عين تادلس عضو مجتهد
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 14/11/2010
| موضوع: ثقافة الإحتكار الإثنين نوفمبر 22, 2010 10:21 pm | |
| ثقافة الإحتكار
عملية خنق الأصوات واحتكار النوافذ على ذات الأصوات العازفة قسرا على الآذان هو الأمرالأشد خطورة على تجمد العمل الإعلامي وافقاده حيويته ومواكبتهلروح العصر. الزوايا والأعمدة نوافذ ضرورية تطل منها الآراء التي تجول بخواطرالمثقفين تجاه القضايا التي تعصف بالحياة الإجتماعية أو السياسية أو الثقافية..فهي وسيلة للنقد البناء الذي يهدف الى التصويب ووضع الإصبع على حافة الجرح.
وما أن يتمكنأحدهم من غرس عموده في خاصرة صفحة من صفحات تلك الصحف حتى يتحولالى موظف عليه ابتداع الأفكار وخلق الجمل التي تليق بفراغ السطور، أكثر مناهتمامه بخلق جمل تليق بمعالجة الحالة. وكثيرا ما يجد نفسه مستنزفالا تحضره الفكرة فلا يتوانى عن اجترار المعاني ليست المطروحة في الطرقات، وانما ذاتالمعاني التي سبق وأن افترشت مقالاته في ذات الزاوية، الأمر الذي يوقعه في جبالتكرار الممل
كما يقودهالإستنزاف أحيانا الى ما يشبه الثرثرة أو العصف الذهني غير المترابط فيخرجمقاله مشوشا مربكا، أو قد ينزاح باتجاه خواطر ذاتية مما يفقده ملامح الشكلالإعلامي الذي يشتغل علية والأسس الفنية والإشتراطات المهنية للمقال.
والمشكلةالأشد وطأة، هي تربع أولئك على عروش الصحف تربعا أبديا مما يجعلهميقفون رافضين لأي شكل من أشكال التغيير، غير معترفين بمرور الزمن وعجلة تطور مواضعالكلم رافضين دخول أي عنصر من عناصر الإبداع الذاتي بما لا يفسد على المقال أويخرجه عن دوره الوظيفي في طرح القضية ومعالجتها من وجهة نظر معينة قد تجد صدى فيالإتفاق أو الإختلاف.
ان عملية خنقالأصوات ومنعها من النفاذ الى سدّة الصحف ولا سيما كبرياتهاواحتكار تلك النوافذ على ذات الأصوات العازفة قسرا على الآذان منذ تيسر لها الرقود فيتلك الزوايا، لهو الأمر الأشد خطورة على تجمد العمل الإعلامي وافقاده حيويتهومواكبته لروح العصر.
هذا السلوكمن قبل القائمين على ظهور النتاجات الإعلامية التي تحمل رأيا أو موقفا يمارسون صلاحيات تقضيبالحجب لأي صوت قد يغرد خارج السرب.. بينما توزع تلك الزوايا على شكل منح وعطايالتتحول فيما بعد الى ما يشبه كرسي لا تتم الزحزحة عنه الا موتا.
دعونا فقطنتخيل أن يعامل المنجز الإعلامي أو الثقافي المعدّ للنشر كدفتر إمتحان"التوجيهي" أي أن يتم تقييمه من قبل متخصصين بعد تغطية الإسم المبجل الذي يذيل المقال، حتى يتم التعامل معه بحياد دون الرضوخلسطوة الإسم المكرس، والذي لا ندري بأي ألية تكرس، ترى ماذاسيصبح مصير تلك المواد وعلى أي علامة ستحظى .. والى أين ستؤول، وهذا بالطبع افتراضجريء، قد يعرض صاحبه للرجم رميا بالتهميش أوالتقزيم.
ولكن الأمرالواقع يفرض نوعا من الغضب البارد، يسيل في عروق من يقرؤون المشهد جيدا،الى أن يخرج على شكل قطرات من العرق مكللة بالصمت.
ميدل ايستاونلاين- نهلة الجمزاوي
| |
|