"فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية" مُوريس بوكَاي..جرّاح أسلمَ بسبب "جثة فرعون"! الجمعة, 10 ديسمبر, 2010, 19:37 بتوقيت القدس إعداد- هديل عطاالله لأشهر وأمهر جراحٍ عرفته فرنسا قصة غير عادية قلبت له حياته، وجعلته يعلن إسلامه ويؤلّف كتاباً عن القرآن الكريم هزّ الدول الغربية قاطبة، إنها قصة تستحق الوقوف طويلاً "عزيزي القارئ" لرجلٍ كان "كاثوليكياً".
فقد اشتهر عن فرنسا أنها من أكثر الدول اهتماماً بالآثار والتراث، وعندما تسلّم الرئيس الفرنسي الاشتراكي الراحل (فرانسوا ميتران) زمام الحكم في البلاد عام 1981 طلبت فرنسا من دولة مصر استضافة مومياء "فرعون" وهو أكبر طاغيةً عرفته مصر الذي طاردَ موسى عليه السلام وحاربه إلى أن أوقع الله به شر عقاب و"حاقَ بآل فرعون سوء العذاب"، حيث أرادت فرنسا استقدام "جثته" لإجراء اختباراتٍ وفحوصاتٍ أثرية ومعالجة..
طلبت فرنسا في عام 1981 من مصر استضافة مومياء "فرعون"،حيث أرادت فرنسا إجراء اختباراتٍ وفحوصاتٍ أثرية ومعالجة على "جثته"..وعلى أرض المطار اصطف الرئيس الفرنسي منحنياً هو وكبار المسؤولين ليستقبلوا فرعون مصر استقبال الملوك وكأنه مازال حيا..! وكأنه إلى الآن يصرخ على أهل مصر. (أنا ربكم الأعلى)
وهناك وعلى أرض المطار اصطف الرئيس الفرنسي منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسؤولين في البلاد عند سلم الطائرة ليستقبلوا فرعون مصر استقبال الملوك وكأنه مازال حيا..! وكأنه إلى الآن يصرخ على أهل مصر (أنا ربكم الأعلى).
كيف مات؟!عندما انتهت مراسم الاستقبال الملكي لفرعون مصر حُملت مومياء الطاغوت بموكبٍ لا يقل حفاوةً عن استقباله، وتم نقله إلى جناحٍ خاص في مركز الآثار الفرنسي، ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء الفرعونية هو البروفيسور موريس بوكاي الذي سبقَ وأن كان الطبيب الشخصي للملك فيصل آل سعود.
وفي ذلك الوقت كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء، بينما ينصبّ اهتمام رئيسهم بوكاي على شىءٍ مختلفٍ للغاية، فقد كان يحاول "عالِم التشريح" المرموق أن يكتشف كيف ماتَ هذا الملك الفرعوني، وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت نتائج تحليله النهائية!... لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقاً، وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فوراً، ثم أسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه.
لكن ثمة أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر! كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرةً حتى همس أحدهم في أذنه, قائلا: لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون في "كتابهم" عن غرق هذه المومياء، ولكنه استنكر بشدة ذلك...
فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزةٍ حاسوبية حديثة بالغة الدقة، فقال له أحدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق، فازداد ذهولا وأخذ يتساءل: "كيف يكون هذا وهذه المومياء لم تكتشف أصلا إلا في عام 1898 ميلادية أي قبل مائتي عام تقريبا , بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام؟، كما أن البشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئاً عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقودٍ قليلة!!.
انصب اهتمام البروفيسور بوكاي على اكتشاف كيفية موت فرعون،وفي ساعات الليل الأخيرة أظهرت نتائجه التحليلية النهائية أنه مات غريقاً!،..لكن ما بقي يحيره هو كيف بقيت جثة فرعون الأكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر؟!!..حتى همس أحدهم بأذنه، قائلا: لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون في "كتابهم" عن غرق هذه المومياء
أيعقل أن يعرفُه قرآنهم؟جلس (موريس بوكاي) ليلته محدقاً بجثمان فرعون، يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق، بينما كتابهم المقدس (إنجيل متى ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتة، وأخذ يقول: أيعقل أن يعرف "محمدهم" هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه؟!.
لم يستطع موريس أن ينام ليلتها، وطلب أن يأتوا له بالتوراة "العهد القديم"، فأخذ يقرأ:"فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيوش فرعون الذي دخل وراءهم البحر ولم يبق أحد منهم "، حتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة، وبعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بمقام فرعون، لكن موريس لم يهنأ له بال فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلى المملكة السعودية لحضور مؤتمرٍ طبي يتواجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين.
وهناك كان أول حديث تحدثّه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق.. فقام أحدهم وفتح له المصحف وقرأ قوله تعالى:"اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون"، وكان وقع الآية عليه شديداً، مما جعله يقف أمام الحضور ويعلنها بأعلى صوت:"لقد دخلتُ الإسلام و آمنت بهذا القرآن".
موريس "إنسان جديد"وهكذا رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به، وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى :" لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ".
وكان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة بعنوان
القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة).. إنه الكتاب الذي من أول طبعةٍ له نفد من جميع المكتبات، وأعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم إلى عدة لغات لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب.
استنكر بوكاي وجود هذا الاكتشاف في القرآن..حيث قال إن هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بأجهزة حديثة بالغة الدقة، فقال له أحدهم: إن "قرآنهم" يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق، فازداد ذهولا وأخذ يتساءل: "كيف يكون هذا وهذه المومياء لم تكتشف أصلا إلا في عام 1898 ميلادية أي قبل مائتي عام تقريبا
ولقد حاول من طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردوا على هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى "تهريجٍ جدلي" ومحاولات يائسة يُمليها عليهم وساوس الشيطان، بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز رداً على الكتاب، فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ!!.
العلم والدين شقيقانوتجدر الإشارة إلى أن مما قاله موريس بوكاي- الذي توفي عام 1998م- في مقدمة كتابه (لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعاتٍ شديدة التنوع، ومطابقتها تماما للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص قد كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً".
كما أنه في كتابه "القرآن والعلم الحديث" يقول الدكتور بوكاي:"إن رواية التوراة بشأن خروج اليهود مع موسى عليه السلام من مصر تؤيد بقوة الفرضية القائلة بأن "منبتاح" خليفة رمسيس الثاني هو فرعون مصر في زمن موسى عليه السلام، وإن الدراسة الطبية لمومياء منبتاح قدّمت لنا معلوماتٍ مفيدة أخرى بشأن الأسباب المحتملة لوفاة هذا الفرعون، إن التوراة تذكر أن الجثة ابتلعها البحر ولكنها لا تعطي تفصيلا بشأن ما حدث لها لاحقاً، أما القرآن فيذكر أن جثة فرعون الملعون سوف تُنقذ من الماء كما جاء في الآية السابقة، وقد أظهر الفحص الطبي لهذه المومياء أن الجثة لم تظل في الماء مدة طويلة، إذ إنها لم تظهر أي علامات للتلف التام بسبب المكوث الطويل في الماء".
و قد ذكر الشيخ عبد المجيد الزنداني أن الدكتور موريس أخبره في مقابلة معه أنه أحد الأطباء الذين قاموا بالكشف عن جثة فرعون فوجدوا فيها آثار الموت غرقاً، وآثار ملح ماء البحر، كما أظهرت أشعة "إكس" تكسير العظام دون تمزق الجلد واللحم مما يدل على أن تكسر العظم بسبب ضغط الماء.
ويبين بوكاي وجه الإعجاز في هذا الأمر, قائلاً:"في العصر الذي وصل فيه القرآن للناس عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ، كانت جثث كل الفراعنة الذين شك الناس في العصر الحديث صواباً أو خطأ أن لهم علاقة بالخروج، كانت مدفونة بمقابر وادي الملوك بطيبة على الضفة الأخرى للنيل أمام مدينة الأقصر الحالية..
استمر بوكاي بجمع المعلومات والتأكد من أن القرآن الكريم ذكر قصة فرعون بدقة..لم يجد ما يريده في التوراة..لكنه شهِد بعد توجهه للقرآن أن مصدر هذا العلم هو الوحي الإلهي"،فقال يومها:"لم أجد التوافق بين الدين والعلم إلا يوم شرعتُ بدراسة القرآن الكريم،فالعلم والدين في الإسلام شقيقان توأمان"
وفي عصر محمد كان كل شيء مجهولاً عن هذا الأمر ولم تكتشف هذه الجثث إلا في نهاية القرن التاسع عشر، وبالتالي فإن جثة فرعون موسى التي مازالت ماثلة للعيان إلى اليوم تعد شهادة مادية في جسد محنّط لشخص عرف موسى عليه السلام، وعارض طلباته، وطارده في هروبه ومات في أثناء تلك المطاردة، وأنقذ الله جثته من التلف التام ليصبح آية للناس كما ذكر القرآن الكريم".
وهذه المعلومة التاريخية عن مصير جثة فرعون لم تكن في حيازة أحد من البشر عند نزول القرآن ولا بعد نزوله بقرون عديدة ، لكنها بينت في كتاب الله على لسان النبي الأميّ، مما يشهد بأن مصدر هذا العلم هو الوحي الإلهي"، أما كان من أبلغ ما قاله فهو:"لم أجد التوافق بين الدين والعلم إلا يوم شرعتُ في دراسة القرآن الكريم.. فالعلم والدين في الإسلام شقيقان توأمان"..
المصدر: صحيفة فلسطين