إن المحررين المحنكين ذوي الخبرة لازالوا يتذكرون بسهولة الأوقات الأولى والأصعب في مسيرتهم المهنية عندما كانوا يشعرون بالخديعة والتلاعب والتضليل من قبل الأشخاص الذين يجرون اللقاءات معهم.
( أتمنى لو كنت اعلم بشكل أفضل ) هذا هو التعليق الذي عادة ما نسمعه من خبراء الإعلام عندما يفكرون بالأطوار المبكرة من حياتهم المهنية. إنهم الآن يعترفون بأن الشخصيات الأولى التي حاوروها قامت بعمل ( حيل قذرة ) من أجل الظهور بصورة راقية وإلحاق الضرر بالمحرر أثناء المقابلة.
في بعض الثقافات الصحفية , يصيب المحررين شيئاً من التوتر تجاه المسؤولين أو كبار السن . قد يكون ذلك بسبب عدم إلمامهم بالأساليب الحديثة لإجراة المقابلات أو قد يكون بسبب خوفهم من عواقب طرحهم لبعض الأسئلة. من أجل كبح جماح هذا الإرتباك يجب أن تعلم أيها الصحفي بعض الأشياء التي سوف تساعدك على التحكم به , فمثلاً , لابد أن تعلم أن السياسي العنيف على سبيل المثال لديه ترف التجول بين جميع أنواع الإجابات من الطويلة الفارغة إلى الإجابات التي تتراوح بين (نعم وَ لا) .
ولكن ما هي الحيل الأخرى التي لابد للصحفيين الإنتباه لها ؟ وكيف يمكنهم
استخدامها كهجوم معاكس ؟
1- عندما يتخذ الضيف موقفاً عدوانياً من خلال شجب الصحافة عموماً ( مثلاً : " ألا يمكنكم الحصول على التصريحات بشكل صحيح ؟ " , " إنكم لا تحبون سوى الأخبار السيئة وملاحقة الناس " ) . حاول أن تبقى هادئاً , ودعه يـُـنفـّـس عن عدائه ثم ابدأ بلطف مقابلتك.
3- عندما يحاول الضيف الخروج بتصريحات غير رسمية ( كأن يقول لك " ما قلته للتو ليس قابل للنشر " ) لا بد أن تشرح له بإلحاح ان هذه المواد لابد وأن تــُسجل من أجل المصداقية, أو عد لاحقاً إلى نفس الموضوع بصيغة جديدة أو سؤال له علاقة بنفس الموضوع من أجل الحصول على المعلومات التي تود وضعها ضمن المواد المنشورة. يمكنك أيضاً أن تواجه الضيف بكل صراحة بأنك ترفض إزالة هذه المعلومات من التسجيل. 4- لا يرعبك الضيوف العدوانيين الذين يقولون أشياء كـ : " هذا سؤال غبي " أو " لم تقم بواجبك المنزلي " أو " هذا ليس من شأنك " . حافظ على هدوءك وأخبرهم عن المصادر التي راجعتها قبل أن تطرح عليهم تلك الأسئلة. اشرح لهم سبب أهمية الإجابة عن هذا السؤال. 5- هناك الكثير من الضيوف الذين يلجأون إلى التجول بالحديث بعيداً عن الموضوع من أجل المرواغة وعدم الإجابة على السؤال. اترك لهم المجال ( في اللف والدوران ) وابحث عن أي معلومة مفيدة في حديثهم قد يكشفونها بشكل غير متعمد. وإلا حاول إعادتهم بلطف إلى السؤال الأساسي كأن تقول : " هذا شيء ممتع , ولكن .... " . 6- هناك ضيوف آخرين يستخدمون تكتيكاً أسهل من خلال الإجابة بـ ( نعم أو لا ) فقط . وحتى تصعب عليهم إمكانية استخدامهم لهذه الإجابات المقتضبة قم بصياغة سؤالك بشكل لايسمح بالإجابة عليه بكلمة واحده , أو قــُـل " هل يمكنك التفصيل ؟ " أو " لماذا تقول ذلك ؟ " . 7- كونك إعلامياً يعني أنك ستواجه أشخاصاً يحاولون تصعيب حياتك ولكل منهم أسبابه الخاصة. فبدل أن يجيبوك على سؤالك سيقومون بإحالتك إلى مصدر مبهم أو يتعذر الوصول إليه , مثلاً يقولون لك : " قم بالإطلاع على كتابي الفلاني حيث قمت بمناقشة هذا السؤال بشكل كامل ". أخبره بأنك وصلت آخر موعد لإنجاز العمل وأنك مضغوط أو اطلب موجزاً لآراءه حول الموضوع. 8- أحد الوسائل المستخدمة لإرباك او تشويش المحررين والمراسلين هو استخدام الصطلحات ( السياسية أو الإقتصادية أو العلمية .. إلخ ) . لا تجعل المتحدثين بلغة المصطلحات يخدعوك . ارفع يدك وأوقفهم وطالب بالإجابة باللغة المتعارف عليها والتي يمكن للقراء والمستمعين العاديين فهمها. 9- إدعاء الإهتمام بدقة ما ستقوله عنهم , يـُصرّ بعض الضيوف على الإطلاع على المادة قبل نشرها. قم بمراجعة اهم النقاط مع ضيوفك عبر الهاتف فقط , و إذا كانت سياسة توظيفك تسمح لك بذلك. نحن لا نشجع السماح للضيوف بتحرير مادتك الصحفية قبل نشرها. 11- لا تتظاهر بالبلاهة أيضاً . إذا فعلت ذلك فسيحدث أحد الأمرين : إما أن يصرفك ضيوفك بحجة عدم إحترافك ويرفضون تبديد أوقاتهم معك , أو يستخدموك كآداة نقل للإعلان والدعاية لصالح آرائهم. 12- ختاماً , يمكنك أن تكون استفزازياً بلا مواجهة أو تحدٍ . أخبر ضيوفك عن آراء منتقديهم , ولكن لا تظهر رأيك الخاص. تذكر بأنك هناك من أجل جمع المعلومات وليس لمحاربة أي شخص. 2- عندما يقوم الضيف بقلب السؤال وكأنه يستجوبك أو يقابلك أنت كأن يقول " ما رأيك أنت ؟ " أو " مالذي كنت فاعله ؟ " . يمكنك الإجابة حينها : " أنا على ثقة بأن القراء يهمهم رأيك أنت بخصوص هذا الأمر " . 10- قد يشك الضيف بمدى معرفتك والمعلومات التي تمتلكها حيال الموضوع المطروح ولهذا فقد لا يأخذك على محمل الجد. قم بواجبك وكن مستعداً . شارك ضيفك المعلومات التي لديك ولكن احذر ان تحاول إيهامه بأنك خبير في الموضوع المطروح.