المراقب عضو شرفي
عدد المساهمات : 165 تاريخ التسجيل : 08/06/2009
| موضوع: من قضايا الإعلام العربي السبت ديسمبر 04, 2010 2:35 am | |
|
من قضايا الإعلام العربييواجه الإعلام العربي تحدياً خطيراً في مواجهة الآليةالإعلاميةالإسرائيلية الضخمة التيتسيطر على معظم أجهزة الإعلام الدولية و بخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية و في أوروبا ، كما تسيطر على معظمقنوات الاتصال و التأثير لخدمة أهدافإسرائيل و تشويه صورة العالم العربي و الإسلامي . والواقعأن الإعلامالعربي في مواجهة معالإعلام الإسرائيلي الذي يملك من القدرات و الإمكانات الضخمة التي توظف لخدمة أهداف دولة إسرائيل . وفي هذا العصراصبح الفضاء ساحة مهمة للصراع الإعلامي بين الإعلام العربي و الإعلام الإسرائيلي ، فالقنوات الفضائية تملك مقومات التأثيرالمهم و الفعال : بالصوت و الصورةو اللغة الإعلامية المناسبة لمخاطبة الآخر . ويمكن لقناة فضائية أنتحققالتأثير المستهدف و تصلإلى كافة أنحاء العالم ، بل أنها يمكن أن تغطي على جوانب النقصو القصور في الآليات الإعلامية الأخرى إذا امتلكت لغة خطاب إعلامي مناسبة . ورغم أن إسرائيل تمتلكآلية إعلامية ضخمة تحقق أهدافها على الساحة الدولية ، إلاأنها لم تكتف بذلك و إنما بدأت في بث قناة فضائية إسرائيلية باللغة العربية موجهة إلى العالم العربي إلى جانب إذاعة صوت إسرائيلالناطقة بالعربية .. و ذلك في اهتمامكبير منها بمخاطبة الآخر . والإعلام المصري أولىاهتماماً كبيراًبمخاطبة الآخر و التواجدعلى الساحة الدولية ، و كان له السبق و المبادرة في بث فترةباللغة العبرية عبر قناة النيل الدولية في أول يناير 2002 ، إضافة إلى المبادرات العديدة التي حققها الإعلام المصري في مخاطبةالآخر سواء من خلالالإذاعات الموجهة المصريةومنها الإذاعة الموجهة لإسرائيل بأربع لغات : العبرية و العربيةو الإنجليزية و الروسية و قنوات مصر الفضائية : الأولى و الثانية و قناة النيل الدولية الناطقة باللغات الأجنبية : الإنجليزية ،الفرنسية ، العبرية. إن مخاطبة الآخر سلاحإعلامي مهم و فعال في الصراع الإعلامي في الفضاء ، و على ساحةالعمل الإعلامي العربي .. فان بث قناة فضائية عربية يعتبر مطلباً ملحاً و أساسياً لهذا الغرض ، و هو الأمر الذي طُرحَ في مؤتمروزراء الإعلام العرب المنعقد فيجامعة الدول العربية في يونية 2002 و ذلك في إطار خطة شاملة للتحرك الإعلامي العربي على مختلف الساحات . وقد شهدت الساحةالإعلامية المصرية حواراً فكرياً خصباًو شمل آراء و ردود فعل عديدة حول القناة الفضائية الإسرائيلية باللغة العربية ، و القناة الفضائية العربيةالناطقة باللغات الأجنبية .. كهدف مهم ومطلب أساسي لدعمقدرات الإعلام العربي على الساحة الدولية لخدمة قضايا الأمة العربية تحقيقاً لتواجد إعلامي عربي قوي في مواجهة الصراع الإعلامي الشرسفي الفضاء.
- و نعرض آراء و ردود فعل متنوعة برزت في هذا الحوار الفكريعبر صفحات الصحف و المجلات المصرية :
.. القناة الفضائيةالإسرائيلية باللغة العربية .. في أول يوليو 2002 بدأ بث قناة تلفزيونية جديدة ناطقة باللغةالعربية ، تقوم بإذاعة أغاني ومسلسلات و أفلاماً مصرية و عربية , بالإضافة إلى البرامج و النشرات الإخبارية و بعد فترة من المتابعة يكتشف المشاهد أنه أمام "قناة إسرائيل الفضائية " و الموجهة إلىالمنطقة العربية. ومنذ أن بدأ إرسال هذهالقناة بل قبل انطلاقها , بدأت ردودالأفعال تتدفق من كل صوب و اتجاه ومعها ثار الجدل حول هذه القناة و الهدف من ورائها ونوعية الآراء و الأفكار التي ستسعى إلي نشرها فيالمنطقة. ثار هذا الجدل في بادئ الأمر مشوباً بالخوف من الآثار المترتبةعلى بث هذه القناة , و لا شك أنالمحتوى الإعلامي و الدعائي لهذا البث بحاجة إلي أن نوليه اهتماما شديداً, خاصة من قبل كافة المسئولين عن الإعلام العربي و في مقدمتهالإعلام المصري. ويحتاج الأمر إلي مواجهة إعلامية واعية و شاملة تحمل رداً قوياًيؤكد قدرة جيوش الإعلام العربيعلى استخدام أسلحة الحجة و المنطق في مواجهة التسلل الإسرائيلي عن طريق الإعلام . لقد كانت مصر سباقة فيهذا المجال – إذاعياً و تلفزيونياً – فهي إذاعياًلديها البرنامج العبري وتلفزيونياً يعتبر البث العبري على " قناة النيل الدولية " إنجازاً مهماً برغم قصر المدة الزمنيةالمخصصة له. وإسرائيل تسعى جاهدة لاستمرار بث قناتها بدعم مادي تعمل على جمعه منيهود العالم و ذلك عن قناعة منهاأن الغزو الإعلامي اكبر أثراً و اخطر من الغزو العسكري من اجل التشويش على الفكر العربي . و لذلك فإن الأمر يتطلبتوسيع دائرة الخطاب الإعلامي العربي لمواجهةالبث الإسرائيلي و تحييد الرأي العام الغربي .
.. نماذج من الآراء حول هذه القناة .. - الأستاذ " حسن حامد" رئيس اتحاد الإذاعة و التليفزيون : (لاأعتقد أن هذه القناة تملك القدرة على مواجهة قناة إخبارية مثل قناة النيل للأخبار, و أرى أن هذه القناة ما هي إلا رد على الإرسالالذي بدأناه بالعبرية و ذلك خوفاًمنهم على التأثير الذي قد نحدثه داخل مجتمعهم.و يضيف قائلاً: لا داعي للقلق من هذه القناة لأنها لا تملك إلا أن تبث مواداً مدسوسة وفبركة للأخبار و تزييف للحقائق, و قد بدءوا إرسالهم بالفعل بسرقة مباريات كأس العالم و إذاعتها على الهواء دون شراء حقوق بثها, و ذلك إلى جانب عرضهم مواداًإعلامية و درامية مصرية مسروقة) . - أما الدكتور " عدليرضا " الأستاذ بإعلام القاهرة يؤكد أن هذه القناةيمكن أن تحوز في بدايتها بعض الاهتمام و يضيف: ( أعتقد أن كل شيء جديد مرغوب ففي المرحلة الأولى من الممكن أن تجذب قناة إسرائيلالمشاهدين حيث أن المشاهد يبحث دوماًعن الجديد, لكن مع مرور الوقت من الممكن أن ينفض المشاهدون من حولها..المهم أن يكون لدى المشاهد نوع من الوعي و الإدراك ) . - الإعلامية " ساميةصادق" تقول : ( لا يهمنا مواجهةقناة و لكن الهدف مواجهة الرأي العام العالمي وقد بدأنا بثاًباللغة العبرية على قناة النيل الدولية و هذه المواجهة يجب أن تكون من خلال برامج مدروسة و نقل نبض الشارع الإسرائيلي على القناةالموجهة إلى إسرائيل و استضافةالمحللين السياسيين ليتحدثوا عن القضية بالمنطق و يوجهوا حديثهم للضمير الإنساني ) . - الإعلامية " كوثرهيكل " ترى أن هذه القناة ليست أمراً جديداًفهم يقدمون في قنواتهم برامج باللغة العربية موجهة لليهود العرب كما أنهم وجهوا محطة إذاعية إسرائيلية باللغة العربية و رغموجودها منذ فترة غير أنها لم تؤثرفي الشعور القومي العربي ) . - أما اللواء " د.جمالحواش " بأكاديمية ناصر العسكريةفلديه رأي خاص.. (حيث يدعو إلى التخاطب مع إسرائيل بنفس اللغة , حيث إنها تتعامل بالحجج و لديها القدرة على المناورة التي تغطيالخطأ بثوب الحق .. وهي بإطلاقهالهذه القناة تسعى لتحقيق أهداف محددة تعمل لصالحها من خلال عرض مواد مثيرة أو ممنوعة و من خلالها يبثون ما يريدون, و هذا ما حدثبالفعل في أوروبا و أمريكا) .
.. القناة الفضائية العربية .. أصدر مؤتمر وزراء الإعلامالعرب فياجتماعه الأخير - يونية2002 - بجامعة الدول العربية بالقاهرة عدة توصيات تمثلت في ضرورة وجود خطاب إعلامي عربي موحد, و إنشاء قناة فضائيةعربية و مرصد عربي بأوروبا أوأمريكا للدفاع عن المصالح العربية و توضيح الصورة الصحيحة للعرب. ويرى الكثير من المحللين أنه قد آن الأوان لكي تطل في سماءالغرب قناة فضائية عربية تدخل كل بيتغربي .. و تكسر احتكار الصهيونية للإعلام في الغرب و يصل الصوت العربي إلى مسامعهم مخاطباً حضارتهم و العمل على كسبها . وقد تعددت الآراء والاقتراحاتحول إمكانية إنشاء هذهالقناة ما بين مؤيد و معارض و كان لكل منهم أسبابه و دوافعه .. و فيما يلي نستعرض جانباً من هذه الآراء . حول إمكانية تنفيذالاقتراحاتالسابقة و رؤيتها على ارضالواقع تقول الإعلامية " سميحة دحر وج " رئيس قناة النيل للأخبار : (من اليسير تنفيذ هذه القرارات بتكاتفالإمكانيات المادية و التكنولوجية لدىالدول العربية مع مراعاة أن تركز القناة العربية على البعد الإسلامي أيضاً , لأننا نعاني دائماً من الفهم الخاطئ للإسلام . أما عن مواصفات القناةالفضائيةالعربية يقولالدكتور" فوزي عبد الغني " رئيس قسم الإعلام بآداب قنا بجامعة جنوب الوادي: ( يجب أن تكون هذه القناة باللغات الأجنبيةللمناطق التي تبث إليها, لأن الإعلامالموجه باللغة العربية لن يفيدنا في شيء , و أن تقدم هذه القناة خطاباً إعلاميا ًعربيا ًموحداً, يقوم بالرد على مزاعم الصهيونيةالعالمية و ما يثار من سلبياتحول الشخصية العربية و التأكيد على سماحة الإسلام و نبذه للإرهاب , مع تدعيم فكرة حوار الحضارات و ليس صراع الحضارات ) . ولكن البعض رفض فكرة إنشاء القناةالعربية الفضائيةالمشتركة.. ومن هؤلاء الدكتور "عاطف العبد" الأستاذ بكلية إعلام القاهرة و يبرر هذا الرأي بقوله: (إن المواطن الغربييدفع من ماله الشخصي اشتراكات فيالقنوات التي يفضل مشاهدتها لإشباع حاجاته الإعلامية المختلفة, مشيراً إلى أنه من الأفضل تواجد إدارات متخصصة تتعاقد مع شركات بحوثلتحديد ماذا يشاهد المواطن الأجنبيومتى يشاهد, بجانب اختيار مداخل الإقناع المناسبة للجمهور المستهدف بهدف تقديم المضامين الملائمة لتوجهاته.. و لكنني لست مع فكرةالقناة العربية و إن كنت أؤيدشراء مساحات داخل القنوات الأجنبية على أن تسبق هذه الخطوة دراسات و بحوث تقوم بدراسة الجمهور المستهدف بعناية فائقة. ولكن الدكتورة"جيهان رشتي" المدرس بكليةالإعلام تختلف مع هذا الرأي فهي ترى: ( انه عندما تشتري وقتا فأنت تصنع إعلاناً و المشاهد الغربي سيتعامل مع ما تبثه من موادوحقائق على أنها إعلانات مدفوعةإلى جانب أن ذلك سيشكل على المدى الطويل عبئا ماديا كبيرا... أما في المقابل فان إنشاء قناة عربية موحدة ناطقة باللغة الإنجليزيةتخاطب الجمهور الخارجي و لابد منالتركيز على مخاطبة الإعلاميين الغربيين , لأنهم إذا اقتنعوا بوجهة نظرك فانهم سينحازون إلى صفك أو على الأقل سيعرضون قضيتك بتوازن وعدالة فعلينا التأثير في الرأيالعام العالمي و هو ما تفعله إسرائيل الآن) . وهناك رأي ثالث تطرحه الدكتورة " نادية رضوان" أستاذة علم الاجتماعبجامعة قناة السويس و هو : (محاولة خوضحرب إعلامية ذكية مضادة لمواجهة الإعلام الصهيوني داخل دول أمريكا و أوروبا , عن طريق توحيد الجهود العربية لإنشاء قناة أو عدة قنواتمجانية , مهما بلغتتكاليفها لا تقوم إلا ببثالأفلام الأمريكية فقط بكل أنماطها و التي تتناسب مع كل الأذواقو الأعمار خاصة الأفلام الكلاسيكية و من خلال ذلك نقوم بزرع بذور الاهتمام لديهم بقضايا الأمة العربية و الإسلامية عن طريق عرضمقتطفات قصيرة بين كل فيلم و آخرتستعرض كل ما يتصل بالعالم العربي من جوانب ثقافية و سياسية وتاريخية و دينية و منها الصراع العربي _ الإسرائيلي و الانتهاكاتالإسرائيلية في المنطقة العربية) . وتؤكد "ملكإسماعيل" على ضرورة : ( وجود قناة فضائية عربية تخاطب العالم باللغة التي يفهمها لكي يتعرف الغرب على قضيتنا و ذلك بمشاركةعربية و تمويل عربي مشترك و منالممكن أن تقوم جامعة الدول العربية بالإشراف على هذه القناة) . منقول | |
|