الجزيرة بين الموضوعية والذاتية
عزام يونس الحملاوى
يعتبر الاعلام بكافة انواعه من اكثر الوسائل المؤثرة فى حياة الشعوب ويلعب دورا ايجابيا فى ايجاد الحلول للقضايا والخلافات الوطنية,لذلك يجب ان تكون مصطلحاته الاعلامية لها ارتباط وثيق بهما ولا تثير الفتن بين مختلف الشعوب ولا بين ابناء الشعب الواحد وبذلك يكون محايدا وينقل الخبر بكل امانة وموضوعية وهكذا يكون مرآة تعكس الحالة العامة بما يتناسب ويتماشى مع المصالح الوطنية للشعب والوطن.
فهل الجزيرة تمتلك تلك المقومات حتى تصنف من القنوات الوطنية المبدعة والصادقة والموضوعية؟؟
إن معظم العاملين بها محسوبين على جماعة الاخوان المسلمسن وعلى راسهم مدير القناة فوجوده فى مثل هذا المنصب إلا لكي ينفذ سياسة هذه القناة.
إن معظم النشرات الاخبارية والبرامج التى تقدمها هذه القناة تغطى وتركز على مايخص الاخوان المسلمين حسب السياسة المعد لها من قبل الحركة وبعض الجماعات الاسلامية وتمر مرور الكرام على باقى الاخبار المهمة بل وتتغاضى فى بعض الاحيان بحجة عدم قدرتها على التغطية وهى التى تملك جيش جرار من المراسلين او عدم السماح لها فى حين إن كثير من القنوات تكون قد غطت الخبر او الحدث,وهنا يتبادر الى ذهنى هذا السؤال؟
هل الجزيرة مازالت تغطى الكثير من المشاكل التى تواجه سكان قطاع غزة يوميا سواءعلى الصعيد السياسى او الاقتصادى او الاجتماعى ؟؟ لا اعتقد إن الجزيرة من بعد الحرب تغطى او تقدم البرامج عن مشاكل غزة سواء كانت نفسية او صحية او اجتماعية او سياسية ,فلم نشاهد إن الجزيرة تغطى اذلال الشعب فى غزة وجوعه وحرمانه ومشكلة الكهرباء والماء والغاز او حت الاسعار المرتفعة.
لم تقدم الجزيرة تقاريرها حول الانفاق وموت الشباب بداخلها من اجل لقمة العيش وارتفاع اسعار المواد المهربة رغم الظروف الاقتصادية التى يعيشها القطاع.
هل تجرؤ الجزيرة على بث ذلك كما كان مراسليها يغطون الاخبار فى أماكن مختلفة بكل حرية ويقيمون المؤتمرات الصحفية كما يفعل مراسليها ...؟؟
اليس من الاجدر إن تدافع الجزيرة عن سياسة كم الافواه وسلب حرية الصحافة والاعلام وان تدافع عن هويتها المهنية ...؟؟
هل بإمكان برنامج الاتجاه المعاكس إن يناقش حلقة عن سوريا ويستضيف المعارضة ويناقش حقوق الانسان وكيف تصادر الحريات فى سوريا وتدخلاتها فى لبنان؟
هل يستطيع برنامج أكثر من رأى إن يستضيف المعارضة القطرية والبيان الذى اصدرته عن دمار قطر خلال حكم الامير الحالى كما يفعل مع باقى الدول العربية الأخرى؟؟؟
هل تقدم الجزيرة برنامج تناقش فيه مشكلة الأهواز وما يحدث بها من معارضة وكيف تسحق من قبل إيران؟؟؟ وهل يستطيعوا إن يعترفوا باحقية الامارات فى الجزر الثلاث المحتلة من قبل ايران ؟
إن اختيار الجزيرة للكثير من برامجها فى اوقات غير مناسبة ما هو إلا لاشعال الفتن بين الشعوب وحكامها من جهة وبين الدول العربية من جهة اخرى,ولكى تظل الساحة العربية فى حالة انقسام ومشاكل دائمة وخير دليل على ذلك حلقات محمد حسنين هيكل عن الاردن.
وهنا اود إن اسال لماذا اوقفت الجزيرةعن العمل فى العديد من الدول العربية ولو بشكل محدود ولماذا لم نسمع عن ايقاف بقية القنوات الأخرى؟؟؟
إن الاتهامات التى تصب على قناة الجزيرة لاتاتى من فراغ لذلك ليس من حق مراسلي الجزيرة التحدث عن حرية الاعلام والاعلاميين وهم يحجبون نقل الكلمة والصورة بشكل صادق وموضوعى وخير دليل على ذلك ماحصل من استقالة او إقالة لكثير من موظفيها وذلك لعدم الموضوعية والتميز بينهم.
أيتها الجزيرة هناك فرق بين الانحياز للقضايا والمشاكل الوطنية وبين التبعية لهذا الحزب او سياسة تلك الدولة لخدمة أجندات الغير التدميرية.ليس من العيب إن تكوني تابعة لحزب او لدولة ولكن العيب إن تسخرى الأقلام والفكر والقناة من اجل أهداف خاصة غير مجدية للقضايا العربية والوطنية ولا تساعد على إيجاد حلول لمشاكل الشعب الفلسطيني والعالم العربي لان هذا فى النهاية يصب فى خدمة الأهداف الإسرائيلية ويزيد من نفوذها فى المنطقة.
إن مشكلة الاعلام دائما تكمن فى احد هذه الأسباب :الاختيار او التبعية او الهيكلية وهنا يمكن الإصلاح وإعادة تصحيح المسار ولكن مشكلة الجزيرة تكمن فى الثلاث مجتمعة لذلك من الصعب الإصلاح وهذا مايسبب أزمة الجزيرة بالإضافة إلى مزج الخبر بالتوجه السياسي ولذلك هي شوهت مذاق المتلقي وخلقت مزاجا فاسدا فهي عبّادة لطرف وتحاول البصق بأدب على الطرف الأخر.