حسب برقيات موقع ''ويكيليكس''
مخاوف أمريكية من ''ضُعْف'' فرنسا بسبب تهميش مسلميها
05-12-2010 الجزائر: عبد الحكيم فماز/ الوكالات
كشفت برقيات بموقع ''ويكيليكس'' أنّ الأمريكيين يُراقبون الضواحي الفرنسية ذات الكثافة السكانية القوية من المهاجرين، ويبدون مخاوف من أن يثير التّمييز ضدّ المسلمين أزمات متكرّرة، ما يجعل فرنسا دولة ضعيفة، وحليفًا أقل فعالية.
قالت السفارة الأمريكية في برقية صيغت في التاسع من نوفمبر 2005 إنّ ''المشكلة الحقيقية هي فشل فرنسا البيضاء والمسيحية في اعتبار المواطنين أصحاب البشرة الأكثر سمرة والمسلمين كمواطنين فعليين''.
وحذّرَت الوثيقة من أنّ عدم توصل فرنسا إلى تحسين أوضاع الأقليات فيها ومنحهم تمثيلاً سياسيًا، يمكن أن يجعلها ''بلدًا أكثر ضُعفًا وانقسامًا وأكثر عرضة للأزمات''.
وتشير البرقية المعنونة ''هل يتبدَّد نموذج الاندماج الفرنسي؟'' والتي صيغت في وقت شهدت ضواحي كبريات المدن الفرنسية ثلاثة أسابيع من أعمال الشغب العنيفة، إلى ''الحقيقة المرعبة لفشل فرنسا المتواصل في دمج سكانها من المهاجرين''.
وأوضحت ''أنّ الهدف يكمن في توعية الشعب الفرنسي على المستويات كافة، لزيادة جهود فرنسا في ترجمة مثلها الخاصة بالمساواة بين البشر، ونتيجة ذلك جعل المصالح القومية الأمريكية تتقدّم''. وفقًا لصحيفة ''الشرق الأوسط'' اللندنية.
وبعد إشارتها إلى نقص في المرونة من جانب المؤسسات الفرنسية للتأقلم مع تركيبة سكانية آخذة في التنوع، حذّرَت البرقية من أنّ عدم توصل فرنسا إلى تحسين أوضاع الأقليات فيها ومنحهم تمثيلاً سياسيًا، يمكن أن يجعلها بلدًا أكثر ضعفًا وانقسامًا وأكثر عرضة للأزمات وانغلاقًا على نفسه، وبالتالي حليفًا أقل فعالية.
ورأى الدبلوماسيون الأمريكيون أنّ فرنسا لم تستغل بالكامل الطاقة والاندفاع والأفكار لدى أقلياتها، على الرغم من أنّ الأقليات المسلمة الفرنسية أفضل اندماجًا من الأقليات المسلمة في أماكن أخرى من أوروبا، وشدّدت على وجود مشكلة تمييز كبيرة.
ومع أنّهم لم يروا العام 2005 استخدامًا لأعمال الشغب من جانب جماعات إسلامية لغايات سياسية، يرى الأمريكيون في أعمال التّمييز خطرًا بزيادة التطرف.
وأضافت البرقية أنّ ''هذا سيشكِّل تحديًا لتغيير المواقف المتجذّرة حول المهاجرين من غير أصحاب البشرة البيضاء''، لكن ''الفشل قد يدفع بطبقات شعبية شديدة البعد عن التسييس إلى الاقتراب من التطرف السياسي الإسلامي''.
وتابعت أنّ ازدياد التشدّد لدى المنظمات الإسلامية أو عدمه منوط ''بفعالية البرامج الاجتماعية للحكومة وبشكل أشمل بإرادة المجتمع الفرنسي بمعالجة مشاكلها المستمرة''.
واعتبرت السفارة الأمريكية في برقية 25 جانفي 2007 أنّ ''السكان المحرومين يبقون هدفًا بديهيًا للجهات التي تجنّد المتشدِّدين''، متحدثة عن مساعدات مالية محتملة لمكافحة ''تبعات التّمييز والإقصاء اللذين يطالان الأقليات في فرنسا''.
تجدر الإشارة إلى أنّ الخارجية الأمريكية تُموِّل بالفعل رحلات ودورات تدريبية في الولايات المتحدة لشبان من الفئات المحرومة اجتماعيًا.وحسب الدبلوماسيين الأمريكيين، فإنّ هذه الخطوة تلاقي استحسان سكان الأحياء الفقيرة، إلاّ أنّ المطلوب القيام بها ''بتكتم ظاهر وبكياسة وبراعة''.
الجدير بالذكر أنّ فرنسا تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، حيث تتراوح ما بين 6 إلى 8 ملايين مسلم أصلهم بشكل أساسي من دول المغرب العربي وإفريقيا
الخبر.