عضو اكبر هيئة دينية سعودية يطالب الرئيس المصري مبارك بالتنحي 'حقنا للدماء'
2011-02-06
الرياض ـ وكالات: طالب عضو هيئة كبار العلماء في
السعودية الشيخ صالح اللحيدان، الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي عن
الرئاسة، كونه المطلب الوحيد لآلاف المتظاهرين الذين يغص بهم ميدان
التحرير في القاهرة وطرقات المدن المصرية، فيما شن مفتي عام السعودية
الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ هجوما على منظمي المظاهرات والمسيرات في بعض
البلدان العربية، واصفا تلك المظاهرات بـ'المخططة والمدبرة' لتفكيك الدول
العربية الإسلامية، وتحويلها من دول كبرى قوية إلى دول صغيرة 'متخلفة'.
وجاءت
مطالبة الشيخ اللحيدان للرئيس مبارك أملاً في وقف الفوضى وأعمال التخريب
التي اجتاحت الشارع المصري بين مؤيدين ومعارضين للرئيس.
وقال اللحيدان
في برنامج 'الجواب الكافي' الذي عرض مساء أمس على قناة 'المجد' السعودية
إن تحقيق رغبة المتظاهرين الذين يقضون يومهم في الميادين العامة وسماع
مطالبهم كافية، تحقن الدماء وتحفظ الأمن، فضلاً عن ممارسة الناس في مصر
لحياتهم الطبيعية بعيداً عن الزعزعة التي تشق الرأي العام وتولد الفوضى.
وأشار إلى أن مظاهر النهب والتخريب التي شهدتها مصر مؤخراً ليست من صفات المسلمين الذين يحثهم دينهم على حفظ المال والنفس.
اما
مفتي السعودية آل الشيخ فقال في خطبة الجمعة، التي ألقاها في جامع الإمام
تركي بن عبدالله بالرياض إن الغاية من تلك الإثارة بعيدة المدى لضرب الأمة
في صميمها، وتشتيت شملها واقتصادها وتحويلها من دول كبيرة قوية إلى دول
صغيرة 'متخلفة'، داعياً إلى الوقوف موقف الاعتدال.
ووصف آل الشيخ في
خطبته التي نشرتها الصحف السعودية الصادرة مخططات مثيري المظاهرات
بـ'الإجرامية الكاذبة' لضرب الأمة والقضاء على دينها وقيمها وأخلاقها.
وقال
آل الشيخ إن 'الفوضويات' التي انتشرت في بعض البلدان العربية جاءت للتدمير
من أعداء الإسلام، قائلاً 'يا شباب الإسلام كونوا حذرين من مكائد الأعداء
وعدم الانسياق والانخداع خلف ما يروج لنا والذي يهدف منه الأعداء إلى
إضعاف الشعوب والسيطرة عليها وإشغالها بالترهات عن مصالحها ومقاصدها وغاية
أمرها'.
وحذر آل الشيخ مما يبث في وسائل الإعلام خصوصا التي وصفها
بـ'الإعلام الجائر' الذين يبثون الأحداث على غير حقيقتها، وشحن القلوب بلا
حقائق لتسيير الأمة حسب ما خطط لها بهدف 'التدمير والتخريب'. واستشهد آل
الشيخ بالأمن والاستقرار في المملكة نتيجة تحكيمها لشريعة الله ودستورها
كتاب الله وسنة رسوله مما جعل دول العالم تضرب الأمثال بها.
الى ذلك
اكدت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية امس الاحد أنها لم تصدر أي توجيهات
أو تعميمات تلزم الخطباء والأئمة في المساجد بتناول ما حدث في بعض الدول
العربية، من تظاهرات واحتجاجات ووقوع بعض الفوضى في خطبهم. ونقلت صحيفة
'سبق' الإلكترونية امس الأحد عن مصدر وصفته بأنه 'موثوق' في الوزارة قوله
'غير صحيح على الإطلاق صدور أي تعليمات أو توجيهات للأئمة والخطباء بهذا
الشأن'، مشيراً إلى أن منبر الجمعة وظيفته التوعية والتوجيه والإرشاد
وتقرير أصول الدين، وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، بعيداً عن الدخول في
أي ثورات أو خلافات.
وكانت بعض المواقع قد تداولت معلومات بشأن صدور
تعميم من الوزارة للأئمة والخطباء بتناول موضوع المظاهرات في خطبهم، وهو
ما نفاه المصدر المسؤول في الوزارة تماماً.
إلا أن عددا من السعوديين
انتقدوا ما ورد في خطبة الجمعة الماضية التي ألقاها مفتي عام السعودية،
معتبرين أنها 'تدخل في شؤون الغير الأمر الذي يتعارض مع سياسة المملكة
العربية السعودية الخارجية التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية
للبلاد الأخرى'.
وطالبوا من خلال اللقاءات والمنتديات الإلكترونية
المفتي آل الشيخ بأن يتحدث في خطبه ولقاءاته عن 'حجم البطالة والفقر
ومشاكل الإسكان والفساد الإداري والمالي المنتشر في السعودية.. بدلا عن
الحديث والخوض في مشاكل الآخرين'.
ووفق تقديرات أولية غير رسمية، فإن
قرابة 20' من السعوديين البالغ عددهم نحو 18 مليون نسمة، تحت خط الفقر،
ويعد أكثر من 75' من مواطني الدولة السعودية مدينين في قروض استهلاكية
طويلة الأجل، بينما أكدت دراسات رسمية أن ما نسبته 75' من السعوديين لا
يمتلكون منازل خاصة بهم.
وكان معدل البطالة في المملكة قد ارتفع إلى
حوالي 10.5' طبقا لاحصاءات رسمية مما أثار بعض الاحتجاجات. إلا أن بعض
الاحصاءات غير الرسمية تؤكد أن معدل البطالة في المملكة ارتفع إلى 20' بين
السعوديين.
وكانت المملكة العربية السعودية جددت الاثنين الماضي وقوفها
إلى جانب مصر التي تشهد تظاهرات منذ الخامس والعشرين من كانون
الثاني/يناير الماضي.
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد
العزيز، الذي يقضي فترة نقاهة حاليا في المغرب، أكد خلال اتصال هاتفي مع
الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ بداية الأزمة المصرية 'أن استقرار مصر
وسلامة وأمن شعبها الشقيق أمر لا يمكن المساومة عليه أو تبرير المساس به
تحت أي غطاء 'مؤكدا' أن مكتسبات ومقدرات مصر الشقيقة جزء لا يتجزأ من
مكتسبات ومقدرات الأمتين العربية والإسلامية'.
وكان الملك عبدالله بن
عبدالعزيز أجرى في التاسع والعشرين من يناير الماضي اتصالاً هاتفيا
بالرئيس المصري اطمأن خلاله على الأوضاع في مصر.
ونقلت (واس) عن الملك
عبد الله بن عبد العزيز قوله 'إن مصر العروبة والإسلام لا يتحمل الإنسان
العربي والمسلم أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير
بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريباً وترويعاً وحرقاً
ونهباً ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة'.
وأضاف الملك عبد الله بن عبد
العزيز أن 'المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة إذ تشجب ذلك وتدينه
بقوة فإنها في نفس الوقت تقف بكل إمكاناتها مع حكومة مصر وشعبها الشقيق'.
وكانت
التظاهرات انطلقت في عدد من محافظات تلبية لدعوة المحتجين الذين أطلقوا
تحركاتهم منذ، 25 كانون الماضي، الذي صودف يوم عيد الشرطة، بهدف المطالبة
بإصلاحات سياسية واجتماعية، وأدت الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن إلى
سقوط 300 قتيل من الالاف من الجرحى .
القدس العربي