بريطانيا تعتقل اسانج.. وطائرات تجسس امريكية فوق الجزائر
ويكيليكس: واشنطن احتجت على صواريخ سورية لحزب الله وحذرت السودان من السماح بمرور اسلحة إيرانية إلى غزة
2010-12-07
عواصم ـ وكالات ـ لندن 'القدس العربي': أظهرت الوثائق الدبلوماسية السرية الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني، ان واشنطن سعت لمنع سورية من امداد حزب الله اللبناني بالصواريخ والقذائف بشكل سري، وأنها حذرت سورية مراراً من تهريب سلاح لحزب الله لأنه 'يضر بالمصالح الأمريكية'.
وأفادت تقارير بأن من بين تسريبات موقع ويكيليكس الأخيرة برقيات دبلوماسية أمريكية تشير إلى أن الولايات المتحدة تعاملت 'بصورة سرية' بهدف عرقلة وصول أسلحة إيرانية وسورية لحركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
وأضافت الوثائق ان من بين الصفقات الأكثر إثارة للقلق تزويد سورية أو إيران حزب الله بصواريخ 'فتح 110' القادرة على بلوغ تل أبيب. وقال مسؤولون إسرائيليون لنظرائهم الأمريكيين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 انه إذا اندلعت الحرب فإن حزب الله سيحاول إطلاق 400 إلى 600 صاروخ يومياً ومواصلة الهجمات على الأقل لشهرين.
ولجأت واشنطن إلى الضغط على الحكومات العربية حتى لا تتعاون في مساعي إيصال الأسلحة إلى وجهاتها. وفي حالات كثيرة استندت تلك الطلبات إلى معلومات استخباراتية قدمتها إسرائيل.
وأوضحت الوثائق أن الإدارة الأمريكية حذرت السودان في كانون الأول (يناير) من عام 2009 من مغبة السماح بتوصيل اسلحة إيرانية كان المتوقع أن ترسلها طهران إلى حركة حماس في قطاع غزة في نفس توقيت عملية الرصاص المصبوب، التي نفذتها إسرائيل على القطاع، والتي أودت بحياة 1400 فلسطيني.
وذكرت الوثائق أن الدبلوماسيين الأمريكيين تلقوا تعليمات بالتعبير عن 'بالغ قلقهم' للسلطات في الخرطوم. كما تم إبلاغ السعودية والإمارات وسلطنة عمان وتشاد بالمخططات الإيرانية المزعومة، وحذرتهم الولايات المتحدة من أن مرور هذه الأسلحة عبر اراضيهم يمثل انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر صادرات الأسلحة الإيرانية.
وبحسب البرقيات، أعرب دبلوماسيون أمريكيون في أكثر من مناسبة عن قلقهم العميق من طائرات شحن كبيرة تشغلها شركة خطوط 'بدر' الجوية السودانية تنقل أسلحة من طهران إلى الخرطوم ومنها إلى حماس.
ورد وزير الخارجية السوداني على مسؤول أمريكي بأن الرد الرسمي لبلاده سيكون عدم السماح بقدوم أسلحة من إيران، ليرد عليه المسؤول الأمريكي بالقول إن أي 'تغير، ولو بسيط في هذا الموقف، سيكون غير ملائم'.
وجاء في برقيات اخرى ونشرتها صحيفة 'لوموند' الفرنسية الثلاثاء ان الجزائر اعطت بداية العام موافقتها على عمليات امريكية لتحليق طائرات استطلاعية لـ'مراقبة اهداف لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في الساحل' الافريقي.
واوضحت 'لوموند' ان تلك الموافقة كانت مشروطة بان 'لا يكون لمهمات التحليق اي رابط مباشر مع العمليات على الارض' بحسب هذه الوثائق الصادرة عن السفارة الامريكية في الجزائر العاصمة. واوضحت ايضا ان طائرات الاستطلاع الامريكية المجهزة بآلات تصوير وكاميرات تنطلق في الغالب من قاعدة روتا الامريكية الجوية البحرية في جنوب اسبانيا.
وتعتبر السفارة الامريكية ان 'ليس هناك من بلد اهم من الجزائر في محاربة القاعدة'. وبحسب الوثائق ايضا فان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ابلغ الامريكيين 'ان الجزائر ترغب في ان تكون شريكا استراتيجيا وليس خصما'.
لكن 'في بعض الحالات سيكون هناك حدود للتعاون'، كما قال بوتفليقة بحسب الوثائق.
واعلنت الشرطة البريطانية ان مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج حضر صباح الثلاثاء الى مقر الشرطة البريطانية التي اعتقلته.
وأمرت محكمة ويستمنستر في لندن بإبقاء أسانج رهن الاحتجاز حتى 14 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وتجمع عشرات الاشخاص امام المحكمة ليعلنوا دعمهم لاسانج.
من جانبها اكدت المدعية العامة السويدية المكلفة التحقيق في تهمة الاغتصاب الموجهة الى مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج الذي اوقف الثلاثاء في لندن، انه ليس لديها اي نية في تسليم الاسترالي الى الولايات المتحدة لدى وصوله الى السويد.
وقالت المدعية ماريان ني في مؤتمر صحافي عقدته امس الثلاثاء في غوتبورغ بجنوب غرب السويد بحسب وكالة الانباء تي تي 'لم اصدر مذكرة توقيف اوروبية بحقه لكي اسلمه الى الولايات المتحدة'. وقالت ايضا بحسب صحيفة افتونبلاديت 'ان التحقيق الجنائي لا صلة له بويكيليكس. ذلك يتعلق به (اسانج) شخصيا'.
وفي الوقت الذي تحدث فيه المحامون عن 'دوافع سياسية' وراء مذكرة التوقيف الصادرة بحق مؤسس ويكيليكس، اكدت انها لم تتعرض لاي ضغوط سياسية من اي نوع' واصفة التحقيق بانه 'مستقل تماما' ويجري بشكل 'اعتيادي'.
وقال المحامون السويديون والبريطانيون المدافعون عن الاسترالي انهم سيعارضون اي محاولة لتسليمه من المملكة المتحدة.
(رأي القدس ص 19)
القدس العربي