قناص عضو مجتهد
عدد المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: "فضائيات استنساخ" عربية تكرس ثقافة الوسيلة الجمعة ديسمبر 10, 2010 12:45 am | |
| "فضائيات استنساخ" عربية تكرس ثقافة الوسيلة الافتتاحية...بقلم كامل صقر عقدونيِّف مضى، ماذا حققت الفضائيات العربية للمواطن العربي؟ هل وضعته في دائرةالأحداث الجارية وأزاحت أثواب العتمة المفروضة لسبب أو لآخر؟ هل استطاعت تقديمرؤىً وطروحاتٍ جديدة لواقع أكثر ملاءمة؟ هل عبرت عن نبض المجتمع العربي وحققتبعضاً من تقريب وجهات النظر في إطار ما يسمى صناعة رأي ٍ عام ٍ حول قضية ما أوظاهرة معينة؟ هل كرست تلك الفضائيات ما يعرف ( بثقافة الوسيلة ) فلم تمنَّ علىمشاهدها المسكين ولم تقدم له من بحور العلم والفكر إلا النذر اليسير؟ هل أدت دورهاكسلطة رابعة وأثّرت بما تملكه من خاصية الصوت والصورة على صانع القرار العربي أمكانت في معظم الأحيان ناطقاً بلسان حاله ومسايراً لخطه وتوجهاته؟ وتستمرقائمة التساؤلات، والجدل معها مستمر حول مسألة من أكثر المسائل أهمية وحساسية، إنهعالم الفضائيات بوسائله وتقنياته الجديدة، بشخوصه وأبطاله ونجومه ورؤوس أمواله،بتنافساته ومزايداته وبعض صفقاته المشبوهة، المعلنة منها والسرية. الحقيقةأن كل تساؤل مما سبق ذكره جدير بأن يكون مثار بحث معمق لا يتسع المقام للخوض فيه،لكن المساحة قد تسمح لنا بإيراد جملة نقاط تهم الناطقين بلغة الضاد، فمئاتالفضائيات العربية ذات المشارب والتوجهات المختلفة تفرّغ حمولة برامجها في قريحةالمواطن العربي المتخم أصلاً بهموم تتغذى على طفيليات واقع متردٍّ، برامج تكادتخلو في معظمها ـ إلا ما ندر طبعاً ـ من مسؤولية بنائية فكرية واجتماعية حتى أنالمشاهد العربي يصاب في بعض الأحيان بحالة من العصاب والغثيان لما يلمسه من تملقوتمظهر زائف، يصاحب ذلك كله سياسة إعلامية عرجاء تبني لَبِناتها على جملةاستنساخات من هنا وهناك لا تُراعى فيها شروط التقليد والاستنساخ المرتبطة بالواقعالسائد وتفصيلاته المعيشية والسياسية والفكرية، وتتحول تلك الفضائيات إلى وسيلةغزوٍ منمط ومدروس قائم على نوع من غضّ الطرف من قبل الجهات المسؤولة مترافق معتحييد وتهميش لفئات مثقفة مقصودة بذاتها. وتأخذالمشكلة بعداً أكبر عندما تجتهد بعض النخب السياسية العربية الحاكمة في مراقبة مايصدر عن تلك الفضائيات لجهة الرسائل الإعلامية التي تطالها في موقعها ووضعهاالقيادي، فيما ترقد تلك النخب مستريحة ومُعفية نفسها ودوائرها المعنية من مهمةالمتابعة والمراقبة لجهة الرسائل الإعلامية التي تمس الشعوب في أخلاقياتهاوثقافتها ومسارها الفكري. يلحقبذلك أن معظم الفضائيات تركز في برامجها الإخبارية والحوارية السياسية منهاوالثقافية والاقتصادية على عدد قليل من الأشخاص تعمِّدهم أبطالاً لتلك البرامجوكأن الساحة العربية خلت من الخبراء والمحللين والمثقفين وقادة الرأي واقتصر الأمرعلى قلة يتبادلون منصات الضيافة الاستوديوهاتية الأمر الذي أدى إلى حرمان المشاهدالعربي من الوقوف على آراءٍ وأفكارٍ لشخصيات أخرى قد تكون أكثر فهماً ومقدرة علىالتحليل وتفسير الخلفيات، وكذلك حرمان تلك الشخصيات حق الظهور والتعبير عما لديها،ولا ندعي إذا قلنا أنه كثيراً ما نشاهد فلاناً يتحدث عبر إحدى الفضائيات وبعد فترةوجيزة نراه يتوجه إلينا بحديثه في فضائية أخرى، وأغلب الظن أن معدّي تلك البرامجوالقائمين عليها اعتمدوا قائمة تلفونات يجرون اتصالاتهم ولقاءاتهم استناداً إليهاولم يشأوا لسبب ما البحث عن أشخاص آخرين خارج أجندتهم. وفي سياقآخر أقيمت العديد من المدن الإعلامية العربية ضمت عشرات الفضائيات الإخباريةوالمنوعة والغنائية والدينية، ونسمع عن توسيع مدن وإنشاء أخرى رغم أن المسألة لاترتبط بمساحة مكانية تأوي تلك الفضائيات متجاورة مع بعضها تنعم بتقنيات وخدمات بثٍوإنتاج حديثة، بل إنها تتسع لتشمل استراتيجيات إعلامية تستهدف بناء الإنسان العربيوالنهوض به عبر مضامين تجمع عمق الطرح وجاذبية العرض وتخاطب العقل الواعي بآفاقهالمنفتحة. لا شك أنالفضائيات العربية قد شكلت نقلة كبيرة في الإعلام العربي عموماً على صعيد الشكلوالمضمون وفتحت نوافذ كانت مغلقة ومغيَّبة، قد يرى البعض أن الحل في مؤتمر للإعلامالعربي وتحديداً للفضائيات العربية يجتمع فيه مخططو هذا الإعلام ومالكوه وجهات (مسؤولة )، ولكن ماذا عساها تفعل مؤتمراتٌ تعقد بين حين وآخر لا تملك إمكانية فرضصيغ إعلامية مسؤولة وناظمة يُعمل بها، فتبقى توصياتها كزبد البحر يذهب جفاءً. ميديالوجيا العدد الثاني
| |
|