عصر الفضائيات والطرق السيارة للمعلومات والتطور التكنولوجي المتسارع، لم يعد مبررًا ترك أطفال المسلمين يواجهون مصيرهم الخاص، فلقد أصبح لازمًا إعداد استراتيجية عربية خاصة لإنتاج إعلام للطفل ينطلق من الأسس والمقومات الإسلامية، بما يحصن الأجيال الجديدة في عالم يمور بشتى المنتجات الفنية والإعلامية التي تهددها في وجودها وكيانها، ويوجِد البديل المأمول، ويقطع دابر التبعية في هذ! ا المجال الخطير والحيوي .
إن العولمة الإعلامية واتساع انتشار ثقافة الكلمة والصورة وغزوها كل البيوت تدعونا اليوم إلى التفكير في دخول هذا التسابق الحضاري، ووضع إعلام بديل، وتحديد برامج كفيلة بترجمة الأهداف الإسلامية الكبرى إلى واقع، وصبغ ثقافة الطفل بصبغتها.
وقد أورد الدكتور نجيب الكيلاني رحمه الله عددًا من الأهداف يستضاء بها في أي خطة لتحضير وإعداد أدب للطفل المسلم، نرى أنها تخدم استراتيجية الإعلام الإسلامي الموجه للطفل المسلم .
وهذه الأهداف هي:
- تشكيل الوجدان المسلم تشكيلاً إسلاميّا من خلال القصص المؤثر الذي يعرض للبطولات والنماذج الفريدة في تاريخنا.
- صبغ الفكر بالمنهج الإسلامي، وتخليصه من الوثنيات والخرافات والشوائب المنافية له.
- طبع السلوك بالطابع الإسلامي في جميع المواقف الحياتية للطفل.
- ترسيخ حب العلم باعتباره فريضة إسلامية.
- تحديد مفهوم السعادة تحديدًا إسلاميّا شاملاً، يقف في وجه المفهوم الغربي للسعادة التي جعلها في الثراء والجاه والقوة والسيطرة والأنانية والأثرة.
- تنمية ملكة الخيال عند الطفل، بشكل يجعله خيالا تربويا بناء بعيدًا عن ال! شطط الذي تقدمه البرامج الغربية.
- إيجاد التوازن النفسي في شخصية الطفل.
- ترسيخ العقيدة الصحيحة.
- فهم الحياة فهما إسلاميّا سليما، حتى يصبح حلم الطفل هو إقامة المجتمع الإسلامي الرشيد.
- بعث مشاعر الوحدة الإسلامية.
- توضيح مفهوم الحب بمعناه الإيجابي.
- إثراء الحصيلة اللغوية.
- تنمية الإحساس بالجمال.
و لكن يبقى دور الأسرة على رأس الأدوار التي يمكنها توجيه الطفل المسلم توجيها سليما، والتوفيق بين القيم الإسلامية والقيم التي يمتصها الطفل من الإعلام المصور، على اعتبار أن الأسرة هي المحيط الأول الذي يفتح عليه الطفل عينيه، فيتلقى منه نماذج التصرف والسلوك والتوجيهات التي تقود خطواته الأولى. غير أن دور الأسرة لا يكون ناجحا بدون وجود استراتيجية مجتمعية شاملة لإعلام إسلامي قويم، يتكامل مع وظيفة الأسرة بشكل منسجم.