ليس أمام الرئيس حسني مبارك سوى الفرار إلى تل أبيب
2011-02-06
إنَّ نهاية الطواغيت، كما عودنا التاريخ السياسي
للأوطان والشعوب الفاعلة، هي نهايات فاضحة وليست عادية، بل وتحمل بين
طياتها مجريات دراماتيكية أو سوريالية، ومبارك واحد من أولئك الطواغيت،
فقد باع كل القيم السياسية التي عليها شعبه المصري منذ ثلاثين عاماً،
وحوله إلى شعب هزيل منهك، تحت سياط التبعية والفقر والتعب، من أجل الحفاظ
على مقررات كامب ديفيد، التي كبلت العرب والشعب الفلسطيني وعروبة مصر بسجن
العبودية والذل .
الرئيس حسني مبارك نموذج للديكتاتورية الجنرالية
الفاسدة، التي ينبغي عليها أن تضمحل وتذوب في الحضيض النهائي للغياب،
كنتيجة مهمة للأحداث الحاصلة التي عاشتها الأمة العربية بتسهيل احتلال
العراق وضياعه، وإلحاق الهامشية بالقرارالدولي لمصر العروبة والتاريخ
والنضال .
إنَّ نهاية الطاغوت حسني مبارك تأتي لضمان التواصل مع حتميات
استعادة بناء الدولة السياسية الديمقراطية ـ الجديدة العادلة، خاصة أن هذا
الرئيس، تكرشت أجندة رئاسته بالفعل الطغموي لتشكيلة الدولة العائلية،
وقيادة النفعيين من السماسرة واللصوص والتجار المرتبطين بسلسلة طويلة من
حلقات الفساد، تبدأ من السيدة سوزان وابنها جمال وتنتهي بالتابعين الصغار
من باعة الإكسسوارات والصيرفة والمضاربة بالعملة الصعبة، ولا مجال البتة
لأي إصلاح للنموذج الطغموي السياسي، الذي صنعه مبارك في الحياة المصرية
والعربية، مهما توالت المبادرات، لأنَّ الخرق اتسع على الراقع، والشعب حسم
أمره وقال كلمته الفصل التي لا تراجع عنها بعد الآن، من أجل الحرية
والرفاهية والاستقلالية، وعدم التبعية، ومن أجل المستقبل الحر للأجيال
المصرية القادمة، لكي تأخذ زمام نفسها بنفسها بكل طلاقة وإبداع في وسط
المحيط العربي المقاوم وليس المساوم .
وبالتالي ليس أمام الرئيس حسني مبارك سوى الهزيمة، ولكن إلى أين وسوف تضيق الأرض عليه بما رحبت؟
أقول
وبالتالي فليس أمامك أيها الرئيس حسني مبارك سوى الرحيل إلى تل أبيب، لأن
عطاءك السياسي وسلوكك القيادي وحزبك الفاشي، لم تعد تتماشى إلا مع المنهج
الصهيوني والإسرائيلي في تل أبيب، وعليك أيها الرئيس المقهور أن تنتهز
الفرصة للفرار إليها، قبل ذهاب الفرصة.
ومثلما لم يكن سابقك الطاغية
زين العابدين الرئيس التونسي الفار إلى المملكة العربية السعودية موفقاً
في لجوئه إليها، لأنها دولة تعاني من تصدع صامت ربما ينفجر في قادم الأيام
القريبة، وتسفر عن جحيم واسع يمتد إلى عرض الجزيرة وطولها، مما لا يؤمن
لزين العابدين ولا حتى لك ياسي مبارك ملاذا محمود النتائج يتناسب والحضيض
الذي عليه الطغاة أمثالك وأشباهك. فعليك أن تعجل أيها الرئيـــــس بالفرار
إلى تل أبـــــيب، فهذا أفضل للجميع قبل ضياع الفرصة. وعاشت مصر العروبة
إلى الأبد ..
د. عبد الله الأنباري
القدس العربي