'كرت أحمر' لقناة دحلان بين الجزيرة والأردن ثأر معاكس وجنبلاط الخطأ البطل!
لينا أبو بكر
2010-12-22
تتعامل الوسائل الإعلامية مع عباس ودحلان بمنطق: 'يا
داخل بين البصلة وقشرتها..' لأن فلسفة التآكل الذاتي أصابت الأعضاء
الفتحاويين 'الحركيين' بعطب روماتيزمي سيقضي على أوصال البنية الداخلية في
الجسد الفتحاوي، بالتالي ستنتقل العدوى إلى سلة البيض الإعلامي التي بدأت
بالتفقيس، ثم انتهى بها المطاف إلى التفسخ، وعلى من ستدور الدوائر إذن
مادام إنت أمير وأنا أمير... والفضاء لم يعد من آكلي لحوم الخبر، إنما من
آكلي أعشابه الضارة، وفي كل الأحوال أي منتصر سيخرج من حرب التفسخ تلك أكثر
استعدادا للتضحية عملا بمنطق الفلسفة الصينية، لذا فإن قرار إغلاق قناة
'فلسطين الغد' الذي أصدرته وزارة الداخلية الفلسطينية أواخر تشرين
الثاني/نوفمبر بإيقاف بث القناة التجريبي قبل بدئه كما يفترض في أوائل
كانون الثاني/يناير 2011 ما هو إلا 'تخويت' على الشرعية، لان حجة عباس بعدم
التصريح للقناة باطلة بما أن القرار أصلا صادر عن سلطة غير شرعية ومنتهية
الأجل، علما بأنه يضحي بقناة كانت مخصصة لمواجهة قناة الأقصى الحمساوية بكل
ما أعد لها من عدة، أضف إلى ذلك حجة دحلان بالسفر للقاهرة في 'رحلة
استشفاء' كان تخويتا متبادلا، لان دحلان لجأ إلى من يشتري ... والعصا معه،
إلى النظام المصري ليقنع عباس بتخفيف حملته ضد دحلان وقد جرده من أمنه ومن
سلاحه الأهم 'فلسطين الغد'، التي تناولت مصادر عدة تأكيدات رسمية على أنها
ليست ملكا لدحلان وحده، إنما هي مشروع يساهم فيه عدد من أصدقائه المقربين
على رأسهم رجل الاعمال المصري نجيب ساوريس، لكن عباس كان في بداية الزوبعة
يتذرع بما يرفضه المنطق ويأباه الشرف الرفيع لكل طبق فضائي يتم تعليق بثه
بمرسوم عباسي، مفاده أن السلطة لا تحبذ مسألة التفقيس الفضائي، إذ لدى
فلسطين ما يكفي من البيض ولا حاجة للمزيد، تصور ونحن في حالة احتلال وتشويش
وتكميم، وسياسة متشقلبة تدعو للعنة الظلام بدل إيقاد الشموع، مستهدفة
الفضاء الفلسطيني الذي استطاع الخروج من بيت الطاعة الإعلامي للاحتلال
ليبدأ رحلة استقلاله من طبقه الفضائي، هنا تحديدا يتدخل الرئيس لوقف
التفقيس، فهل يعرف إبليس ربه ليتخابث عليه كما يقول المثل؟
أغلقت
السلطة قناة 'الفلسطينية' التابعة لفتح والتي كان مقرها أيضا القاهرة،
واتبع الرئيس نفس السيناريو مع شريكه الأسبق في مدرسة 'طابخينها سوى' مما
يحيلك إلى احتمالية كشف أوراق التمرد على ياسر عرفات، وعلي وعلى أعدائي،
ليهدد مصلحة الطبخة التي قد تفسد ليس لتعدد الطباخين إنما لأن مبدأ الصراع
على النفوذ والمصالح يحتمل منطق البطيخ الإعلامي،'فبطيختين بإيد ما
بينحملوش'، وما تداولته وكالات الانباء ونشرته صحيفة 'القدس العربي' قبل
أيام وعرض فيه الزميل بسام البدارين لبذور الانشقاق بين الطنجرة و'غطاتها'
يضعك أمام سؤال القيامة الفتحاوية بعلاماتها الكبرى: من الأقوى يأجوج أم
مأجوج؟
المفوض لشؤون الإعلام
كان دحلان يسرح ويمرح في قناة
فلسطين كيف لا وهو مسؤول مفوضية الإعلام باسم حركة فتح، مما يضعه في أكثر
المناصب خطورة على الرئيس، لأن الإعلام هو السلطة الأكثر نفوذا وتأثيرا في
الشارع الفلسطيني، وهو الدينمو الذي يحرك ثرمومتر العلاقات السياسية مع
اسرائيل والعالم، وبه استطاعت اسرائيل التي تقبض يدها المصرية على السلطة
الفلسطينية، توجيه رسالة تحذير أو 'قرصة أذن' على طريقة النظام المصري ـ
لعباس، حتى يفهم التلميذ درسه ويتذكر المثل الفلسطيني: 'راح العيد وفرحاته
وأجا المعلم وقتلاته' وعند أخبار فلسطين النبأ اليقين، فتوني بلير يحصل على
تأكيد من عباس بضرورة حل الدولتين، وأين عباس من القذافي الذي صورته شاشات
الدنيا في مقر الأمم المتحدة يمزق ميثاق الدولتين معترضا على منطق أشبه
بمثل سائر 'بتقول له ثور بقول احلبوه' ولم نكن نتمنى من عباس أن يزود
الأرشيف الإخباري بمشهد لا يمكن له أن يكون بطله، ولم نكن لنغضب لو أنه باس
الميثاق من بين عيونه ورشه بالعطر والياسمين ولفه بورق الهدايا وأعاده
لأصحابه كأضعف الإيمان، لإنها 'مش حلوة بحق الثور'!
عام مضى وآخر أتى،
وبلير يستلم رد الرسالة، ودحلان لم يكن سوى طعم، وإن كانت قناة فلسطين
الغد هي اليد التي كان دحلان سيطلقها في مواجهة من طردوه من غزة، فلن تلوم
الثقافة الإسبانية التي ترى أن اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة، وأن
فضائية دحلان هي الموؤودة سئلت، وفلسفة أكل الأصابع لن تجدي نفعا 'يا عمو'،
لكننا نأمل ألا يأتي زمن على سلطة فتح تدخل فيه حرب الفخار الذي يكسر بعضه
بعضا 'ونتمنى أن لا تكون المصالح السياسية بين سلطة غزة ورام الله قد
التقت عند دحلان تماما كما افترقت عنده، لأنك ستتشهد على روح فلسطين وانت
ترى ان المتعوس التم على خايب الرجا! و'هاي هي البيضة ومين اللي أكلها'؟
قد يتصالح الرئيس والمفوض الذي دخل من بوابة الإعلام المصري إلى المشهد
السياسي الثأري من حماس، حينها تبعث قناة 'الغد' من جديد، لكن الخاسر
الأكبر لن تكون قناة فلسطين بالطبع، إنما قناة الأقصى التي تلقفت الطعم
الدحلاني ولم تتجنب انحناءات 'مارتن لوثر'!
لغة إعلامية فضفاضة
'ولو
ولو ولو ..' على رأي وديع الصافي، وأقولها وأنا أعرف أن محمد كريشان عندما
يسأل ضيفه يسأل من رأسه وليس من السماعة المعلقة وراء أذنه على طريقة
الإمدادات الإعلامية للرؤوس الفارغة، 'ولكنه عتب من عشم' يا كريشان، فما
كان وراء القصد من سؤالك لأبي هلالة في 'الميمعة الكروية' بين الفيصلي
والوحدات: 'الوحدات المحسوب على مين حتى نكون فقط بالصورة'؟
أية صورة؟
ألم تكتف الجزيرة الرياضية بنشر أخبار ليست دقيقة عن وفيات في صفوف
الوحداتية؟ ثم ماذا لو أجريت لقاء مع أحد مراسلي الجزيرة في إسبانيا: هل
كنت ستسأله حول ولاء مدريد الملكي للدكتاتور فرانكو الذي زج البلاد بحرب
أهلية مدمرة؟ يعز على الله أن يشهد تعليق اجساد ضيقة 'إجابات' لأثواب
فضفاضة هي أسئلة مشبوهة، على حبال الغسيل الإعلامي الذي حدثتكم عنه مرة!
معلش يا كريشان هذه غلطة الشاطر 'المقصودة'!
فيصل القاسم يعقد حلقة حوار
معاكس عن علاقة ما حدث بالمباراة بالجهاز الأمني الأردني فماذا يتوقع؟ لقد
خرج عن طوعه وهو يحاول أن يضبط الحلقة ولم ينجح، لدرجة أنه وصف حلقته
بالمهزلة، لماذا يتم تضخيم الموضوع لهذه الدرجة؟ ما الهدف؟ ومن هم صناع
المهزلة الحقيقيون؟ إن أردنا أن نتحدث عن الاختراقات الإنسانية للأجهزة
الأمنية في العالم العربي فلماذا تتخذ المباراة وسيلة؟ إذا كان القاسم
عاجزا عن إدارة صيغة أمنية للحوار فكيف يبحث في أمن الملاعب؟ يا اتجاه يا
معاكس القضية فيك أن لا قضية سوى أنت!
ساق تقرير قناة أبي ظبي لمقارنة
سريعة بين الصراع على كأس الدوري في الملاعب الإنكليزية والملاعب العربية،
وكان التقرير منصفا وهو يعرض لأصول بعض لاعبي الفيصلي الفلسطينيية، لكن
مسألة ان تستخدم اللغة الإيحائية في استعارة تراكيب معينة سادت في حقبة
سوداء من الصراع السياسي تبقى مسألة حساسة وخطيرة جدا يصعب التعامل معها
على الصعيد اللغوي فقط!
ماريان في صدى الملاعب تضحك ملء الفيه، لأن أحد
النواب الأردنيين خرج من الميمعة يشيد بروح الأخوة بين الفريقين، فهل يضحك
الإعلام على السياسة أم الحقيقة، أم على ذاته؟ يصعب التحديد لأن التصريح في
واد والضحك في واد آخر!
رسالة إلى القضاء الأردني الكريم 'هل سيتعرض
الناطق الرسمي للوحدات السيد خوري للمحاكمة عن تصريح في لحظة غضب؟
فالتجاوزات كانت من الجميع لماذا يدفع ثمنها من تألم للألم؟
كل التقارير تفيد بان الوحدات احتفل على طريقته، طيب ما هي طريقته؟ الجواب عند أبي هلالة...
فياض
يقتسم مع عباس قناة فلسطين، لكن بيني وبينك والإعلام يسمع، فياض
'فوتوجينيك' أكثر من الرئيس محمود عباس، ومادامت الصورة هي زاوية الالتقاط
فما على الكاميرا سوى اللهاث وراء اللقطة، لأن المناصفة بالخبر لا تعني
أبدا التساوي بالتأثير، فاضحك أيها الخبر، عربون أثر لعباس ..
جنبلاط
الخطأ المغتفر، الخطأ الضروري في عرف التصريحات الإعلامية، جنبلاط الخطأ
العادل لأنه يتراجع عن نفسه، ليعلن توبته بجرأة ليست إلا له فقد اعترف
أولا، واعتذر ثانيا، وتعهد بعدم العودة إلى سابق إثمه ثالثا، جنبلاط إذن
الخطأ البطل!
في زمن انتخابات 'اسح ادح' تذكر ما قاله الشاعر نجم يوما:
'فيه قاضي أساسا فاضي، ومعقد من جواه، وبابا كان أصله حرامي، واترقى بفضل
الله، ودا يحبس كل الشرفا، لمجرد يرضي بابا'!
تناولت بعض مواقع
الكترونية تابعة لبعض فضائياتنا العربية ـ اللي يا لطيف يا لطيف- خبر صراع
بين الجزيرة والأردن وقد أججته واختبأت وراءه احداث كروية عدة، منها انتخاب
الأمير علي عضو اللجنة التنفيذية البحريني للفيفا على القطري، ثم التشويش
على الجزيرة الرياضية خلال كأس العالم، ومؤخرا تغطية الجزيرة الرياضية ـ
البسوسية - لمباراة كأس الدوري الأردني، فهل ينتهي الصراع هنا وقد سبقته
تهنئة الأمير الأردني لقطر بالفوز في المونديال؟ أم أنها استجارات كروية
بالرمضاء!
القدس العربي