريقهم، وفي هذه خدمة للغة، هملا يريدون ذلك . حتى بعض البرامجالعتيقة التي فيها رائحة اللغة والأدب تهجم على لغة العرب، ولم تتغير صورتها، وطريقة تقديمها، إذ إنها لم تتناول قضايا ينبغيالوقوف عليها، مثل الدعوة إلىالعامية، والتعريب، والتقريب بين الفصحى والعامية، والرد على دعوى صعوبة النحو، والهجوم على النحاة , وغير ذلك.والأمرّ من ذلك أنهم اتخذوا هذه البرامج منابر للحط من شأن النحو، مدعين أن الإنسان محتاج ـ لكي يضبط لسانه ـ إلىعدد قليل من القواعد، أما هذهالكثرة منها فلا فائدة فيها، وهذه شنشنة نعرفها من أخزم، فقد سبقهم إلى هذا دعاة إلى تجديد النحو وتيسيره، بحذف معظم أبوابه، مثلإبراهيم مصطفى في كتابه( إحياء النحو )، وشوقي ضيففي كتابه ( تجديد النحو ) وقد دعاهم إخلاصهم لهذين وأمثالهماإلى تبني هذه الدعوة في وسائل الإعلام. . ومن الملحوظ أنه من النادر جدا أن تعنى وسائل الإعلام العربية بكيفية تلقين اللغةللطفل، وفي إمكانها ذلك لو صدقت النيةلإشاعة الفصحى، قال المتنبي: ولم أر في عيوب الناس عيبــا كنقص القادرين على التمام إن القصة والمقال والتحقيق الصحفي من أبرزالألوان الأدبية والصحفية، وقد ثبت أنالقصة التي تقدم للطفل في قالب لغوي شائق لائق، وتحمل معنى ذا هدف نبيل أمر يحقق قدرا من النمو العقلي واللغوي. أما المقال فينبغيأن ينقل للطفل الفكرة، أو الرأيبهدوء، وسلاسة أسلوب، أما التحقيق الصحفي فمن خلاله يمكن أن نقدم الجواب عن أسئلة الأطفال عن كثير من الأسرار، والحقائق، والمعاني،والمفاهيم بأسلوب سلس، ولغة مشوقة.أما المقال فينبغي أن ينقل للطفل الفكرة، أو الرأي بهدوء، وسلاسة أسلوب، أما التحقيق الصحفي فمن خلاله يمكن أن نقدم الجواب عن أسئلةالأطفال عن كثير منالأسرار، والحقائق،والمعاني والمفاهيم بأسلوب سلس، ولغة مشوقة. إذاً يمكن الإفادة من مختلف هذه الأنواع في أدب الأطفال في تنمية خيالهم،وتربية قوة الإبداع لديهم، والتفكيرفي بث مشاعر الخير والنبل في نفوسهم، كذلك يمكن استخدام هذه الأنواع في تعليم اللغة ـ كما ذكرت ـ وإثارة التذوق الأدبي لديهم.أما المذياع فهو وسيلة مهمة منوسائل الاتصال، ويمكن أن يسهم في نشر الفصحى بين الأطفال، وذلك عن طريق الألوان الأدبية التي يتاح تناولها في برامج الإذاعة، مثل:المسرحيات الهادفة، والقصة ذات المضمونالجيد، والشعر. وهذه الوسيلة تحتاج إلى صوت إذاعي جيد، يشد أذني الطفل إليه، وعند عرض هذه الألوان ونحوها لا بد أن يقترنالوضوح التعبيري مع الإيجاز، والبعدعن الجمل الفعلية الطويلة، التي قد لا يستطيع الطفل استيعابها، لأن الطفل يصاب بملل حين تقدم له مادة لا يقوى على فهمها، أي إنهينبغي أن تكون لغة البرنامج الإذاعيالمقدم للأطفال لغة سهلة، خالية من الألفاظ الغريبة، والتركيبات اللغوية المعقدة، بدون الوصول إلى حد السذاجة ؛ لأن الطفل يرى فيذلك استصغارا لشأنه،وامتهاناً لذكائه. وبرامجالأطفال يتعين أن تتحدد وفق مراحل العمر شكلا ومضمونا؛ لأناهتمامات وقدرات وحاجات الأطفال تختلف من طور إلى طور. وهناك مجالات واسعة أمام برامج الأطفال في التلفاز، تستطيع أن ترفع من المستوىاللغوي لديهم، مثل إبراز حياة الشخصياتالتاريخية القديمة بأسلوب جذاب، يشعر الطفل أنه أمام مشاهد حية حدثت أمامه، وكذا الأناشيد الجيدة، والمسابقات. وعلى الجملةفإن التشدد مطلوب في ضبط ما يقدمللأطفال، ولا سيما في الوسائل المسموعة والمرئية، لتجنيب النشء غوائل الفوضى اللغوية، ومساعدته على تنظيم فكره، ولا يشفع ما يساق منحجج بأن طبيعة الإعلام تفرض (السرعة)فلا يجد القائمون عليه الوقت الكافي للتجويد. واستعمال اللهجات العامية في الحوارات واللقاءات في وسائل الإعلام العربية وبخاصةالمسموعة والمرئية ساعد على الضعفاللغوي. ولو علم القائمون على وسائل الإعلام أن في ذلك استجابة للدعوة إلى العامية التي حمل لواءها المستشرق الألماني سبيتا( 1818ـ1883) هـ، ويعقوب صروف(1852ـ 1927) هـ الذي كان يكتبمقالات في مجلة ( المقتطف)، مضمنة الدعوة إلى نبذ الفصحى،واتخاذ العامية لغة الكتابة والعلوم، لو علموا ذلك لجعلوا الفصحى ديدنهم. ومن المرفوض كذلك الترويج للعامية في وسائل الإعلامبإشاعة ما يسمى بالشعر النبطي فيالمملكة العربية السعودية، والمسمى بالزجل في مصر ؛ لأن في ذلك دعما لإيجاد ما يزاحم لغة القرآن. وخصوم الفصحى عندما دعوا إلى اتخاذالعامية بدلا عنها قدموا بين يديدعوتهم حججا تبدوا لأول وهلة حججا قوية، حتى ليظن كثير من الناس أن مقصد الدعاة حسن، يريدون من دعوتهم الشعب، فهم يريدون اتخاذ العاميةلغة الشعب، حتى يفهم الآداب والعلوموالفنون ؛ لأن الأكثر الشعب، أما متخذو الفصحى فشواذ، والشاذ لا يذهب بالحق كله، بل لا حق له بجانب حق الشعب . وهذه حجة مبنية علىالمغالطة ؛ لأننا لو أهملنا الفصحى،واتخذ كل قطر لغته المحلية وسيلة لفهم ما يكتب بعاميته، لانقطعت الصلة بالقرآن الكريم، والسنة، وتراث سلفنا الصالح. واللافتات،ـ وهي وسائل الإعلامالمقروءة ـ مكتوبة عندنابغلة غاية في الركاكة، ونجد الكلمات الأجنبية منتشرة انتشاراواسعا. وهنا يمكن للسلطة ووسائل الإعلام أن تحدا من طغيان هذا الزحف على لغة القرآن الكريم والإسلام. ومما يؤسف له أن تروج بعضوسائل الإعلام العربية لما يسمىبالأدب الشعبي، وهم يقصدون به ما كانت لغته عامية، وفيه الأمثال والشعر والقصص. وحجتهم أنه قد ظهر مثل ذلك الأدب الشعبي عندالعرب، وكان متمثلاً في الرجز، ولعلالعجاج وابنه رؤبة قد بلغا فيه منزلة عالية. والرد على ذلك أن اللغة التي صيغ بها الأدب الشعبي عند العرب هي اللغة العربية الفصحى،فأصبح بذلك مورداً من مواردها.ولقد أوصى مجمع اللغة العربية بالقاهرة في عام 1984م بأن تقلل وسائل الإعلام من العناية بالآداب الشعبية، لتزيد من ناحيةأخرى عنايتها بالأعمال الأدبية الرفيعةالتي تلقى الآن ترحيباً من مختلف الطبقات على امتداد العالم العربي. ويبدوا تكاسلنا نحن حين نتعرض لبعض الدول الغربية التي أفادت منوسائل إعلامها كثيراً. ففي إحصائيةأذيعت في باريس قبل عدة سنوات، جاء أن عدد الذين يتحدثون الفرنسية في العالم مائة وخمسون مليوناً، وأن ثلاثمائة وخمسين مليونطالب يدرسون هذه اللغة في معاهدتدريس الفرنسية في العالم، وقالت هذه الإحصائية الرسمية إن فرنسا تستقبل كل عام مائة ألف طالب أجنبي يفدون إليها بهدف تعلم اللغة.وفي التعبير الإعلامي كثير منالخروج على ما ألفه العرب من قواعد وتراكيب، ومن لغة ساعدت وسائل الإعلام على هدم ما تقدمه دور التعليم من مسعى في تعليم لغة الأجداد.والأداء السليم يتمثل في استقامةالعبارة تركيباً وبنية ونطقاً، وفي البحث بعض النماذج المتخيرة بالتصويب والتقويم. إن أجهزة الإعلام قادرة في المجال اللغوي أنتكون صورة من أروع صور التكاملمع جهود المدرسة والجامعة في النهوض باللغة العربية، كما هي مؤهلة أن تكون صورة من صور التخاذل مع هذه الجهود، وتمت ما يشبهالإجماع على أن وسائل الإعلام لا تستخدماستخدماً مفيداً، أو منتجاً، وأنها إلى المتعة أقرب منها إلى الفائدة، وإلى إضاعة الوقت أقرب منها إلى الاستفادة منه وأنها إلىالعمل السياسي أدنى منها إلى العملالعلمي. ولكي تنهض وسائل الإعلام باللغة العربية ينبغي العناية باختيار مقدمي الأخبار والبرامج في الإذاعتين المسموعة والمرئية من بينالمتمكنين في اللغةالعربية، ليكونوا القدوةالصالحة للمستمعين والمشاهدين، وإقامة دورات تقوية في اللغةالعربية للعاملين في مختلف الأجهزة الإعلامية، لتحقيق المستوى اللغوي الرفيع الذي تقتضيه أنشطتهم. وفي لغة الإعلام ( ضبابية )التعبير، الذي بسببه يجد المواطن الاعتياديصعوبة في إدراك المحتوى، وهذه ( الضبابية ) لا تتصل باللغة، بل بقدرة الإعلامي على التعبير الواضح، والوضوح لا يعني ابتذالالخطاب، أو ( العامية ) بل يكمنفي يسر الصياغة، وسهولة الفهم. ولا يقصد باللغة الإعلامية ما توصف به اللغة الأدبية من تذوق فني جمالي، أو ما توصف به اللغة العلميةمن تجريد نظري، إنماالمقصود باللغة الإعلاميةأنها لغة بنيت على نسق علمي اجتماعي عادي. أي إن كل كلمة فياللغة الإعلامية يجب أن تكون مفهومة من جمهور المستقبلين، كما يجب بطريقة جذابة، تحقق يسر القراءة، والاستماع، أما فنون التورية، وازدواجالمعاني، أو الهالاتالانفعالية حول الألفاظوغيرها من فنون الأدب التي تؤدي إلى تداعي المعاني فهي بعيدةعن لغة الإعلام. واللغة الإعلامية لا بد أن تتسم بالاختصار، والحرص على الجمل القصيرة بدلا من الجمل الطويلة، ومن ثم يفضل أن يقال: ـعرض للبحث ـ بدلا من عرض علىبساط البحث. ـ قاتل ـ بدلا من: خاض غمار القتال. ـ أعد بحثا ـ بدلا من قام بإعداد بحث. ـ بحث ـ بدلا من: قتل الموضوع بحثاً. ـاستغرقت المناقشة نحو ساعتين ـ بدلاًمن: استغرقت المناقشة مدة تقرب من ساعتين. وتكرار استعمال اللفظ العربي من خلال وسائل الإعلام كفيل بإماتة الدخيل، وهدم الأجنبي.فقد شاع في المملكة العربية السعوديةوالكويت ولبنان اللفظ العربي ( الهاتف) مكان كلمة ( التليفون ) و( الحافلة ) مكان ( الأتوبيس ). وما يدل على إرادة النزوع نحو الفصحىمسارعة عدد من الكتاب إلىتفضيل اللفظ العربي، وآية ذلك أنه عندما اخترع ( رودلف كيلر ) جهازا يفيد المحققين ورجال الأمن في تسجيل ظواهر جسمانية ونفسيةتكشف عن كذب القول، وزيف الادعاءوسمي هذا الجهاز ( بوليجراف كيلر) سماه كاتب ( جهاز الحقيقة ) وسماه آخر ( المفضاح ).
| |
|