بقلم: اركان عباس السماوي
لنقف لحظات من الصمت ونتأمل في حياتنا، لنفكر معا، ماذا يدور ويحدث من حولنا،
بفضل العلم، والمعلومات التي اصبحت متوفرة بين ايدينا، من كل اتجاه وفي اي طريق نوده او نطمح اليه.
فهل استفدنا حقا من العلم والمعلومات التي انعم الله بها علينا.
احيانا كثيرة نشعـر بارهاصات وخـلجـات وضـنون واشجـان مخـتلفـة او مـتـعـددة،
ياترى هل سئـلـنا انفـسنا.
لماذا كل هذه التصادمات والتقاطعات الفكرية او العقائدية والدينية او الحضارية منها والسياسية؟
هل سبـبـه الجهل ام التعصب ام العنجهية او العصبية ام العقد التي لا نرها في دواخـلنا التي توارثـناها من اسالفنا.
فلو رجعنا الى التاريخ لما سطره لنا الانبياء والاولياء والحكماء والفلاسفة والعلماء والمثقفين والادباء وغيرهم، الذين اهـدوا لنا اروع وأنــبل انواع العلم والمعرفة والثقافة التي طورت حياتنا
من حيث ندري ولا ندري.
ياترى لو كانوا هولاء الذين ذكرناهم موجدين في حياتنا الان، بماذا ينصحونا.
بالتاكيد اول شىء يدعونا اليه هو القراءة والتعلم والاصغاء للاخرين والتفكير
والتحلي بالاخلاق والانسانية وحسن النية والمعاملة مع الاخرين ونكران الذات
والعطاء الخ من الصفات الحميدة التي جميعنا يعرفها.
اجزم بانكم ستوافقوني الرأي.
اذا ، لماذا نـتجاهل هذه المفاهميم والقيم، ونـتاخذ من سلبيات العادات والاطباع ونعمل على نقيضها،
كما يقول كميت في مقولته المشهورة (كلام الانـبـياء الهداة كلامنا ....وافعال اهل الجاهلية افعالنا).
لماذا لدينا عدم الاستقرار النفسي والفكري والعقلي والثقافي والانساني والحسد والغيرة
وثقافة الألغاء والعداء للاخر بسبب او بدون سبب.
وهذا طبعا ليس على صعيد الفرد فقط، بل حتى وصل الى كل المجتمعات، كما هو الان صراع الحضارات
نراه في كل نوافذ الصحافة والاعلام المنوع، من خلال قراءتنا ومشاهدتنا ومتابعتنا لها.
نلاحظ لا يوجد اي اهتمام حقيقي الى الثقافة والادب او التوجيه الى مد وبناء الجسور والتواصل مع الاخر.
كل هذه الاشكالات والارباكات والنزاعات العقلية والنفسية والفكرية، سنركز عليها في هذه الزاوية
من( قراءات حرة) في الحلقات القادمة والتي سنبداءها معكم في عمود صغير من خلال نافذتنا المتواضعه هذه، نتحاور معكم ونتبادل الافكار والاراء مع بعضنا.
ليس بالضرورة ان نتفق او نكون على صواب.
فالاختلاف لا يفسد للود قضية، كما يقال: الكمال لله وحده.