منتديات طلبة علوم الاعلام و الاتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طلبة علوم الاعلام و الاتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم

أنا أتنفس حرية فلا تقطع عني الهواء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سجل و احصل على خدمات مجانية فقط على منتديات طلبة علوم الإعلام و الإتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم : تصاميم مجانية (إعلانات،شعارات، ملصقات،مطويات)  ، الإستمارة الإلكترونية .
 

الساعة الأن
الحملة العربية للمواطنة
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
عبد الحميد بن باديس
سحابة الكلمات الدلالية
الاعلام الحملات الإعلام العلاقات تخرج الاعلامية وسائل العلمي كتاب مفهوم الحملة العامة الصحفي تاريخ السودان الاتصال الصحافة البحث الاذاعة مذكرة المتخصصة والاتصال المؤسسة تعريف وكيلكيس علوم
بوابة أساتذة المنتدى


 

أستاذ باهر الحرابي*ج ليبيا الشقيقة* اتصل به...هنا

 

أستاذ الياس قسنطينى*ج قسنطينة* اتصل به...هنا


اقرأ | أوقف

اعلانات


 ***




***


Communiqué du Rectorat بيان من رئاسة الجامعة Décret présidentiel abrogeant le décret 10-315 المرسوم الرئاسي المتضمن الغاء المرسوم 10ـ315 


***


***

********************************************** ***



 



اقرأ | أوقف

المواضيع الأخيرة
» طلب مساعدة عاجلة
نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالأحد مارس 17, 2019 10:30 am من طرف سعاد طلمنكي

» طلب مساعدة عاجلة
نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالأحد مارس 17, 2019 10:28 am من طرف سعاد طلمنكي

»  طلب مساعدة في وضع اشكالية للبحث مع العلم ان المدكرة هي مدكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر اختصاص اعلام و اتصال
نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالأربعاء يناير 04, 2017 3:58 pm من طرف Paino Pianic

» طلب مساعدة في وضع اشكالية للبحث مع العلم ان المدكرة هي مدكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر اختصاص اعلام و اتصال
نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 21, 2016 2:41 pm من طرف Paino Pianic

» روبورتاجات وتحقيقات لطلبة جامعة مستغانم يمكنكم مشاهدتها من هنا
نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 02, 2016 5:59 pm من طرف rihabsrawi

» مدخل لعلم الاقتصاد السياسي +كتاب للتحميل+
نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 24, 2016 10:51 pm من طرف azizgs

» مساعدةانا بحاجة الى بحث
نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 22, 2016 6:22 pm من طرف hibabiba

» طرق التحكم في الاعلام والتوجيه
نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 22, 2016 6:13 pm من طرف hibabiba

» مجموعة من البحوث
نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 19, 2016 3:48 pm من طرف aliomar539

le site de la Faculté des Sciences Sociale

عدد الزوار

.: عدد زوار المنتدى :.

اتصل بنا

خدمات مجانية


 

 نظرية الفضاء العمومي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ندى الريحان
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 09/04/2010

نظرية الفضاء العمومي Empty
مُساهمةموضوع: نظرية الفضاء العمومي   نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالجمعة أبريل 09, 2010 12:05 pm

السلام عليكم




أريد بحثا حول نظرية الفضاء العمومي أو أي مراجع تساعدني على القيام بهذا البحث ،أرجو مساعدتي في القريب العاجل

و جزاكم الله كل خير إنشاء الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير
الادارة
الادارة
المدير


عدد المساهمات : 1780
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 36

نظرية الفضاء العمومي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفضاء العمومي   نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالجمعة أبريل 09, 2010 10:21 pm

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

هابرماس على العكس من رواد ما بعد الحداثة، يرى ان نقده للحداثة والعقلانية الأداتية هو منطلق جدلي. فهو لا يتخلى عن الحداثة، رغم ان الواقع يكذب ما وعدت به من تقدم، كما ان نقده للنظام القائم، المرفوض من العقل، يساعده على اعادة بناء النظرية النقدية على شكل «عقلانية تواصلية» تلتقي مع الديمقراطية بوصفها التشكيل الحر للارادة الشعبية، التي تترجم عبر وسائل التواصل المختلفة التي تقود الى الحوار من دون اكراه وتسلط وعبر التفاهم المستمر بين الذوات من دون اللجوء الى العنف. وهو ما يعمل على تكوين فضاء عمومي يعتبره هابرماس مفتاح الديمقراطية الذي يكون دائرة التوسط بين المجتمع المدني والدولة، اذ يربط بين دوائر المصالح المتعددة والمتناقضة وبين دوائر الدولة، ويجمع الافراد في رأي عام يسمح بتبادل عقلاني للاراء ووجهات النظر ويوحدهم في رأي عام مفتوح يكون وسيلة للضغط على دولة الرفاه الذي افسدته بفضل العلم والتقنية ووسائل الدعاية واللهو والتسلية، في محاولة لاعادة بناء ديمقراطية الجماهير التي تختلف عن الديمقراطية الكلاسيكية. هذا الفضاء المفتوح هو فضاء رمزي ويتكون عبر الزمن عن طريق منظومات القيم والاتصال والاعتراض والتفاهم بحيث يعكس حقيقة الديمقراطية التي تعبر عن الآراء والمصالح والآيديولوجيات المختلفة. ويفترض ان يتمتع الافراد باستقلالية تعكس جميع اراء النخب والاحزاب والتنظيمات الحكومية، كما يفترض استقلال الافراد تجاه العائلة والحزب والجمعيات السياسية حتى يتمكنوا من تشكيل «سلطة الكلمة» بدل العنف والاقتتال والصراع الطبقي.

ان صوت العقل يستطيع اختراق الاوهام وتجاوز المعطيات ويقدم حلولا عقلانية للتقنية التي اطبقت على العالم، ويعلي من شأن التأمل في الحياة الثقافية ويعمل على تطوير تنشئة اجتماعية تولد مهارات فردية تساعد على نضج الشخصية. وبهذه العقلانية التواصلية يمكننا تجاوز اخطار التقنية وحماية العالم واعادة التوازن بين العالم المعيشي وعالم الانسان الاجتماعي.
ان اعادة بناء الفضاء العمومي يشكل شرطا لقيام تجربة ديمقراطية قابلة للحياة المعاصرة التي هي اليوم محور نقاش يتجاوز الاتحاد الاوربي، بعد ان طبق هابرماس هذه النظرية على الاتحاد الاوربي لبلورة شعور عام بالتضامن بين اعضائه لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة، التي لم تعد فيها عناصر اللغة والدين والعرق تشكل اساس الاندماج الجمعي، وانما الدوافع المشتركة والتفاعل الديناميكي والحوار والتفاهم التي تجمع الشعوب في مجتمعات ديمقراطية جديدة تقوم على مبادئ دستورية ومدنية، وهو الطريق الوحيد لخلق شعور بالتضامن بين افراد مجتمع اصبح اليوم بالغ التعقيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.communication.ahladalil.com
المدير
الادارة
الادارة
المدير


عدد المساهمات : 1780
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 36

نظرية الفضاء العمومي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفضاء العمومي   نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالجمعة أبريل 09, 2010 10:30 pm

و هذا مقال اخر منقول للفائدة
يعد مفهوم الفضاء العمومي espace public من المفاهيم الملازمة للعقلانية التواصلية، وهو
المفهوم الذي انشغل به هابرماس طيلة كتاباته الفلسفية منذ بداية الستينيات، إلى حد
أنه خصص له عملا مستقلا بذاته هو في الأصل عمل لنيل شهادة للتأهيل(*).
فحينما نتناول ثنائية الفلسفة والفضاء العمومي، فإن ذلك يحيل إلى ثنائية النظرية
والممارسة أي التأثير الذي يمكن أن تقوم به الفلسفة في الفضاء العمومي. وهابرماس
بطرحه لهذه العلاقة في كتاباته الفلسفية يريد أن يبين التأثير الذي يجب أن تمارسه
الفلسفة في المجتمع المعاصر، لأنها مطالبة بأن تلعب أدوارا مخالفة للأدوار التي
لعبتها في المجتمع اليوناني القديم، والمجتمع المسيحي في القرون الوسطى، وفي العصر
الحديث.
ففي مقاله " حدود
الفلسفة " توقف هابرماس عند دور الفلسفة في اليونان من خلال نموذجي أفلاطون
وأرسطو، حيث خلص إلى أن هذين التصورين غير مقنعين لأنهما يعطيان أهمية كبيرة للعقل
النظري في تحديد الممارسة سواء عند أفلاطون في تصوره للخلاص أو عند أرسطو في تصوره
لحياة سعي
دة.
أما إذا عدنا إلى العصر
الهلنستي نجد أن الحكيم الذي يكرس حياته للتأمل كان يحض بالاحترام والتقدير وينظر
إليه كنموذج لأنه يمثل الطريق نحو الخلاص. وفيما بعد، في القرون الوسطى اتحدت
الفلسفة مع المسيحية فأصبحت جهازا علميا في خدمة اللاهوت، مما جعلها تفقد كل
استقلاليتها. في ظل هذه الوضعية تنازلت الفلسفة عن وظيفتها
التربوية والأخلاقية للدين)
وبانتقالنا إلى الوضعية الحديثة للفلسفة العملية المنحدرة من الحق
العقلاني، ونظرية أخلاق الواجب
déontologique ذات النمط الكانطي، فهي وضعية مختلفة عن الفلسفة
العملية المنحدرة من التقليد الأخلاقي الأرسطي، فالنظريات الحديثة عوضت المسألة
الموجودة لما هو جيد
bon
بمسألة سياسية – أخلاقية أي بقواعد حياة مشتركة والتي ستكون عادلة وجيدة بالنسبة
للجميع.
إن العقل الموضوعي، المجسد في الطبيعة أو في التاريخ الكوني، تحول إلى ملكة
ذاتية للفاعلين. فهؤلاء متساوون فيما بينهم بالطبيعة ويسعون إلى تنظيم حياتهم بشكل
جماعي، بحيث أن كل واحد يحافظ على استقلاليته. فهذه الأخيرة، يتصورها كانط وروسو
كملكة لربط الإرادة الخاصة بالقوانين القابلة للتبني من طرف الجميع. بإمكان كل
واحد أن يعرف ما هو جيد وما هو حسن.
انطلاقا من هذا التحول الذي عرفته الفلسفة في العصور الحديثة مع كانط
وروسو، كان هيجل يسعى في مشروعه الفلسفي إلى تحقيق المشروع الكانطي المتمثل في
تحقيق العقل في التاريخ. فخلق مجتمع عادل بالنسبة لهذا الفيلسوف، يتم بواسطة
الطريق السياسي لممارسة ثورية. هذا التصور الهيجلي ينم عن تأثره بأحداث الثورة
الفرنسية جعله يعتبر أن الثورة جزء من الفلسفة. هذا البعد الثوري للفلسفة سيجد
امتدادا له في الفلسفة الماركسية بالرغم من الانتقادات التي وجهها ماركس لهيجل. لقد
عمل ماركس على تطوير الجانب النقدي في فلسفة هيجل، وحول النظرية الهيجلية إلى نقد
اقتصادي يهدف إلى تحقيق الثورة : هذا التحويل للفلسفة إلى المستوى العملي كما
يراها ماركس لم يكن ينتظر الفشل الذريع للتجربة السوفياتية لتكذيبه بل أكدته
انتقادات وجهت للنظرية الماركسية قبل هذا الانهيار، وانتقادات هابرماس في هذا
الباب لا تخلوا من أهمية علمية. إلى جانب ما قام به كارل بوبر أيضا.
من خلال هذا العرض الموجز عبر تاريخ الفلسفة لثنائية النظرية والممارسة
والذي تأرجحت فيه مهمة الفلسفة بين الخلاص وخدمة اللاهوت والممارسة الثورية، خلص
هابرماس إلى أن معرفة كيف تصبح الفلسفة عملية طرحت بشكل سيء. ولهذا تبعا لرؤيته
الخاصة للتحولات التي عرفتها الفلسفة، وللتطورات التي عرفها المجتمع الحديث
المعقد، يرى هابرماس أن الفلسفة اليوم مطالبة بأن تكون في خدمة الفضاء العمومي.
ترى كيف سيتم لها ذلك
إن علاقة الفلسفة بالفضاء العمومي يمكن تناولها من خلال
علاقة الفيلسوف لهذا الفضاء ودوره في العصر الراهن، خاصة في ظل مجتمع يهيمن فيه
دور الخبير أكثر من الفيلسوف. فالفيلسوف حسب هابرماس يلعب دورا مهما في الفضاء
العمومي في المجتمعات الحديثة، وهو دور يتجاوز دوره كخبير وهذا ما يميزه أيضا عن
العالم(*)، فالفيلسوف حينما يلعب دوره كمشارك في الفضاء العمومي، هذا
الفضاء الذي عبره تفكر المجتمعات الحديثة في هويتها الجماعية يكون له تأثير أكثر
من دوره كخبير أو كمانح للمعنى. إن هذا الدور الذي يمنحه هابرماس للفيلسوف يأتي من
فهمه لمهمة الفلسفة في بعدها السياسي، فهابرماس يعد من الفلاسفة الذين أولوا دورا
مهما للفلسفة السياسية في العصر الراهن، وذلك ليكشف التأثير الذي يمكن أن تحدثه في
الفضاء العمومي، لأنه يشكل صدى للمشاكل المطروحة في المجتمع، هذه المشاكل التي لا
يمكن إدراكها من وجهة نظر وظيفية مغلقة. فالنسيج المنتشر في الفضاء العمومي
والمجسد في المجتمع المدني، هو المكان الذي يمكن للمجتمعات الحديثة المعقدة أن
تطور فيه وعيها بذاتها. ففي الفضاء العمومي يلعب الفلاسفة أدوارا أكثر من باقي
الفاعلين. فهذه الفئة من المفكرين الفاعلين يفعلون في المجتمع دون طلب من الآخرين
وهذا ما يميز الفيلسوف عن الخبير الذي يكون دائما رهن إشارة الآخرين لتقديم خدماته
ومعارفه قصد إيجاد حلول لمشاكل معينة. ()
فالخبير في ظل مجتمع تهيمن فيه الأنساق الوظيفية مطالب بتقديم أجوبة تكون
عبارة عن معرفة مهنية متخصصة، معرفة قابلة للتطبيق، إما أن يكون مصدرها العلوم
الطبيعية أو العلوم الإنسانية. هذه المهمة التي يقوم بها الخبير لا يمكن أن تقوم بها
المعرفة الفلسفية أو التاريخية أو الهرمنوطيقية، فمساهمتها في هذا المجال ضعيفة.
فمهمة الفيلسوف تكمن في كونه مستشارا في قضايا المنهج ونقد العلوم وحدود العلم(*)، وبالخصوص في القضايا المعيارية التي لها علاقة
بالبيئة(**) والتكنولوجيا الجينية(***)، أو بصفة عامة القضايا المتعلقة
بالمخاطر التي يطرحها استعمال التكنولوجيا الجديدة، وفي بعض الأحيان يتعلق الأمر
بالتأمل في السياسة الأخلاقية حول الهوية الجماعية.
على خلاف الخبير، لكي يحافظ الفيلسوف على دوره مطالب بمعارضة كل استعمال
أداتي
instrumentalisation / instrumentalisierung لمعارفه، أي يجب أن يظل واعيا
بحدود خبرته لأن الفلسفة لها خصوصيات مقابل العلم. (
إن الفيلسوف يتميز عن الخبير بكونه يتصف بنوع من الاستقلالية، هذه
الاستقلالية تجعل مهمته تتمثل في الدفاع عن القيم الأخلاقية، في سياق توشك فيه هذه
القيم على أن تنسى. من هنا أصبح تدخل الفيلسوف في القضاء العمومي مسألة ملحة أكثر
من أي وقت مضى وهابرماس يمثل نموذج الفيلسوف المتعدد الوظائف " بوصفي فيلسوفا
أعمل في حقل العلوم الاجتماعية وبوصفي أستاذا أدرس، وبصرف النظر عن ذلك، فأنا
مثقف، وفضلا عن ذلك أيضا أتدخل عمليا، لكنه لا أحد في ألمانيا يقبل هذا المبدأ
الذي يميز بين الأنشطة وخبراتها المتبادلة كما لو أن على الفيلسوفة أن تكون مجرد
تبرير سياسة ما، وعلى الالتزام أن يكون توضيحا لفلسفة ما ".(وفي سياق مناقشة مهمة الفيلسوف خاصة في السياق الألماني، لم يفت هابرماس أن
يقوم بانتقاد التصور الهيدجري للمفكر الذي ينصت للعالم والذي بإمكانه أن يغير قدر
الحداثة المتخلى عنه من طرف الله. فهيدجر احتفظ للفلسفة بنزعة قدرية، إن هذا
التوجه الهيدجري كان تحت التأثير النقدي لنتشيه، إن هذه الصيغة الرؤيوية للفلسفة،
هي التي يسعى هابرماس لتجاوزها في زمننا الراهن " إن الفلسفة التي تريد أن
تجد لنفسها موطئ قدم في النسق المنظم للعلم، والتي لا تستطيع أن تنسحب أو تتملص من
وعيها المتمثل في القابلية للخطأ، يجب أن تتوقف عن الاعتقاد بقدرتها على تقديم كل
الحلول وأن تكتفي بأن تحمل للعالم المعيش نمطا من التوجيه أقل درامية، وأن تدرك
كذلك تصورا متواضعا وواقعيا حول نفسها باندماجها بشكل إحالي – ذاتي /
Autoréférentielle في البنيات المختلفة للعالم
الحديث ".(
بنقده لهذه النزعة القدرية والرؤيوية للفلسفة كما يريدها هيدجر، يريد
هابرماس أن يجعل الفلسفة مبحثا متواضعا، تجد مكانها في الاشتراك مع المعارف
الأخرى. " فعوض أن تثبت ذاتها كقوة طموحة أمام شمولية هذا العالم، يجب أن
تصبح فلسفة تداولية تحاول أن تحدد مكانها في إطار هذا العالم الذي تؤوله في نفس
الوقت بالشكل الذي يمكنها أن تضطلع بالعديد من الأدوار حسب وظائفها وأن تحمل مساهمات
نوعية ".(بتخلي الفلسفة المعاصرة عن إدعاءات : الشمولية (هيجل)، والتأسيسية (كانط)،
وتغيير العالم (ماركس)، والقدرية (هيدجر) والقدرة على إدراك الحقيقة لوحدها، أصبحت
واعية بذاتها وتعرف حجمها والمهام المنوطة بها في الفضاء العمومي الحديث، كما
أصبحت واعية بإمكانية وقوعها في الخطأ " فالفلسفة غالبا ما تكتفي بفتح الطريق
للنظريات الإمبريقية المطالبة بطرح قضايا كونية طموحة. إنها لم تتوقف على الاشتغال
بقضايا الحقيقة مثلها مثل العلم. لكن الذي يميز الفلسفة عن العلم، أنها تحافظ على
علاقة داخلية مع الحق، والأخلاق، والفن وتدرس المسائل المعيارية والتقويمية من
وجهة نظر خاصة بها. فبدخولها أيضا في منطق قضايا العدالة(*) والذوق واحترامها للمعنى الخاص بالأحاسيس الأخلاقية
والتجارب الجمالية، تحتفظ بهذه القدرة الوحيدة للانتقال من خطاب لآخر وتجري ترجمات
من لغة لأخرى ".(إن الفلسفة بحكم تعدديتها اللغوية وعلاقتها مع العديد من المباحث المعرفية
بإمكانها أن تطور العديد من تأويلاتها، وأن تساهم في فهم العلاقات الاجتماعية
والسياسية. كما أن بإمكانها أن تساهم في تقريب وجهات النظر بين مختلف الثقافات
بخصوص القضايا الأساسية المطروحة للنقاش حاليا، كالديمقراطية، وحقوق الإنسان
والعنف الذي ارتفعت حدته في السنين الأخيرة.
بخصوص مسألة الديمقراطية يرى هابرماس أنها في حاجة في وقتنا الراهن إلى
الفلسفة كفاعل مؤثر في الفضاء العمومي، وكذلك لحسها النقدي، بالرغم من أن الفلسفة
والديمقراطية ليس لها نفس الأصل التاريخي. فكل واحد منهما تابع للآخر بنيويا.
فالتأثير العمومي للفكر الفلسفي يتطلب الحماية المؤسساتية لحرية التعبير والتواصل،
على عكس هذا، فالنقاش الديمقراطي- المهدد(*) دوما – متوقف على يقظة وتدخل هذا الحارس العمومي
للعقلانية والمسمى بالفلسفة ".()
وفي إطار تأسيس فضاء عمومي ديمقراطي تعمه أخلاقيات الحوار أو المناقشة،
يستدعي ذلك الدفاع عن حقوق الإنسان حتى يتمكن من التعبير عن آرائه ويساهم بشكل
فعال في تعزيز الحريات العامة والفردية للإنسان في إطار الاحترام المتبادل
للخصوصيات الثقافية، ولهذا يعتبر موضوع حقوق الإنسان بالنسبة لهابرماس من المواضيع
التي تحتاج حاليا لتدخل فلسفي. وهابرماس نفسه حاول استثمار الأسس الفلسفية لنظريته
التواصلية لمقاربة هذا الموضوع، مقترحا في هذا السياق " التفكير في الوضعية
الهرمنوطيقية التي تسمح بالدخول في نقـاش حول موضوع حقوق الإنسان المثار بين مشاركين
ينتمون إلى ثقـافات مختلفة، وذلك بهدف الوصول إلى تفاهـم بين مختلف المشاركين عن
طريق تبادل الأفكار والاعتـراف المتبادل فيما بينهم، بالرغـم من اختلاف خلفياتهم
الثقافية ".()
أما بخصوص مسألة العنف، خاصة بعد أحداث 11 شتنبر وجد هابرماس نفسه مضطرا
للدفاع عن أطروحته التواصلية نظرا للانتقادات التي تعرض لها " مفهوم العقل
التواصلي " حيث شوشت على هذا المفهوم المركزي في نظريته. هذا التشويش دفعه
إلى استغلال فرصة الحوار الذي أجرته معه الباحثة الأمريكية جيوفانا بورادوري
Giovanna Borradori حو " الفلسفة في زمن الرعب
"، لرد على الانتقادات التي وجهت لنظريته، معتبرا أن نظريته بإمكانهـا أن
تساهم اليوم في تجـاوز حالة العنف التي أصبحت هي الحالة السـائدة في العالم بما في
ذلك في أوربا " فهـذه الأخيرة التي كانت تعيش حالة من الاستقـرار والسلم
أصبحت مهددة بدورهـا بظاهرة العنف، وذلك لكون العنف أصبح يشكل بنية لهذه المجتمعـات،
هذه البنية التي هي نتاج للتهميش والتفقير ".()
وبحكم أن العلاقات الاجتماعية أصبحت رهينة للعنف، وللفعل الإستراتيجي
والتحكم، فإن هابرماس يرى أن هناك عاملين أساسيين يجب أخذهما بعني الاعتبار : ممارسة
حياتنا اليومية جنبا إلى جنب تستند على أساس صلب لقناعات مشتركة وحقائق ثقافية
بديهية بذاتها وأمال متبادلة. فتنظيم الفعل يتأسس من خلال ألعاب اللغة العادية،
ودعاوي الصلاحية المرفوعة بشكل متبادل أو على الأقل تلك المعترف بها بشكل ضمني في
الفضاء العمومي من جهة، ومن جهة أخرى، وبسبب هذا، فالصراعات تنشأ من خلال تشوه في
التواصل، وسوء التفاهم، والفهم وأخيرا من خلال الكذب وخيبة الأمل.
انطلاقا من هذه العـوامل المتداخلة فيما بينهـا يعد
العنف بالنسبة لهـابرماس "حلقة لتواصل مشوه " يـؤدي من خلال عدم الثقة
المتبـادلة غير المراقبة إلى تعطيل التواصل ".()
إن هذا التعطيل للتواصل هو الذي تسعى النظرية التواصلية
إلى تجاوزه وذلك من خلال معالجة العوائق التي تعيقه. فإذا كان للفلسفة من دور في
هذا المستوى هو محاولة تجاوزها نظرا لما تتوفر عليه الفلسفة من تعددية لغوية ومن
قدرة على التأويل، وذلك عن طريق " التبادل الثقافي والترجمة والبحث عن لغة
مشتركة ".()
ولتحقيق هذا التواصل المنشود بين الثقافات والشعوب رد هابرماس بنقد واضح على
دعادة… " صراع الحضارات " الذين ينطلقون في أطروحة صامويل هانتغتـون،
حيث دعا هابرماس الغرب إلى تغيير سياسته تجاه الثقـافات الأخرى معتبرا أن ما يسمى
" بصراع الحضـارات " "
Kampf Der kultur " هو ما يشكل حجابا يخفي المصالح المادية
الحيوية للغرب ". ()
ولتجاوز حالة العنف والصراع يؤكد هابرماس على أهمية
" التواصل الأفقي " بالمعنى الهرمنوطيقي كما وظفه " فون هومبلدت
" في فلسفته. وفي هذا الحوار الذي أجرى مع هابرماس بعد 11 شنبر، يعلن هابرماس
عن تأسفه عن تراجع هذه المقاربة الهومبلدية للتواصل نظرا للعوائق التي لازالت تحول
دون تحقيق ذلك، من ثمة فهدف الفلسفة عنده هو إعادة بناء هذه الشروط لتحقيق تواصل
فعلي(*) في المجتمع بين الأفراد وأيضا بين
الثقافات. ويعد تركيز الفلسفة على العالم المعيش اليومي ومكوناته الثقافية
واشتغالها على التأويل مدخلا من شأنه أن يردم الهوة الفاصلة بين هيرمنوطيقا ما قبل
– الفهم
Preunderstanding
Ververständigung/ للجانين معا. لأن العالم المعيشي
هو الأفق لممارسة أشكال متعددة من الاتفاقات بين الذوات، هذه الاتفاقات من شأنها
أن تساهم في تقليص دائرة العنف كتواصل مشوه.
خاتـمـة :
استنادا إلى المعطيات السالفة الذكر، يبدو أن هابرماس ينطلق في نظريته
التواصلية من تصور خاص للفلسفة يتماشى مع الأطروحة التي يدافع عنها. مما يعكس أن
ماهية الفلسفة في الوقت الراهن بالنسبة لهابرماس، لا يمكن إلا أن تكون في خدمة
البراديغم التواصلي الذي يريد هابرماس تأسيسه في ظل فكر فلسفي ما بعد ميتافيزيقي
يتصف بمميزات وخصائص جعلته يقيم قطيعة وثورة – على البراديغم الفلسفي الميتافيزيقي،
الذي تمثله الفلسفة الهجلية وباقي الفلسفات الكبرى بصفة عامة، وفلسفة الوعي
بأشكالها الذاتية والجماعية. إننا أمام مهمة جديدة للفلسفة تسعى إلى تجاوز الفلسفة
الذاتية، واكتشاف البيذاتية
Intersubjectivität نقدا وتحليلا، وتقدم نفسها كبديل فلسفي جديد. هذا
البديل الفلسفي الذي يركز على العلاقة الحوارية يهدف إلى البحث عن شروط الحوار
والتواصل مستفيدا من اجتهادات التداوليات الكلية لكارل أتوآبل و" المنعطف
اللغوي " الذي منح الفكر الفلسفي المعاصر الوسائل الضرورية لاكتشاف العقل
المجسد في الفعل التواصلي.
وباعتماد هذا البديل الفلسفي على العلاقة البيذاتية انفتح عن النظرية
الحجاجية التي تقدم الوسائل الضرورية لإقامة علاقة تواصلية مؤسسة على أفضل حجة لا
على الإكراه والضغط.
زيادة على هذا فالفلسفة بحكم استفادتها من هذا التحول أصبحت مهمتها عند
هابرماس تكمن في تحرير الفضاء العمومي من كل العوائق الإيديولوجية والأوهام سواء
الوضعية، أو العلموية، أو الماركسية، وذلك عن طريق انفتاحها على باقي المعارف الأخرى
وكفها عن الادعاء الكلاسيكي بقدرتها على إدراك الحقيقة لوحدها، لأن الحقيقة أصبحت
مسألة جماعية تساهم فيها عدة أطراف مشاركة.
إن الهدف الأكبر الذي تسعى الفلسفة تحقيقه، هو صياغة نظرية للحداثة
ولعقلانية جديدة : عقلانية تواصلية إجرائية لا عقلانية جوهرية مطلقة، عقلانية
عملية مرتبطة بسياق اجتماعي ومموضعة في التاريخ، لا عقلانية تجريدية نظرية.
إن هابرماس في الوقت الذي يتفلسف في ضوء منطلقات التواصل، يريد أن يواصل
مشروع مدرسة فرانكفورت اعتمادا على وسائل أخرى من أهمها مكتسبات المنعطف اللغوي،
في أفق بناء نظرية نقدية للمجتمع تسعى إلى عقلنة الفعل والسلوك والمعرفة والكلام،
فالفلسفة، وإلى جانب المعارف الأخرى، تشكل معها شريكا في التحليل النقدي للمجتمع،
لأن النظرية التواصلية في نهاية المطاف هي نظرية في المجتمع. دون أن ننسى أن أهم
طموح لفلسفة هابرماس هو محاولته دراسة المجتمع في ضوء نظرية التواصل.


المراجع
*- - Habermas « espace public ». Tr. Marc. B. Launy.
Payot 1993. Origine
« Strukturwandel Der öffentlichkeit » suhrkamp,
verlag. Am. Main 1962.
Tr Ang « the structural transformation of the public
sphere » translated by
Thomas Burger with
the assistance of Fredirick lawrence. The MIT Press.
Cambridge 1989.
[1]- - Habermas
.
J. « Vérité et justification » Tr. Rainer Rochlitz. Gallimard 2001,
p : 248-249, origine « Wahrheit und
Rechtfertigung» Philosophische
Aufsatze, surhkamp 1999. Seit : 320-321.
- Ibid. p : 248,
«
W.R » 320..
-->- - Ibid.
p : 250-251, « W. und R » 322-323.
>- - Ibid.
p : 252, « W. und R » 324.
*- في جواب على سؤال متعلق باهتماماته الأخيرة
حول البيوأخلاقيات [ دراسة المشاكل الناجمة عن البحث البيولوجي
والطبيعي والجيني] وعلاقة بذلك بالديمقراطية،
أشار هابرماس إلى مهمتين للفيلسوف، الأولى أن يوظف معرفته
المتخصصة في إطار لجن، والثانية هو أن يحتل
باعتباره مثقفا مكانته في الفضاء العمومي كلما تعلق الأمر
بقضايا سياسية، [ من حوار أجراه رانير روسلتس
مع هابرماس بجريدة لوموند- ترجمة أحمد رباص، جريدة
المنعطف 2003].
-->- - Habermas .J. « V et J » p : 258- « W und
R » 330.
*- لقد أصبح
العلم في العقد الأخير من القرن 20 موضوع دراسات فلسفية عديدة، ليس من زاوية إستراتيجية
وإنما من
زاوية أخلاقية
أو ما أصطلح عليه بأخلاقيات العلم [ البيواتيقا كنموذج]. وتعد الدراسة التي قام
بها رزنيـك ديفـيد
" The Elhics
of Science
" دراسة مهمة في هذا المجال. فعلى خلاف الدراسات الاستمولوجية التي تتناول
العلم
من الداخل [منهجه...
منطقه]، فإن هذه الدراسات تتناول العلم من الخارج أي تتناوله كظاهرة إنسانية لها
متطلبات

وشروط
واحتياجات الظاهرة الإنسانية وعلى رأسها النسق القيمي والمنظومة الخلقية.

وللمزيد من
الإطلاع يمكن العودة إلى هذا الكتاب، وخاصة الفصول الأربعة الأولى. [
"أخلاقيات العلم" ديفي رزنيك
ترجمة عبد
النورع المنعم، حالم المعرفة 2005.]
**- في إطار التيارات الفلسفية الأخلاقية المعاصرة، ظهر ما يسمى
بالتيار الإيكولوجي الذي يدافع عن البيئة، هذا التيار
يجعل الإنسان مركز
تفكيره، هذا التيار الفلسفي يرى أن النظام البيئي جدير بالاهتمام والحفاظ عليه
لأنه يمتلك في
صلب ذاته قيمة خلقية،
وليست بسبب أنه قد حدث أن وضعنا قيمة له نظرا لاستقداماته الاجتماعية والاقتصادي.
" أخلاقيات العلم
" نفس المرجع، ص : 42. يمكن العودة أيضا إلى جزأي : " الفلسفة البيئية
" عالم المعرفة. إعداد
مايكل زيمرمن، ترجمة
معين شفيق رومية 2006.
***- قبل سنة 1998 لم يكن لهابرماس أي اهتمام
بالأخلاق التطبيقية، لكن فيما بعد بدأت مشاكل البيواتيقا تستحوذ على
الجمهور والتي أثارها تقدم طب الولادة منذ
مدة طويلة، كما أن البحث حول الخلايا الأصلية المقتطعة من أجنة
بشرية أو من أنسجة جنين مجهض لم يعرف
انطلاقته إلا منذ 1998م. إضافة إلى الأبحاث المتطورة حول
الجينوم التي غذت الأمل في رؤية العلاجات الجينية تتطور على نطاق واسع
وأثارت أيضا الاهتمام الاقتصادي
باستغلال هذه التكنولوجيات. في ضوء هذه
التطورات تأتي التأملات الفلسفية لهابرماس حول مستقبل الطبيعة
الإنسانية. هذه التأملات التي صاغها على
شكل تساؤلات ستكون موضوع كتاب " مستقبل الطبيعة الإنسانية، نحو
تحسين
النسل في المجتمع الليبرالي ". من أهم الأسئلة المثارة للنقاش : ما مستقبل
الطبيعة الإنسانية في ظل
التطور الذي تعرفه البيوتكنولوجيا خاصة في
المجتمعات الليبرالية التي يتمتع فيها الفرد بالحرية والمساواة في فعل
ما يريد ؟ هل يسمح لنا في ظل هذا التطور اختيار جنس الطفل الذي نريد، وبرمجة
الخصائص المميزة التي نريد
على مستوى الشعر، اللون، القوة الفيزيائية،
الذكاء، الذاكرة ؟
- Voir Habermas
J. « l’avenir de la nature humaine : ver un eugénisme Liberal ?
Tr. Christian Bouchindhomme Galimard. 2003.
voir aussi « Die Zukunft Def Menschlichen
natur : auf dem weg zur einer liberalen
eugenik ? suhrkamp 2001.
- أنظر كذلك الترجمة العربية " مستقبل
الطبيعة الإنسانية : نحو نسالة ليبرالية
". جورج كثورة المكتبة الشرقية
2006- -
Habermas J. « V et j » p : 257- «W und R », Seit. 329.
" مسارات فلسفية " ترجمة
محمد ميلاد، دار الحوار، سوريا 2004، ص : 152.
-
Habermas J. « V et j » p : 257- «W und R », S. 326.
- Ibid.
p : 254. «W und R », s. 326.
*- بخصوص موضوع العدالة يمكن العودة
للحوار الذي أجراه هـابرماس مع نظرية العدالة لجون رولز.
- «justice politique » Debat
Habermas. Rawls, Tr. R. Rochlitz/Cathrine Audard,
cerf 1997. Vgl « politischer liberalismus
Eine Auseinandersetzung Mit j Rawls »
In « Die Einbeziehung des Andern »
Studien zur politischen Théorie. Suhrkamp.
Verlag 1969.
]-->- - Ibid.
p : 255. «W und R », s. 327.
*- يبدو لي أن هابرماس منذ أواخر التسعينات كثف أبحاثه حول
الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والسلام، المواطنة إلخ، هذا الاهتمام يعكس تخوفه من
انهيار مكتسبات الديمقراطية التي حققها المجتمع الألماني. وبالتالي فدعوته
المتكررة لتعزيز دولة الحق والقانون عن طريق تعزيز آليات الديمقراطية، تنم عن هذا
التخوف من العودة إلى وضع ديمقراطي. إنها عقدة النازية التي لا زال يعاني منها
المثقف الألماني. وهذه الفكرة يدافع عنها كل من رانير روسلتش وكريتان بوسندوم، في
قولهما التالي :
- « En constituant un espace éthique de dialogue, Habermas
est fidèle à la loi fondatrice
de l’échange
critique et philosophique. En poursuivant l’élaboration concrète d’un
espace international
cosmopolitique, il tient la promesse de sa génération : produire
une philosophie qui empêche le retour du
Nanisme » in « Jürgen Habermas :
l’exigence
critique » le monde de l’éducation aout- 200, p : 62.
-
Habermas J. « V et J », p : 252, « W und R »,
Seit : 324.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.communication.ahladalil.com
المدير
الادارة
الادارة
المدير


عدد المساهمات : 1780
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
العمر : 36

نظرية الفضاء العمومي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفضاء العمومي   نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالسبت أبريل 10, 2010 9:37 pm

الفضاء العمومي وسلطة الرأي

نقصد بالفضاء العمومي ذلكم الحيز الوسيط الذي ينشأ بين المجتمع المدني والدولة. إنه، بعبارة أوضح، المكان الذي يجتمع فيه جمهور المواطنين لصوغ رأي عمومي. ويكون هذا المكان مفتوحا من الناحية المبدئية في وجه كل المواطنين المعترف لهم بالحق في التجمع والتعبير الحر عن آرائهم. وصفة العمومية المنسوبة إلى هذا الفضاء ليست من جنس العمومية التي تُنسب إلى الدولة أو المجتمع السياسي. العمومية المنسوبة إلى هذا الفضاء تُعد بالأحرى وسيلة لنقد ممارسة الدولة للسلطة ومراقبتها.

حقا، إن الفضاء العمومي يُعد صورة جديدة من صور إضفاء المشروعية على السلطة السياسية ( أي على الفعل السياسي (العمومي) للدولة )، لكنه يعد من جهة أخرى وسيلة ناجعة، في نطاق الديمقراطية، لتحويل طبيعة هذه السلطة؛ أي تحويلها في أفق عقلنتها وتوجيهها والتأثير فيها لتتلاءم أكثر فأكثر مع طموحات المواطنين وتطلعاتهم ومطالبهم. والعُمْلة أو الوسيط الذي يحكم المعاملات في الفضاء العمومي هو الفعل التواصلي Communicative action) ). (يرى هابرماس إن هناك ثلاث عملات أو ثلاثة وسائط: الدولة أو المجتمع السياسي يستعمل وسيط السلطة، النسق الاقتصادي يستعمل وسيط المال، والمجتمع المدني المهيكل في الفضاء العمومي يستعمل وسيط الفعل التواصلي). لهذا لا يوجد قيد أو شرط يمكن أن يمنع المواطن من ولوج الفضاء العمومي والمساهمة فيه. إذ إن القدرة على التواصل بواسطة اللغة تكون كافية وحدها لولوج هذا الفضاء والضرب بسهم فيه. بيد أن الفعل (التواصلي) في نطاق الفضاء العمومي لا يكتسي مشروعيته من حدود المصالح الخاصة أو الفئوية للأفراد أو الجماعات، بل يكتسيها من حدود المصالح القابلة للتعميم والتي تتعالى عن المصالح الخاصة والجزئية للأفراد والجماعات المتنافسة. لذلك عدّه بعض المفكرين (أبرزهم هابرماس) المكان الذي تتكون فيه الإرادة العامة على نحو عقلاني. وعندما نستعمل مفهوم الفضاء العمومي بهذا المعنى في التحليل، لا يمكننا الركون مثلا إلى التعريف الذي طوره روسو Rousseau) ) عن الإرادة العامة، أي التصور الذي يسلم بأنها موجودة سلفا، قبل كل تكوين للإرادة عن طريق النقاش العمومي. بعبارة أوضح، إن مصدر المشروعية، كما استدل على ذلك هابرماس في عدد من كتبه، لا يوجد في إرادة الأفراد الموجودة والمحددة سلفا، بل في مسلسل تكوُّنها، أي في المشاورة ذاتها. فالقرار المشروع إذن، ليس القرار الذي يمثل إرادة الكل، بل القرار الذي يكون نتيجة لمشاورة الكل.

حسب هذا المنظور إذن، يصبح الفضاء العمومي شرطا رئيسا لتكوين رأي جمهور المواطنين وإرادتهم. وعندما نتحدث عن رأي المواطنين أو ما يسمى بالرأي العمومي، لا نقصد به مجموعة من الآراء الفردية التي تنشأ هكذا بكيفية معزولة وتصاغ في سياق خصوصي. بعبارة أوضح، ينبغي أن لا نخلط بين الرأي العمومي وبين النتائج التي يمكن أن نتوصل إليها بوسائل السبر والاستطلاع السطحية. الاستطلاع السياسي للرأي لا يكون عاكسا الرأي العمومي حقيقة إلا إذا تحقق في فضاء عمومي مُعَبَّأ، وكان مسبوقا سلفا بتكوين للرأي متصل بالأمور المعروضة. وهنا تحديدا يظهر دور وسائط الإعلام بمختلِف أشكالها، ودور المثقفين والشخصيات البارزة والخبراء الملتزمين (نقصد بالخبراء الملتزمين هنا مجموع الخبراء الذين تمردوا على فئة الخبراء التقنوقراط، واعتنقوا قيم التضامن وكرسوا قسطا من وقتهم للتدخل في قضايا الشأن العام، وتبسيط الأمور المعقدة في الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها من الميادين المتخصصة، والمستغلقة أحيانا، وشرحها قصد تنوير المواطنين والرفع من مستوى الرأي العمومي في المجتمع بصفة عامة). فهؤلاء جميعا يساهمون بأشكال متفاوتة وبطرائق متباينة وبأقساط مختلفة في تعبئة المواطنين وتنوير الرأي عندهم بخصوص المسائل المعروضة للنقاش.

ويكتسي الرأي العمومي أهميته من كونه طاقة للتأثير السياسي. إنه رأي يفرزه المجتمع المدني في الفضاء العمومي، ويصبح قابلا للاستثمار في التأثير في المجال السياسي وفي السلوك الانتخابي للمواطنين. وهنا تحديدا تكمن سلطة المجتمع المدني. وإذا كان هذا التأثير لا يتحول إلى سلطة سياسية ( أي لا يتحول من سلطة مدنية إلى سلطة سياسية ) إلا بمقدار ما يؤثر في قناعات الأعضاء ذوي النفوذ في النسق السياسي ( الحكومة )، فإن الأعضاء النافذين في النسق السياسي يعرفون بدورهم أن سلطتهم (السياسية) لا تكون مشروعة إلا إذا كانت تُمثِّل السلطة التي تتولد بكيفية تواصلية في الفضاء العمومي (السلطة المدنية). إنهم، بعبارة أوضح، يُلْفون أنفسهم مضطرين إلى الإنصات مليا إلى المطالب التي يرفعها المجتمع المدني في الفضاء العمومي والاستجابة لها. إذ لا يمكن للسلطة السياسية، التي تخول لها أدبيات دولة القانون الديمقراطي حق اتخاذ القرارات الملزمة للجماعة، أن تكون سلطة مشروعة إلا إذا كانت مسنودة ومؤيدة بسلطة المجتمع المدني المؤسسة على التواصل. بعبارة أخرى، إن المجتمع ينبغي أن يرى في القرارات الملزمة التي تصدر عن السلطة السياسية تجسيدا لحقوقه المنصوص عليها في الدستور وإحقاقا لها، وليس إخلالا بها أو هتكا لها.

وفي هذا الإطار يكون الفضاء العمومي ميدانا تعبره السلطتان معا وتتقاطعان فيه: سلطة سياسية نسقية نازلة من أعلى، وسلطة مدنية منبعثة بكيفية تلقائية من النسيج التواصلي الذي يحبكه المواطنون في الفضاء العمومي. وهذا العبور والتقاطع يُضْفِيان على الفضاء العمومي طابعي الحيوية والتجدد. لكنهما يسِمانه بطابعي التوتر والصراع أيضا. سنحاول أن نبرز في الفقرة الموالية بعض مظاهر هذا التوتر والصراع.

-الفضاء العمومي ومسألة الهيمنة

إن سلطة الدولة، من حيث إنها تنظيم، تعد نسقا. وبما أنها نسق، فإنها تملك كل خصائص النسق. فهي كيان يتصف بالكلية، ويتمتع بالضبط الذاتي، ولا يمكن أن يتحول ويخرج عن طوره ويصبح شيئا آخر مخالفا لنفسه. (هيغل كان يقول إن الدولة دائما تختلف عن التصور الذي يكونه الفرد عنها، ويقصد بالفرد طبعا الفرد الذي يعيش في المجتمع المدني). منطق هذه السلطة الداخلي تلخصه النجاعة والفعالية. أما العقلانية التي يندرج ضمنها هذا المنطق فعقلانية أداتية خالصة. إنها باختصار سلطة تحدد نفسها عن طريق القانون بوصفها سلطة سياسية مؤسسية تنـزع إلى الأمر والفرض والقيد والهيمنة. وهذه السمات التي تتصف بها هذه السلطة لا تزول حتى في الأنظمة الديمقراطية العريقة، حيث تستند مشروعية السلطات كلها إلى السيادة الشعبية المعبر عنها بالاقتراع العام.

أما السلطة المدنية فلا تعد نسقا. إنها بالأحرى سلطة مائعة وسيالة، تنتج بكيفية تلقائية عن التواصل الحر الذي ينسجه المواطنون فيما بينهم بخصوص القضايا والمشاكل التي تتصل بالشأن العام. منطق هذه السلطة الداخلي لا يندرج تحت مقولتي النجاعة والفعالية، بل تحت مفهوم عام هو التفاهم المتبصر حول أحسن السبل المُفضية إلى العيش الكريم بالمعية في المجتمع. عقلانيتها ليست أداتية، بل تواصلية شديدة الصلة بالعقل العملي البعيد كل البعد عن العقل النظري-التقني الذي تستلهمه السلطة السياسية. المهد الذي تتشكل فيه هذه السلطة هو الفضاء العمومي، وهو فضاء غير مؤسسي على عكس الفضاء العمـومي النسقي ( كالبرلمان واللجان المتفرعة عنه…) الذي تعمل فيه السلطة السياسية. إنه فضاء غير مؤسسي لأن الفاعلين فيه لا يعملون تحت ضغط استعجال اتخاذ القرار كالفاعلين السياسيين في الفضاء المؤسسي للدولة. الوقت في الفضاء العمومي هو الوقت الذي تستغرقه المشاورات والمناقشات، لا يخضع للحساب أو للاختصار اللهم إلا إذا أراد هذا الفضاء أن يقوض ذاته وينقلب على نفسه.

إن الصعوبة هنا تكمن في تحمل هذا التوتر البنيوي الحتمي الذي ينشأ بين المظهر النسقي للسلطة، اللازم لاشتغالها الفعلي ( والذي يرمي بطبيعته ذاتها، السلطة المدنية إلى الأرباض، لأنه يرى فيها عاملا مشوشا على انضباطه الذاتي )، وبين مظهرها المدني الذي يمثل من جهته المصدر الوحيد للديمقراطية والمشروعية، والذي ينبغي له، وهذا داخل في طبيعته، أن يمارس حق التدخل في النسق السياسي. (الإرادة العامة، بالمناسبة، لا تهدأ أو تستريح بمجرد وضع المواطنين الأوراق في صناديق الاقتراع). وكلما مال التوتر بين المظهرين أو السلطتين في دولة ما إلى اللين استطعنا أن نتحدث عن استقرار سياسي، وكلما احتد التوتر بينهما واشتد، صح الحديث عن أزمة سياسية في الدولة. والحقيقة الأساس التي لا ينبغي إغفالها هنا هي أن السلطة السياسية النسقية المولِّدة للقرارات الملزِمة لا يمكن أن تأخذ بناصية الإرادة العامة التي تمثلها إلا إذا ظلت متابعة ومنصتة ومنفتحة على المطالب والقيم والمحاور المتداولة بكيفية تلقائية وحرة في الفضاء العمومي. آنذاك، وآنذاك فقط، تكون قراراتها مجسدة للحقوق وملبية للطموحات ومحققة للآمال والتطلعات.

... المثقفون

لا يمكننا ونحن نتحدث عن المجتمع المدني أن ننسى الدور الحاسم الذي تلعبه النخبة المثقفة في إشاعة القيم، وتنوير الرأي العمومي والرفع من مستواه. ونحن إذ نطرح دور النخبة المثقفة في هذا السياق، نعول على المثقف الذي لا يفصل الالتزام النظري بالحقيقة عن الالتزام الأخلاقي- السياسي بالعدالة. نعول على المثقف الذي ينتقد الرؤى النسقية التي يقترحها السياسيون للعالم. نعول على المثقف الذي يجري التعديلات اللازمة على الحلول الآلية والصماء التي يقترحها الخبراء الخُلص (غير الملتزمين) لمشاكل الناس. نعول على المثقف الذي مازال يؤمن أو يحلم بأن في الإمكان دائما أبدع مما كان. ونعول في الأخير على المثقف الذي يؤمن بأسبقية الديمقراطية على الفلسفة، وبأسبقية التضامن على الموضوعية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.communication.ahladalil.com
ندى الريحان
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 09/04/2010

نظرية الفضاء العمومي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الفضاء العمومي   نظرية الفضاء العمومي I_icon_minitimeالأحد أبريل 11, 2010 8:37 am

شكراااااااا جزيلا على المساعدة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظرية الفضاء العمومي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القانون الأساسي العام للوضيف العمومي 06/03 الجريدة الرسمية
» حرية التعبير في الفضاء... بلغة المختبرات
» الفضاء العام في غياب السلطة الرابعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طلبة علوم الاعلام و الاتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم :: قسم علوم الاعلام و التصال :: سنة ثانية اعلام و اتصال :: علم الاجتماع الاعلامي-
انتقل الى: