مروان الصقعبي
إن بناء ثقافة الطفل المسلم تستحوذ على اهتمام كثير منالمفكرين والمربين الذين ُبحّت أصواتهم لإعادة صياغة ثقافة الطفل المسلم بما يناسب العصر.
إن مشكلة ثقافة الطفل العربي هي امتداد لمشكلة "الكتاب والقراءة فيالعالم العربي"، فما زالت عقول الأطفال تستقبل القصةوالمجلة المترجمة التي لم تجد في واقع المجلات العربية والإسلامية منافساًحقيقياً لها!
إن غياب النموذج الرمز الجاذب في حكايات الأطفال جعل أطفالنايهيمون بنماذج
لا تتعدى"البطه والفأر".
والواقع يشير إلى أن مبيعات مجلات "ديزني" المترجمة تجاوزت مبيعات مجلات
الأطفال الإسلامية والعربيةبمراحل.... ولم نستطع في السنوات القريبة الماضية أن
نقلل الفارق لصالح "مجلهتعتني بالطفل المسلم"؟
والحديث عن خطر المجلات المترجمة، والرسائل الخفية التيتبثها، بل والظاهرة أحياناً؟! تحتاج إلى فتح ملفات من قبل التربويين والمفكرين، ناهيك عن فقرها التربوي والأخلاقيالذي يحتاجه الطفل المسلم في هذه المرحلة خصوصاً.
ينبغي في هذه الحقبة الإعلامية السريعة، والتطور التقني السريع..أنتتجاوز أي مجله تعتني بالطفل المسلم مرحلة "سد الثغرة" فتكون مجلة الأطفال خيارًا ضعيفًا لشريحة معينه في المجتمع.
هذه المرحلة ينبغي أن تتجاوزها إلى المنافسةالحقيقية، وخاصة أن عقلية الطفل لا تعرف المجاملة، ولا تُلقي بالاً للتعاطف... فلا يجذبها إلاّ الأفضل والأجود.
إن رفع مستوى طرح المجلة، أو القصة، أو الحكاية..لها أهميه كبيره في رفع مستوى فكر الطفل عموماً، إن استمرار"سذاجة" الطرح في قصص الأطفال لاينبغي أن يكون هو السائد في جميعمجلات الأطفال.
ينبغي أن نمارس نوعاً من التفتيش، والتمحيص، لما سوف نطرحهلعقل الطفل المسلم..
ينبغي أن يتحول عمل مجلة للطفل المسلم إلى عمل مؤسسييضم نخبة من المفكرين
والتربويين، بل وحتى المتخصصين الشرعيين حتى يصوغوامجلة للطفل العربي المسلم عموماً، تكون منافسة للمجلات المترجمة الخارجية،خصوصًا إذا علمنا أنه في بلد مثل السويد الذي يُعدّ من البلدان الأوروبية المتقدمة في مجال "ثقافة الطفل".
يُنشر في السويد فقط أكثر من (1000) قصه جديدة سنوياً، تشرف الكنيسة على جزء كبير منها؟!
نحن نملك في تراثنا الإسلامي والعربي حكايات وقصصاً رائعة.. ورموزاً جذابةتدعو إلى الأخلاق الحميدة، والفضائل الكريمة لم تُستغل إلى الآن بالشكل المطلوب.
ويستطيع المؤرخون، والشرعيون، والأدباء ثم الإعلاميون أن يقوموا بمشروع جبار لمجله للطفل المسلم تكون منافساًحقيقياً للمجلات المترجمة، فتربية الطفل -كمايُقال- تبدأ قبل (20) عاماً من ولادته، وهو في النهاية لن يبقى طفلاً، بل سينطلق إلى العالم
الرحب شاباً يقود الأمة، ولن ينسى أبدًا حكايات قرأها وهو صغير..