كشفت
وثيقة باللغة العبرية على توقيع اتفاق بين إسرائيل والمجلس الوطني
الانتقالي في بنغازي، يتضمن إنشاء قاعدة عسكرية للكيان الصهيوني، بمنطقة
''الجبل الأخضر''، لمدة ثلاثين سنة قادمة، في حال وصول المعارضة الليبية
إلى الحكم، مستقبلا.
ونقلت
الوثيقة التي حملت في الترويسة عبارة ''قوات الدفاع الإسرائيلية''، حصل
عليها ضابط مخابرات أوكراني، عن فحوى اتفاق بين الكيان الصهيوني والمجلس
الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي تقضي بإقامة قاعدة عسكرية على الحدود
الليبية، في وقت تلتزم إسرائيل بدعم لوجيستي وتزويد المعارضة الليبية
بالأسلحة، والضغط على الدول الأوروبية والعربية للاعتراف بالمجلس وتدريب
عناصر هذا الأخير من أجل إعداد جيش قوي، فضلا عن تكثيف ضربات ''حلف
الناتو'' على قوات القذافي لإرغامه على ترك الحكم.ونشرت كل من جريدة ''ري
غزيتا'' الروسية، و''يديعوت احرونوت'' الصهيونية فحوى الاتفاق المختوم
بـ''سري للغاية''، قبل أن يتم إذاعة الخبر على التلفزيون الرسمي الليبي
''الجماهيرية''، بعد أن تم توزيع هذه الوثيقة في مؤتمر للقبائل العربية
بليبيا الذي عقد مؤخرا.
وحسب
ملاحظين، فإن لبسا يشوب الوثيقة التي أثارت انقساما بشأن مصداقيتها، على
اعتبار أن أسطرها جاءت محررة من اليسار إلى اليمين، على عكس ما هو معروف
بالنسبة للغة العبرية، في وقت لم يرد أي تعليق من المتحدثين باسم المعارضة
الليبية في بنغازي لتأكيد أو نفي هذه المعلومات. وتم تناقل أخبار حول توزيع
مؤيدي القذافي للوثيقة من أجل تأليب الرأي العام والدول المجاورة ضد
المعارضة.غير أنه وفي حال إثبات مصداقية هذه الوثيقة، ستكون الجزائر أول
متضرر من التواجد الصهيوني على الحدود مع ليبيا، خاصة في ظل التهديد
الإرهابي الذي بدأ يتصاعد مع تصاعد العمليات العسكرية بليبيا مما سيسمح
لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي يطلق على نفسه اسم ''القاعدة
في بلاد المغرب الإسلامي''، بالسطو على أسلحة أكثر، ويدعمه في تنفيذ عمليات
إرهابية وإجرامية بالمنطقة، بعد أن توسع نشاطه إلى الإتجار في المخدرات
والأسلحة، والتعامل مع عصابات التهريب، كما سيجد التنظيم مناخا خصبا في ظل
تواجد الصهاينة بالمنطقة، باعتبار أن الجزائر تعد من بين أكثر الدول عداء
للكيان الصهيوني وأكبر المناهضين له.
النهار الجديد