ساميه المشرفون
الأوسمة : عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: علم النفس الاجتماعي الأحد نوفمبر 14, 2010 12:28 am | |
| ماهية علم النفس الاجتماعي المطلب الأول: نشأة و تطور علم النفس الاجتماعي
بدأ علم النفس الاجتماعي في أحضان الفلسفة المتعلقة بالدراسات التي تناولت علاقات الإنسان مع المجتمع، و قد تعرض الفلاسفة القدامى إلى كثير من المواضيع القديمة بل و حتى الحديثة و خصوصا اليونانيون و في مقدمتهم Aristote في دراسة حول قابلية الإنسان للعيش في الحي أو في المدينة، و العالم Thomas Hobbes حيث نظر إلى الطبيعة على أنها أنانية نفعية يجب أن تقمع عن طريق الجماعة. إن علم النفس الاجتماعي يعتبر علما حديثا بدأ مع دراسات 1986-1991 لـ George Herbert Mead الذي اعبر أن ضمير الفرد يتشكل عن طريق الفعل الاجتماعي. و بالتدريج بدأ ينفصل عن الفلسفة، و بدأ يتخذ بعدا علميا مع صدور كتاب علم النفس الاجتماعي لعالم النفس الأمريكي1924 Henry Allport. و قد وجدت العديد من الدراسات التي مهدت لعلم النفس الاجتماعي و التي ساهمت أيضا في تطوره، و من بين أهم الأبحاث و التصورات عن علم النفس الاجتماعي. دراسات ما بين (1904-1843): نجد العالم الاجتماعي "Gabriel Tarde" إلى جانب كونه قاضيا، قام بدراسة حول التحول الاجتماعي التي استطاع من خلالها تحديد ثلاثة عوامل جوهرية و هي: الاختراع الذي بالنسبة له نتاج التفاعلات الاجتماعية، ثم التقليد الذي اعتبره صيرورة تضمن الاختراع، و في الأخير المعارضة وهي بمثابة المقاومة و الصراع. دراسات ما بين (1920-1832): Wilheim Wundt :وهو عالم ألماني إلى ما أسماه بعلم نفس الشعوب الذي درس خلاله كيف توجد الشعوب اختلافاتها عبر انتاجها للغة و للخرافات و للعادات، و قد اعتبر الفعل البشري كنتاج للتغيير التاريخي و للتطور. دراسات ما بين (1863ـ1931): التفاعلية الرمزية لـ George Mead و هو عالم اجتماع و فيلسوف أمريكي، الذي توصل في دراسته إلى أن الفعل الاجتماعي يمثل نهاية صيرورة اجتماعية لاتصال تم على مستوى الفكر و بواسطة رموز ذات دلالة. دراسات ما بين (1887ـ1947): • Thurstoneعالم نفس أمريكي، من أهم دراساته ايجاد جملة من الاختبارات التي تقيس الاتجاهات. ثم تأتي بعد ذلك Allportفي حدود سنة 1924 الذي درس الاتجاهات و استطاع أن يحدد الفروق بين الاتجاهات و الآراء معتبرا أن الاتجاه له بعد عاطفي عكس الرأي لا يتعدى مجرد التمثل. و الجدير الإشارة به هنا أن ألبورت استطاع الفرق بين علم النفس و علم الاجتماع حيث قال:"إن وحدة علم الاجتماع تتم حول المجموعة في حين وحدة علم النفس تتم حول الفرد". • دراسات تايلور Taylor: و التي تناولت التنظيم العلمي للعمل للتمكن من رفع الإنتاج في المؤسسات الصناعية. • دراسات"Elton Mayo’1930 ": حيث شكلت هذه الدراسات مدرسة تميزت بدراستها للعلاقات الإنسانية داخل المنظمات و المؤسسات؛ و التي ساهمت بشكل كبير في بلورة منهجية لدراسة السلوك الفردي في إطار الجماعة. • دراسات Moréno: حول ديناميكية الجماعات و التي ركزت على كيفية فهم العلاقات داخل الجماعات. وعموما فإن هذه الدراسات تشكل أرضية لعلم النفس الاجتماعي و التي ساهمت في انبثاق تخصصات جديدة في علم النفس الاجتماعي مثل نفس الاجتماع للعمل، علم نفس الاجتماع المرضى، كما ساعدت على تنوع مناهج البحث في علم النفس الاجتماعي.
المطلب الثاني: تعريف علم النفس الاجتماعي هو فرع من فروع علم النفس و يركز على دراسة سلوك الفرد في الجماعة أو كما يشير أحد العلماء بأنه دراسة الفرد في موقف الجماعة. أما ألبورت عرفه بأنه "عبارة عن محاولة لفهم و تفسير تأثير أفكار الأفراد و مشاعرهم و سلوكهم بوجود الآخرين الفعلي أو المتخيل." و بوينج يعرفه أن "علم النفس الاجتماعي هي دراسة الأفراد في صلاتهم البيئية المتبادلة ، دراسة تهتم بما تحدثه هذه الصلات البيئية من آثار على أفكار الفرد و مشاعره و عاداته و انفعالاته." هو دراسة علمية لسلوك الكائن الحي ككائن اجتماعي يعيش في المجتمع مع أفراد آخرين يتفاعل معهم فيؤثر و يتأثر بهم بمعنى يدرس الفرد في إطار المجتمع.
المطلب الثالث: علاقة علم النفس الاجتماعي بعلم الاجتماع تركز اهتمام علم الاجتماع بدراسة التنظيمات أو الوحدات الاجتماعية المختلفة كالأسرة و المدرسة و المصنع كما يدرس الجماعة من حيث تركيبها و تكوينها و تنظيمها و طرق استمرارها و كيف تتطور و تتغير هذه الجماعات إلى غير ذلك من الموضوعات التي تتصل اتصالا مباشرا لهذه التنظيمات الاجتماعية. ولقد اتضح لعلماء الاجتماع أثناء الدراسات التي يقومون بها على الظواهر الاجتماعية أن هناك بعض الظواهر التي تنشأ متأثرة بعوامل نفسية كما قام بعض العلماء بتفسير بعض الظواهر الاجتماعية على أسس نفسية مثل غريزة التجمع؛ فالأفراد إنما يتجمعون جماعات و يعيشون في مجتمعات بفعل هذه الغرائز و أن العمليات التي تربط الأفراد في هذه الجماعات هي التقليد و المحاكاة و التشابه فالناس تقلد بعضها بعضا. إذا فعلم الاجتماع يهتم بدراسة الهيكل العام للتنظيمات الاجتماعية من حيث شكلها و هيكلها العام و العناصر المكونة لهذه التنظيمات و حجم الجماعة و تماسكها في حين أن علم النفس الاجتماعي يقتصر دراساته على التفاهم الذي يتم داخل هذه الجماعات و كيف يصبح الفرد متطابقا اجتماعيا ، و كيف يؤثر الفرد بدوره على سلو
| |
|