الْمَرْأَة فِي كـــرَّة الْقِدَم- وَبِالأَخَص فِي مُنَاسَبَة كُرَوِيَّة دَوْلِيَّة كَكَأْس الْعَالَم -
تَحْتَفِظ فَقَط بِدَوْر الْمُتَفَرِّج الْسَّلْبِي حَيْث لَا تُظْهِر الْمَرْأَة فِي الْتَّسْجِيْل الْتَّلْفَزِي لِلْكُرَة إِلَا فِي أَوْقَات تَوَقَّف الْمُبَارَاة
(الْوَقْت الْمَيِّت مِن الْلُّعْبَة) مِن أَجْل تَكْسِيْر حِدَة وَشَرَاسَة الْمُنَافَسَة، بِابْتِسَامَتِهَا الْطُّفُوْلِيَّة وَجَسَدِهَا وَلِبَاسُهَا الْمُثِيْر.
وَرُبَّمَا هَذَا تَقْلِيْد عَام فِي أَغْلَب الْرِّيَاضَات الْقِتَالِيَّة وَالْعَنِيفَة، حَيْث يَتَسَلَّل جَسَد أُنْثَوِي عَار ..
بَيْن كُل أَشْوَاط مُبَارَاة فِي الْمُلاكِمــــة، كَمَا لَو أَنَّهَا قَرَابِيِّن أُعِدَّت «لِلْذَّبِيْحَة» أَو لِتَقْدِيمِهَا لَآَلِهَة الْحَرْب.
كُرَة الْقَدَم لَهَا نَصِيْبُهَا أَيْضا مِن هَذَا الْرَّق. لَكِن بِطَرِيْقَة فِيْهَا إِبْدَاع تَلْفَزَي وَإِعْلامِي أَكْثَر تَفَنُّنَا
وَإِتْقَانا مِن حَلَبَات الْمُلَاكَمَة الْمُفْعَمَة بِالْغَرِيْزَة. لَكـــي تُنْعِم الْمَرْأَة بِتَصْوِيْر فُوتُوغْرَافِي وتِلْفِزِي
حَي وَجَذَّاب فِي مُبَارَاة كُرَة الْقَدَم، مَا عَلَيْهَا سِوَى أَن تَلْعَب عَلَى وِتْر الْإِثـــارَة.
وَالْحـــال أَن وَسَائِل الْإِعْلَام جُعِلْت مَن الرِّيَاضَة بِصِفَة عَامَّة مَجـــالَا يَلْعَب فِيْه الْرَّجُل دَوْر الْبَطَل
وَتَبْقَى الْمَرْأَة مَحْصُوْرَة فِيْه مِن خِلَال صُوَر نَمَطِيَّة مُتَّصِلَة بِوَظَائِف الْإِثَارَة.
وَحَتَّى الْنِّسَاء الْرِّيَاضِيَّات الْبَطـــلَات لَم يُسْلِمْن مِن هَذَا الِاسْتِغْلَال الْإِعْلامِي النَمَطي، حَيْث الْأَضْوَاء مُسَلَّطَة
بِكَثْرَة عَلَى الْحَسْنَاوَات الْمثِيْرَات مِن عَالَم كُرَة الْمَضْرَب، وَالتَّزَحْلُق الْفَنِّي، وَالْسِّبَاحَة وَالغَطُس وَأَلْعَاب الْقُوَى.
وَتَتَصَدَّر صُوَر الْحَسْنَاوَات الْصَّفَحَات الْرَّئِيْسِيَّة مِن الْمَجَّلات الْرَّياضيَة الَّتِي تُثْنِي فِي غَالِبَيَّتِهَا
عَلَى سَحْر ومَفَاتُن الْبَطَلَة الْرِّيَاضِيَّة قَبْل تِبْيَان أَرْصَدْتُهُا الْرِّيَاضِيَّة.
وَلَيْس غَرِيْبَا فِي أَن تَلْقَى الْرِّيَاضَات الْنِّسَائِيَّة – غَيْر الْمُثِيْرَة وَالْرُجُوْلِيَّة-
(كُرَة الْقَدَم الْنِّسَائِيَّة- الرِيِكَبي- حَمْل الْأَثْقَال- الْجِيْدو...) مَصِيْرا قَاسِيْا مِن الْإِهْمَال الْإِعْلامِي،
عِلْما أَنَّهَا تَتَوَفَّر عَلَى بَطُلَات عُظَيْمَات تَحَدَّيْن «الْجِسْم الْأُنْثَوِي»
كَعَائِق فِيْزْيُولُوجِي لِبُلُوْغ أَرْقَام قِيَاسِيَّة فِي الْقُوَّة وَالْمُثَابَرَة وَالْصَّلَابَة.
الْإِعْلَام لَا يُحِب الْنِّسَاء الْقَوِيِّات، مَفَتُولَات الْعَضَلَات، غَيْر الْفَاتِنَات، حَتـــى
وَإِن أَحْرَزْن أَلْقَابا وَحَطَمِن أَرْقَاما (Catherine Louveau).
الْرَّجـــوَلِيَّة طَاغِيَة عَلَى كُرَة الْقَدَم، وَلَم تَصِل نِسْبَة الْصَّحَفِيَّات الْمُعَلَّقَات عَلَى مُبَارَيَات كَأْس الْعَالَم
الْحَالِي نِسْبَة 1 % بِالْنِّسْبَة لِكُل الْقَنَوَات الْأَوْرُبِّيَّة الْنَّاقِلَة لِلْحَدَث الْدَّوْلِي. وَهِي 0 % فِي قَنَاة الْجَزِيرَة،
عِلْمَا أَن الْطَاقَم الّتِقَنِّي الْعَامِل عَلَى الْنَّقْل وَالْبَث وَالْتَّسْجِيْل وَالْتَّصْفِيف
وَالَمُوَنِتَاج يَضُم مَجْمُوْعَة مُحْتَرَمَة مِن الْنِّسَاء الْتِّقْنِيَّات (غَيْر القِطْرِيَات بِطَبِيْعَة الْحَال). وَحـــتَّى
كَأْس الْعَالَم لِكُرَة الْقَدَم الْنِّسَائِيَّة (وَهِي لِلْإِشَارَة تَظْاهُرَة لَا تَحْظَى بِاهْتِمَام إِعْلَامِي كَبِيْر)،
يُشْرِف فِيْهَا الْرِّجَال أَكْثَر مِن الْنَّسَاء عَلَى تَدْبِيْر الْتَّغْطِيَة الْإِعْلامِيَّة وَالصَحْفِيّة.