جبار صالح قاسم
لا شك في أن ثمة ما يمكن قوله بأن الإعلام مهنة شريفة ومقدسة من حيث دورها النبيل والكبير في بناء المجتمع المدني المتطور ، الذي يجد فيه كل مواطن فرصته في الحياة الحرة الكريمة ، وتأسيساً على هذا يجب أن يكون لزاماً على الإعلامي أن يتصف بالنزاهة والصدق والموضوعية ، وأن يكون بصيراً وعالماً بأمور مهنته ملتزماً بقواعدها ، ويمارس دوره بحيادية وصدق ، وأن يؤدي دوراً إيجابياً ومؤثراً في المجتمع من خلال نقل الأحداث بأمانة ودقة ، وأن يكون جل همه إشاعة روح التسامح والمودة وتعميق روح المواطنة خصوصاً في هذه المرحلة المعقدة التي يمر بها عراقنا الحبيب ، وأن يبرز الجوانب الإيجابية المضيئة في مفاصل الحياة كافة ، ويعمل على كشف مواطن الخلل وإعطاء الحلول العلمية الواقعية لمعالجتها ، إذاً هي مسؤولية خطيرة وكبيرة تقع على عاتق الإعلامي النزيه الذي يؤدي عمله الأخلاقي في خدمة الشعب وإرضاءً لضميره الوطني والمهني ، ولطالما دفع الإعلاميون الشرفاء خلال السنوات الست المنصرمة دمائهم وأرواحهم ثمناً لمواقفهم المبدئية إزاء قضية الشعب العراقي ، وقد كانوا مستهدفين من قبل الإرهاب التكفيري الدموي الوافد من وراء الحدود ، ولم يبرح أيّاً منهم موقعه تراجعاً أو خوفاً من خفافيش الظلام الذين أرادوا إسكات الأقلام الحرة الشريفة .
أما الإعلامي النفعي ذو العقل الكسيح واللاهث وراء السحت الحرام ، الذي يضع نفسه وقلمه في المزاد العلني كبائعات الهوى وبخدمة من يدفع له أكثر ، سرعان ما يتحول إلى إنسان تافه مضر يعمل على تأجيج روح الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد خدمة لأطراف وجهات معروفة ومكشوفة بعدائها للتحول الديمقراطي الجاري في بلادنا لقاء ثمن بخس ، أن أمثال هؤلاء الأراذل ومن خلال أقلامهم الخبيثة يمارسون دوراً تحريضياً وتخريبياً لتعطيل وإعاقة بناء دولة القانون والمؤسسات وبناء نظام ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد ، كما يعملون على إشعال نار حرب أهلية مدمرة ، لكن أصحاب هذه الأقلام المسمومة لن تنطلي ألاعيبهم ومكائدهم على جماهير شعبنا وقواه الديمقراطية والخيرة ، فقد انكشفت نواياهم الشريرة وبانت أكاذيبهم وتخرصاتهم ، فأن هؤلاء وأمثالهم سيهزمون ويولون الأدبار أمام يقظة ووعي شعبنا وقواه المخلصة ، وليعلم هؤلاء المرتزقة إن شعبنا ليس بغافل عما يعملون ، وسينالون جزائهم العادل عاجلاً أم آجلاً على يد جماهير شعبنا الذي اكتوى بنار الإرهاب الذي فلسفت وتغنت له هذه الأقلام الرخيصة المأجورة على مدى ست سنوات مضت ومازالت .
نقول لتلك الحفنة اليتيمة من الإعلاميين المأجورين موتوا بغيضكم ، فأن عراقنا بشعبه الأصيل ماض إلى الأمام ، وسيكون مصيركم مزبلة التاريخ كما هو حال أسيادكم الذين سبقوكم الى تلك المزابل ، إن شعبنا وقواه الديمقراطية وكل الخيرين الذين يتطلعون إلى بناء عراق جديد معافى ترفرف عليه رايات المحبة والسلام والوئام بعيداً عن القهر والاستلاب والقمع ، وينعم أبناءه بخيرات بلدهم المعطاء ، لا يشعرون اليوم بالخوف من المستقبل ، لأن جميع محاولاتكم الدنيئة باءت بالفشل الذريع ، وألحقت بكم الهزيمة تلو الأخرى ، لأنكم تقفون في وجه مسيرة الحياة وضد إرادة شعب حيّ متطلع لحياة حرة كريمة.
سحقاً لتلك الأقلام ولكل من يقف وراءها ، فنحن سائرون إلى الذرى ولا يهمنا نبح ......