هناك العديد من المقالات و الدراسات حول العمل التطوعي لكن هناك نوالتطوعية التيل ارتباط العمل التطوعي بتقنيات المعلومات المختلفة و بالأخص ارتباط التطوع بالشبكة العنكبوتية. مما يطرح على ساحة العمل التطوعي تساؤلات حول علاقة العمل التطوعي بالشبكة العنكبوتية و قدرت مؤسسات المجتمع المدني على استخدام تقنية المعلومات بطريقة فعالة. يعرف مصطلح العمل التطوعي الالكتروني بمساهمة المتطوعين كأفراد و مؤسسات باستخدام تقنيات المعلومات المختلفة المرتبطة بالشبكة العنكبوتية و يطلق عليه البعض بالتطوع عن بعد. ولدت فكرة العمل التطوعي الإلكتروني من رحم العمل الإلكتروني عن بعد الذي شهد قفزة كبيرة في أواخر الثمانيات وذلك بعد القفزة النوعية في مجال تقنيات المعلومات و الاتصال. يعتبر العمل التطوعي الإلكتروني هو القوة الرئيسية لمؤسسات العمل التطوعي الكبرى مثل منظمة الإغاثة الدولية و مؤسسة أطباء بلا حدود. نظرا للأفاق المتعددة التي يتيحها العمل التطوعي الإلكتروني في المجالات المختلفة مما يشعب مجالات العمل التطوعي الإلكترونية وقدرته على ربط تقنية المعلومات بالعمل التطوعي و مجالات البحوث و تطوير العمل التطوعي و المتطوعين .
يعود الفضل في تطوير التطوع الإلكتروني لمؤسسة التأثير الإلكتروني التطوعية التي ساهمت في نشر ثقافة التطوع الالكتروني في منتصف التسعينات. حيث تمحورت فكرة المؤسسة منذ انطلاقها على خلق قاعدة بيانات للربط بين المتطوعين حول العالم و مختلف مؤسسات التطوع و مؤسسات المجتمع المدني المختلفة. و نظرا للنجاح الباهر للفكرة المؤسسة و دورها القيادي في التعريف بالقوة الحقيقة للعمل التطوعي الإلكتروني ساهمت مبادرات مؤسسة التأثير الإلكتروني في تأسيس أساسيات العمل التطوعي الإلكتروني التي تسير عليها معظم المؤسسات التطوعية اليوم. حيث ركزت المؤسسة على الاستفادة من قدرة الشبكة العنكبوتية في إثراء المجال الأكاديمي و بالأخص في المجال البحثي . و هناك العديد من المؤسسات العربية و الإسلامية التي نفي زيادةها المختلفة الكترونيا و قدمت خدماتها للمجتمع عن طريق مواقعها الإلكترونية كمؤسسة البلاغ الثقافية و موقع إسلام أون لاين.
من أهم مجالات التطوع الإلكتروني و أكثرها قوة هو مجال التطوع في المجال البحثي إلكترونيا نظرا لسهولة التواصل بين الباحثين عبر القنوات المفتوحة المختلفة لتناقل المعلومات و أخر المستجدات في المجال البحوث. أطلق التطوع البحثي الإلكتروني العنان للباحثين في إثراء مجالات العلوم المختلفة و كذلك المساهمة في زيادة التواصل بين المؤسسات العلمية ذات التخصصات النادرة كالفيزياء النووية و العلوم الصحية البيولوجية. ولكن العمل التطوعي البحثي الإلكتروني ساهم بشكل رئيس في زيادة الوعي حول أهمية العمل التطوعي بشكل عام و التطوع الإلكتروني بشكل خاص. لقد لعب التطوع الإلكتروني البحثي دورا بارزا في ربط و تطوير البحث الأكاديمي و المساهمة في نشر البحوث و نتائجها عبر محركات البحث.
تبرز قوة التطوع الإلكتروني في مجالات الترجمة و البحوث و تصميم مواقع الشبكة العنكبوتية . ولا يقتصر مجال التطوع الإلكترتبادل الخبراتالخدمات المكتبية عن بعد بل المساهمة في إثراء بيئة التواصل التطوعي عن طريق تبادل الخبواحدة.ختلفة أخر المستجدات .
التطوع الإلكتروني يعد هو مستقبل العمل التطوعي و ذلك للأسباب متعددة و مختلفة و ذلك يعود لأن معظم مؤسسات العمل التطوعي العالمية اليوم تقوم بالتواصل مع المتطوعين الإلكترونين مما يتيح لها الفرصة لتبادل الخبرات مع المؤسسات التطوعية المختلفة عبر الاتصال بشبكات التطوع الإلكترونية. التطوع الإلكتروني يمتلك القدرة على تسخير مهارات و كفاءات تطوعية بارزة عن بعد مما يتيح التعرف على التنوع البشري و الفكري الذي يعد من أسمى رسالات العمل التطوعي. إن التطوع الإلكتروني يتيح الفرصة لمؤسسات العمل المدني الحصول على خدمات لا يمكن الحصول عليها عبر التطوع المباشر و بالأخص في مجال التطوع الإلكتروني البحثي لقدرته على إضافة منظور جديد للعمل التطوعي .
يساهم التطوع الإلكتروني بإثراء تجربة العمل التطوعي و ربط المشاريع التطوعية بالجهود العالمية لتوحيد جهود العمل التطوعي في بوتقة واحدة . يساهم التطوع الإلكتروني في تطوير تنمية الموارد البشرية التطوعية التي تعد الثروة الحقيقة في العمل التطوعي. إن الارتقاء بالعنصر البشفي تطويرسمى أهداف العمل التطوعي الذي يهدف للارتقاء بمهارات الجانب البشري و نقله نحو آفاق جديدة مختلفة. تتمحور مفاتيح تطوير الجانب البشري في دعم روح العمل التطوعي عبر التذكير المستمر برقي رسالة العمل التطوعي . حيث أن مواقع الشبكة العنكبوتية و مواقع التواصل المجتمعي تمتلك القدرة على تحفيز المتطوعين و تقديم الرسالة المطلوبة من دون الحاجة للاستخدام التواصل المباشر مع المتطوعين . يساهم التطوع الإلكتروني في تطوير مهارات التواصل عبر تبادل الآراء و طرح وجهات النظر المختلفة عبر وسائل الاتصال المختلفة من خلال كتابة المقالات المتعدد و التقارير التي تساهم في تطوير العمل التطوعي و نقل إرث العمل التطوعي للأجيال القادمة . كما يخلق العمل التطوعي نوع من التنوع في الخبرات و الكفاءات وذلك بتقديم وجهات نظر مختلفة تنبع من اختلاف البيئات و الأعراق و الخلفيات التي يقدم منها المتطوعين. أما في جانب تطوير مشاريع العمل التطوعي العامة يتيح التطوع الإلكتروني لقادة العمل التطوعي الإطلاع على المشاريع التطوعية الناجحة و الاستفادة من أراء و نصائح خبراء التطوع حول العالم . و يمكن العمل التطوعي الإلكتروني المشاركة في مؤتمرات تطوير العمل التطوع حول العالم عبر تقنيات النقل المباشر عبر الإنترنت حيث لا تقتصر المشاركة على المشاهدة بل التفاعل المباشر مع بيئة المؤتمرات و طرح و تبادل الآراء المختلفة. و يساهم العمل التطوعي الإلكتروني في تطوير العمل التطوعي عبر تقسيم المهام على فرق متعددة مما يتيح الفرص لمشاركة اكبر عدد من المتطوعين.
التطوع الإلكتروني يعتبر المستقبل الجديد للعمل التطوعي لما له من قدرة على الوصول للآفاق جديدة و تطوير المؤسسات التطوعية الصغيرة من دون الحاجة لتركيز على التطوع المباشر. وما التطوع الإلكتروني إلا وسيلة من وسائل تطوير العمل التطوعي العام للمساهمة في تطوير البشرية و الرسالة السامية للتطوع . يستطيع المتطوع المساهمة في عمل تطوعي و التأثير على محيط المحلي الصغير بينما يفتح له التطوع الإلكتروني باب الانطلاق للعالمية و المساهمة في نهضة الإنسانية و أجيال المستقبل.