كتاب يجيب عن التساؤل الصعب: هل تنهار العولمة؟
كتبت: تهاني صلاح
عقد المجلس الأعلي للثقافة بالتعاون مع المركز القومي للترجمة والدار المصرية اللبنانية, ندوة لمناقشة كتاب انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم, للكاتب جون رالستون سول الحائز علي جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة ترجمة محمد الخولي.
أدار الندوة الناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين بحضور د. عماد أبوغازي الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة ومؤلف الكتاب جون رالستون, والمفكر السيد يسين ود. حامد عمار شيخ التربويين.
عرف رشاد بالكاتب الكندي جون رالستون الذي يعد في طليعة المفكرين السياسيين الكنديين المعاصرين وأحد المهتمين بتحليل تاريخ الحضارة وهيكل السلطة في الغرب ومتابعة القضايا الثقافية والمعرفية بالتحليل والنقد, فهو كاتب وصحفي وروائي لاقي انتاجه الفكري وانشطته الميدانية تقديرا عبرت عنه الجوائز والأوسمة التي نالها في كل من كندا وفرنسا وشيلي.
وتحدث جون سول عن سعادته بزيارته الأولي للقاهرة, وأوضح أن كتاب انهيار العولمة كتبه بعد كتابة عدة روايات وقصص اجتماعية وفلسفية وهذا يؤكد أن الإنسان لديه أفكار متعددة.
واستطرد قائلا: عند نشر الكتاب عام5002 أي قبل انهيار العولمة بثلاث سنوات, قلت إن العولمة قد انتهت, واتهموني بالجنون, وبعد ثلاث سنوات اتضح أنني لست مجنونا وقد حذرت من تكريس النشاط المالي علي حساب الانتاج, ومن اعتبار النقود أصولا أساسية بدلا من اعتبارها وسائل للتعامل وأداة للتبادل وهو ما أفضي الي الأزمة العالمية التي أصابت دوائر وول ستريت في أمريكا.
ونبهت أيضا الي خطورة تحويل العولمة من ظاهرة في التطور الاقتصادي والإعلامي الي ما يشبه الايديولوجية أو العقيدة الدينية حيث المبالغة في الانفلات من النظم والضوابط, فضلا عن المغالاة في دور المديرين ورؤساء مجالس الإدارات علي حساب دور الدولة بمؤسساتها وقوانينها التي تكفل حماية النشاط الاقتصادي للمجتمع من أطماع الأفراد وتطلعاتهم علي حساب الصالح العام.
وتساءل عن حل هذه المشكلة التي استمرت لمدة أربعين عاما, وأجاب أن العولمة كانت فكرة اقتصادية بسيطة وعلينا الآن أن نفكر في فكرة اقتصادية جديدة.
وقال د. حامد عمار, الذي كان له الفضل في ترجمة هذا الكتاب, انه لم يتردد في شرائه عندما قرأ عنوانه حيث يعتبر هذا الكتاب علامة فاصلة في تاريخنا لأنه يسعي الي تقويم النظام العولمي في محاولة للتعرف علي مصادر قوته وضعفه وتحديد مبادئه ومنطلقاته وتأثيراته علي مجالات الاقتصاد والسياسة والأصول الاجتماعية والانسانية للبشر.
وهو من أوائل الكتب التي أعلنت انهيار امبراطورية التجارة الحرة ووضع أمثلة للدول التي حطمت العولمة كيانها القومي ودفعت بشعوبها الي أسوأ حالات الوجود الإنساني. وأمثلة لبعض الدول التي عايشت العولمة وعقيدتها زمنا ما ثم سعت الي اختيار نموذجها الوطني الملائم مثل نيوزيلاندا والهند وماليزيا والصين وبعض دول أمريكا اللاتينية والتي أخذت تسيطر فيها ضوابط الدولة علي ايجاد توازن بين انفتاحها علي الأسواق ومصالحها الوطنية.
وعبر المفكر السيد يسين عن سعادته لقراءة هذا الكتاب لأنه يحتوي علي تحليل دقيق للعولمة حتي نستطيع فهمها, وعلق علي الكتاب بأنه فكر في وحدة لقياس العولمة وأكد أهمية العولمة الاقتصادية برغم أن هناك أنواعا متعددة عن العولمة مثل العولمة الثقافية, وظهور ثقافات عالمية فهل هذه الثقافة العالمية تتنافس مع خصوصية كل ثقافة؟ نحن نرحب بأن تكون هناك ثقافة عالمية ولكن المشكلة أن العولمة الثقافية تقضي علي خصائص الثقافات المختلفة.
وألقي الضوء علي تأثير العولمة في مجال الاتصالات, وتحدث عن بعض الأفكار المهمة التي وردت في الكتاب ومنها الفرق بين التغيير علي مستوي الفرد وعلي مستوي المجتمعات, وعن الدور السلبي للمديرين في هذه العملية.
وأكد في النهاية أن العولمة ضد طبيعة البشر, وعلي الدولة أن تتدخل مرة أخري في حياة المجتمعات.
الأهرام