قامت المذيعة الشهيرة باربرا ولترز بالإفصاح عن الخمس أسئلة التي تعتبرها ( مضمونة ) أثناء أي مقابلة صعبه وذلك في حوارها مع صحيفة نييورك تايمز :
1- لو كنت تتعالج في مستشفى , من الذي ترغب بتواجده في السرير المجاور لك , بإستثناء الأقارب ؟ 2- ما هي أول وظيفة عملت بها ؟ 3- متى كانت آخر مرة بكيت فيها ؟ 4- من أول شخص أحببته ؟
5- ما هو الشيء الذي منحك أجمل متعه خلال العام الماضي؟
تقول والترز أن السؤال الثالث هو " من أفضل الأسئلة التي يمكن توجيهها للشخصيات الكوميدية. إذ أنه من الصعب مقابلتهم فأنت بنظرهم الشخص الجدي المستقيم دائماً ".
عندما سألت ( التايمز) والترز عن كيفية إجابتها عن أسئلتها المضمونه , قالت بعد تردد : " أوه, حسناً ... لا أعتقد أني أريد ذلك. سيلزمني وقتاً طويلاً للتفكير في إجابات جيدة ". ( هذه الإجابة تؤكد بان أصعب الضيوف هم الذين عادة ما يجرون المقابلات ) .
إن سؤال والترز رقم (1) وأمثاله من الأسئلة المذيبة للجليد هي أسئلة إفتراضية. والمجري للمقابلة يخاطر بطرح مثل هذه الأسئلة.
تستذكر والترز المرة التي سألت فيها الأمير البريطاني فيليب عن تصور الحال فيما إذا أقدمت بريطانيا على انتخاب رئيس لها , فهل سيستمتع وقتها بكونه سياسياً؟ . أجابها فيليب بعنف , بأن هذا السؤال افتراضي , وكان من الطبيعي ان لا يجيب عليه.
تقول والترز " لقد سُـحقت " , وتتابع حديثها , " ولكني تعلمت درساً قيماً حول الحديث مع الأشخاص ذوي المقامات الرفيعة : تجنب الأسئلة الإفتراضية التي تبدأ عادة بـ ( ماذا لو .. ) ثم تنتقل إلى حال خيالي لم يحدث من قبل ولن يحدث مستقبلاً . هذا النوع من الأسئلة يمكن طرحه على الأشخاص المبدعين , الذين تأسرهم الظروف الخيالية , أما بالنسبة للأشخاص العمليين الواضحين فيعتبرونها مضيعة للوقت" .
مع هذا , فإن الأسئلة الإفتراضية تكون خصبة عندما يكون الموضوع إبداعي ومزاجي . سأل كينيث تينان ضيفه ريتشارد بورتن " لو كان بإستطاعت إعادة حياتك من جديد فهل ستقوم بتغيير أي شيء ؟ " . هذا السؤال يعتبر بال ٍ حد الهزال. إلا أن إجابة بورتن كانت على العكس إذ قال : " أود لو ولدت إبناً لدوق يستلم 90,000 باوند في السنة ولديه ممتلكات ضخمة ... وأود أن أمتلك أكبر مكتبة , وأود أن أعتقد بأني قادر على قراءة كل هذه الكتب إلى الأبد , وأموت بلا رثاء, مجهولاً , لا يتغنى بي, ولا يتشرف بي أحد .. "
وفي الواقع فإن هذه المقابلة انتهت بسلسلة من الأسئلة الإفتراضية :
تينان: قابلت رجلاً في نهاية العالم , وسألك ثلاثة أسئلة لابد أن تجيب عليها بتلقائية وبشكل مباشر , الأول هو : من أنت ؟
بورتن : ريتشارد , ابن ريتشارد – لأني والدي وابني .
تينان: السؤال الثاني هو : عدا ذلك , من أنت ؟
بورتن: صعب، مراوغ , ومنحرف.
تينان: والثالث هو : عدا ذلك , من أنت ؟
بورتن: كتلة من التناقضات. كما قال ويت وايتمان " هل أناقض ذاتي جيداً , إنني أناقض نفسي. أنا ضخم , واحوي على أشياء متعدده" .
هناك العديد من الأسئلة الإفتراضية , بعضها ينجح في المقابلات المازحة مثل:
- ماهي الكتب أو ( الألبومات , الأفلام , الرؤساء ) الثلاثة التي تفضل اصطحابها معك لو كنت محبوساً في جزيرة ؟
- لو طردت من وظيفتك الحالية, ما نوع العمل الذي ستقوم به ؟
- لو كان بإستطاعتك العيش في أي زمن من التاريخ , أي الأزمان ستختار؟
- إذا كان بإستطاعتك أن تكون أي شخص تود أن تكونه , فمن هو هذا الشخص ؟ وماذا كنت ستفعل ؟
- إذا أعطاك شخص مليون دولار , فكيف ستنفقها ؟
- لو احترق منزلك , فما هو الشيء الذي ستأخذه معك خلال خروجك منه ؟
هذا النوع من الأسئلة لن يثير المقابلة – بالمواضيع صعبة - ولكن بإستطاعتها إستنباط بعض التفاصيل الذكية التي ستضفي الحيوية على مقالك. وبالطبع , فبإمكانك الحصول على هذه الأجزاء من الأسئلة المباشرة والواقعية أيضاً . لقد اقترحت دوروثي شيف – الناشرة ورئيسة تحرير نيويورك بوست – هذه الأسئلة الدائرة حول الإهتمامات الإنسانية:
- من هو الشخص الذي أثر في حياتك أكثر من غيره ؟ أي كتاب , إن وجد ؟ ماذا تفعل للإسترخاء؟
- ما هي أكبر فرصة واجهتك؟
- ماهي مرئياتك حول الناس – هل يمكن تغييرهم إلى الأفضل أم إلى الأسوأ ؟
بلاشك , إن مثل هذه الأسئلة المتعلقة بالإعتقادات يمكن أن تكون سبيلاً لإذابة الجليد بشكل مخادع. يقول جون قنتار :" أحد الأشياء التي اكتشفتها هي التالي: معظم الأشخاص يمكنهم الحديث بطلاقة إذا سألتهم عن حجم إنجازاتهم" , ويضيف:" أحد الأسئلة الفعالة هو عندما تسأل الرجل عن أي شيء يؤمن به بشدة, لقد استطعت جمع مقتطفات ممتعة من الإجابات على هذا السؤال" .
في النهاية , إجراء المقابلة يعتمد على الموهبة الغريزية أكثر من الأساليب التقنية. المقابلة عبارة عن حوار حيوي وفكري. فكلما استثمرت المزيد من الحيوية والفكر في أسئلتك , كلما حصلت على المزيد من الإجابات.