بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على نبينا محمد عليه و آله و صحبه أفضل الصلاة و السلام.
مجرد لحظات يومية.
بقلم: عابد هاشم.
* بعض النجوم مهما أقبلت الدنيا عليه ومنحته الشهرة ورغد العيش، وأخذت تحلق به عاليا في سماء الجاه والوجاهة وعالم الثراء والمال والأعمال...، يبقى حريصا على مراجعة الذات وتفقد مقوماتها وقيمها وما لها وما عليها، فيعزز ما هو إيجابي، ويقوم ما يستوجب التقويم.. هذا النموذج من النجوم من خلال هذا الفحص الذاتي الدائم والدقيق الذي لا يكلفه من الوقت والجهد أي شيء يذكر، قياسا لما يبذله يوميا في هموم ومتطلبات فنه من جهود وتنسيق وتخطيط وإعداد وبروفات، وما يلي هذا من عناء وحل وترحال وضغوط لا يستهان بها تتفاوت وتتنوع في حجمها ومستواها وأثرها من مناسبة إلى أخرى، إلا أنها تبقى في النهاية من جهد ووقت النجم. والفنان أيا كانت درجة نجوميته يظل في أمس الحاجة لهذه اللحظات اليسيرة التي يقتطعها من برنامجه اليومي «لدوزنة الذات»، إنها مجرد لحظات لا تستغرق من الوقت ما يقضيه في دوزنة عوده أو أية آلة يعزف عليها، أو أي مشهد تصويري حرص نجومه أو مخرجه على تكرار إعادته بغية إجادة الدور.
** هذه اللحظات من الجرد والتأمل والمراجعة والتدقيق اليومي مع النفس وما لها وما عليها ما من إنسان في هذه الدنيا إلا وهو في أمس الحاجة لها، مهما كان جنسه، وفي أي مجال من مجالات الحياة دون استثناء.
** كما أن أثر ونتائج هذه اللحظات من «الفلترة اليومية» مع الذات هي ما يكفل بعد الله للإنسان ــ أي إنسان ــ وفي أي مجال وبما فيها وفي مقدمتها المجال الفني لما فيه من مغريات وإغراءات لا يمكن إنكارها أو التقليل من تأثيرها وشأنها.. أقول بفضل الله ثم بفضل خير ونفع لحظات محاسبة الذات، إذا ما فعلها أي إنسان وحرص على برمجتها بجدية وأمانة وتجرد في محصلة جدوله اليومي، سيجد أنه يمتلك كل مقومات الإنسانية السوية التي تعزز من نجاحاته ونجوميته وفق ما فيه خيره وصلاحه في دينه ودنياه وآخرته.
** ففي غياب هذه اللحظات وبوصلتها الأمينة ترى هذا النجم أو ذاك يتباهى بأنه واصل فقرات حفله الفني «الكبير» حتى بعد ساعات الصباح!!، أو ذلك المخرج ظل «يكافح» مع فريق العمل «من الجنسين» في إعادة تصوير أجزاء من مشاهد المسلسل طوال يوم بأكمله دون توقف!!
** وفي حضور هذه اللحظات من محاسبة الذات قبل حسابها الموعود، تجد عدم تغييب النجومية مهما حلقت بصاحبها إلى عنان السماء عن واجباته تجاه ربه وأهله وناسه ورفاق أمسه.. والله من وراء القصد.
تأمل:
من لم يعظه الدهر بالتجارب
لم يتعظ يوما بقول صاحب