طرق واساليب التعامل مع الكتابة الصحفية للحوادث والكوارث
الاكاديمية المفتوحة للصحافة :
إن العامل الحاسم الأكبر يتمثل فيما إذا كا، الشخص المتأثر مستعد للحديث أو انه نوعا ما مسيطر على الحالة.
ويجب أن يطلب الصحفي أولاً الأذن. فيمكن أن يسأل في موضوع مقابلة: هل تود أن تخبرني عنه الآن؟؟ . فإذا أجابك بنعم أولا يجب أن تتقبل الموضوع. ويمكنك أن تأجل الحديث معه إلى وقت لاحق. فإن أي شخص ليس مستعد للحديث لن يكون قادرا على رواية قصته بشكل متماسك. وسوف تكون المعلومات مشتتة.
وإن وافق على الحديث فعليك أن تعطيه إبعاد المقابلة والإطار الزمني لها. فمثلاً : أنا أود أن أتكلم معك لبضعة دقائق .. "أو" أنا أود أن أسألك بضعة أسئلة.." و إذا احتجت للانتقال بعدها قليلاً فإنه سيترك شعورا لديه بأنه ليس معزولاً. وإذا كان منفعلاً جداً ويبدو خجولا لا تتردد بالطلب منه إن كان يريد أن ينقل المقابلة إلى مكان أكثر خصوصية مثل الردهة أو مدخل ما.
وإذا فقدت السيطرة على المقابلة نظراً لاحتشاد الصحفيين فكر بطريقة من شأنها أن تخفف الضيق أو الضغط الذي ممكن أن يسببه هذا الحشد . هذا قد يتضمن مثلا عرض مقابل خيار إنهاء المقابلة. لأننا متزلنا في مراحل مبكرة لخلق ثقافة صحفية بعيدة عن هذه الاعتبارات . لذا لا يمكن دائماً من السيطرة على سلوك الصحفيين الآخرين لكنك يمكنك أن تظهر مع نفسك بطريقة مثالية.
نبرة الصوت ولغة الجسد . أن أي شخص يواجه صدمة سيكون هناك اثر عكسي على الأدوار العاطفية والإدراكية للدماغ _ فالمناطق العاطفية تكسب تأثيرا بينما المناطق الإدراكية (( تلك التي تعالج المعلومات منطقيا) له تأثير أقل. وإن أي شخص مصاب أو متأثر بصدمة ما سيكون من الصعب عليه أن يعالج اللغة بطريقة سريعة , لذا قد يطلب منك أن تعيد السؤال مراراً أو أن تضطر حتى لكتابتهم . وفي الأغلب سوف تنسى ما قالته لكنها ستتذكر ما ذكرته أنت.
تعاطف معهم ولا تنأى بنفسك عنهم. وجاهد على إبقاء مشاعرك تحت السيطرة. التعاطف لا يعني الانسياق كثيرا والانضمام إليه كما لو أنه تقدير وتصديق لتلك العواطف.لا تحكم على الحالة عن طريق ردة الفعل ولا تتوقع أي رد فعل جيد فإن الناس يختلفون بإظهارهم للصدمة بطرق مختلفة حيث تتراوح مابين الرواقي والجامد إلى الهيستيري .
تبن الموقف الطبيعي الذي يظهر تعاطفاً. فإذا كانت هناك مقابلة والجلوس لمدة طويلة فإنه يتعين عليك الجلوس بجانبه.بعض الناس يجدون أن من بعض الأمور التي تساعد بأن لا ينظروا إلى أعين مقابليهم ويكتفون بالنظر الى نفس البقعة التي ينظر إليها " لرؤية الشيء من منظوره" فمثلاً الانحناء إلى الأمام قليلا يدل على الانفتاح أما الأيدي المكتوفة والأرجل المتصالبة تدل على الانغلاق أو العداء. لذا لا تتفاجأ إذا بدوت صعب أو مزعج فهذا أمر طبيعي.
إن بكاء الشخص المقابل ليس بالضرورة شي سيء أو ضار. فكما هو مذكور أعلاه, إذا بدا مضطربا من كونه مكشوفا للعلن في مكان عام عندها حاول أن تجد مكان أكثر خصوصية وسرية وبإمكانك المضي قدما بالمقابلة.
حاول أن تحمل معك دائماً محارم ورقية واعرضهم كبادرة منك . فالكثيرين يشعرون بالخجل إزاء الاحتقان الأنفي جراء البكاء لذا فيمكنك عرض منديل ورقي عليه من شأنه أن يساعد . وأحيانا إن لمسه خفيفة على اليد من شأنها المساعدة أيضاً.
تريد المساعدة حقاً مع إحساسك باللحظة ,وقد يساعدك قول " أعرف أن هذا مؤلم بالنسبة لك للتحدث عن , لكن الناس بحاجة لأن يعرفوا لأن .." هل لديك ياترى سبب جيد لماذا يريد الناس أن يعرفوا.
عليك أن تتفادى الأسئلة الغبية ومن بين هذه الأسئلة (( كيف تشعر بهذا؟)) فإن العلماء النفسيين يرون بأن التقدم ببطء هو أفضل في مثل هذه الحالات . " ماذا يريد الناس أن يعرفوا حول الذي يحدث ؟)) تقدم برفق ولا تسلط الضوء.لا تقل " أعرف كيف تشعر " " لا تقل " " لابد وانك شعرت" عليك أن تساعد الشخص الذي أمامك على سرد قصتها الخاصة وبالاستماع يمكن أن تضفي عليه لمسة من المصداقية.تجنب بعض الردود فمثلا أن تقول " من الممكن أن يكون أسوأ من هذا " أو " أنت محظوظ .." التزم الصمت فيما لو سألك "لماذا حدث هذا ؟" لا تحاول أن تعطه جواباً مباشراً عليك أن ترد بصدى " بالفعل لماذا حدث هذا الشيء الفظيع؟" إذ يبدو نكرانا وليس تحد حيث أنها مرحلة شرعية ومفيدة في حالة الحزن.
يكون إنهاء المقابلة في مثل هذه الحالات أمرا مساعدا وحتى أن المصافحة الحارة باليد تساعد أيضا وهناك بعض الكلمات المريحة مثل " أتمنى لك الخير "
واذا كانت هناك مقابلة ضرورية ولمدة طويلة اعتمد على المكالمة الهاتفية وبقول " أردت فقط أن أعرف كيف حالك ؟".
بعض الأحيان سوف يستشيط بعض الناس غضباً منك مع أنك لم تفعل أي أمر خاطئ معهم فمن الممكن أن يكون كلامهم هو مرآة لتجربتهم وليس ردة فعلهم نحوك لذا اختبر صبرك وإذا نجحت فتابع .
طورت آن نيلسين منهجاً في مجال حقوق الإنسان في جامعة كولومبيا . وأخوها الدكتور دانيال نيلسن كتخصص في الطب النفسي لدى الأولاد والذي قاد وحدة الإخطار في تفجير مدينة أوكلاه .