المراسل عضو مجتهد
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: علاقة المرأة بالكتابة السبت ديسمبر 04, 2010 1:53 am | |
| علاقة المرأة بالكتابة
تتعرض المرأة بشكل مستمر إلى التهميش في مجتمعها، (أيكان هذاالمجتمع على مستوىالعالم)، تتعرض له في حياتها اليومية، في البيت والعمل والمؤسسات الاجتماعية، وأينما ذهبت، تهميش وإقصاء وتحجيم،
وما يعنينا في هذا المحور الصحفي هو ما تتعرض له وما تعاني منه في ثقافتنا اليوميةبحكم أنها كاتبة أو تتعاطى الكتابة. لقد عانت المرأة في القرون الماضية من الجهل وعدمتعليمها ومنالفقر بحكم عدم كونهاموظفة وبالتالي عدم استغلالها المادي، وحاجتها المستمرة إلى الرجل منذ الولادة وفي جميع مراحل حياتها. ونتناول في هذا المحورالصحفي (وضعيةالمرأة الكاتبة) ، وقدتناولت الناقدة فرجيينيا وولف هذا المحور أو هذه القضية في كتابها( غرفة فرجينيا وولف ـ دراسة في كتابة النساء) وهيتشترط وجود غرفة خاصة بالمرأةالكاتبة كشرط أساسي للكتابة وللإبداع، وقد استفدتُ كثيرا من هذا الكتاب في هذا المحور. وهنا بداية فقط لهذاالمحور وهو محور ذو تفرعات واتجاهات كثيرة، ولكننيأبدأ بشكل مبسط وسهل، بعيدا عن التعقيد، كي افتح حوارا بين المرأة والمرأة، وقبل ذلك بين المرأة وبين نفسها ككاتبة أو متلقية. إن شعور المرأة في مرحلة مبكرة من الوعي، بسطوة الثقافة الذكورية السائدة ،يضطرها إلى استخدام أساليب هذه الثقافة،ومحاكاة نتاجها في مواجهة هيمنتها، وتكتشف المرأة بتطور وعيها عبر الصراع، أن الثقافة السائدة تتعامل مع المرأة كموضوع وليس كنتاجلكائن آخر أو منافس، كموضوع يتمتحديده وتعليبه وتجييره لصالح الثقافة السائدة. وفي مرحلة نضج الوعيتتحدىكتابة النساء الأفكارالجاهزة والمسلمات التي يفرضها الرجل، ويؤدي اتساع مشاركة المرأة في الفضاء الثقافي إلى ظهور صوت مغاير لصوتالثقافة السائدة، ومن الطبيعي أن تشعر الثقافة السائدة (الرجل) بخطر هذا الصوت القادم(صوت المرأة)، الجديد، المختلف،ولذا يسعى إلى تكميمه أو تهميشه، أو إسكاته يرى البعض أن المرأة أقدر على تناول القضايا الخاصة بها، فوضع النساء الاجتماعيوإقصاؤهن التاريخي عن الثقافة هوالذي يحدد تميز كتابة النساء.
وتظل الكتابة فعلاإنسانيا غير محصور في جنسمعين، وإنما يرتبط بقيمة الإبداع الفنية، سواء كان من يماري هذا الفعل رجلا أو امرأة، وهي قيمة لها سماتها وقواعدها العامة والمحددة.
لقد أقصيت النساء عن الكتابة، وأرغمن على التكيف للنماذج الذكورية، وجرىالتحكم بنتاجهن، واستغلال هذا النتاجمن جانب الجماعة السائدة. تشترط فرجينيا وولف فيتحليلها لكتابة النساء وجودغرفة خاصة للكتابة كما هي متوفرة للرجل كما أنافتقار المرأة إلى التعليم والماليخلق إحساسا بعدم الأمان ومحو الذات، ويمارس هذا الافتقار تأثيره على تفكير النساء. ويعني افتقار المرأة إلىغرفة خاصة بها افتقارها إلى الراحة ووقت الكتابةوفسحة التأمل، فضلا عن افتقارها إلى الثقة بنفسها وإلى التجربة والعلاقة الحميمة مع الأشياء وإلى الحرية في تحديد التأملالمتوافق مع لحظةالإبداع. والمرأة ليست حرة فيتفكيرها، ولذا ترى وولف أنه في حرية تفكير المرأة بمايرغب به تكمن العلاقة الحميمة بين الكاتبة والعالم، العلاقة التي تمنح الكاتبة القدرة على استيعاب التفاصيل وظلال اللحظات وحقيقة الحدثوهي شروط أساسية للكتابة خاصةكتابة الرواية
النساء لا يمتلكن نصفساعة، يمكن أن يسمينها خاصة بهن،بحكمأن المرأة أم وزوجة وربة بيت، وبالتالي ليس لها الوقت الكافي للتفرغ لنفسها أو للتأمل أو الراحة والجلوس لوحدها.
النساء عاجزات عن الكتابة بالحرية التي يتمتع بها الرجال، فافتقار النساء إلى حريةالرجال في اكتشاف أفق العالم،مثلا، يوفر معيارا للاعتراف بالقيود المفروضة على قابلية النساء على الإبداع، المرأة قد تكتشف العالم ولكن بواسطة الرجل أوتحت إشرافه أو بتوجيه منه. هل الرجل يشكل عائقاجسديا أمام إنجازات النساء، لأن الرجال يحددون قوانين منعالنساء من الكتابة، أو لأنهم يؤبدون الأيدولوجيا في كتاباتهم.
| |
|