في ظل تنكر الاحتلال لحقوق الأسرى
الاحتفال بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان "منقوص"
الجمعة, 10 ديسمبر, 2010, 17:21 بتوقيت القدس
غزة- بارعة شراب
أكد مدافعان عن الأسرى الفلسطينيين، أن احتفالات الدول والمؤسسات الحقوقية بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي يوافق العاشر من أيلول/ سبتمبر من كل عام، باهتة ومنقوصة في ظل تنكر الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الأسرى الفلسطينيين.
وتساءلا في حديثين منفصلين مع "فلسطين"، عن جدوى الاحتفالات العالمية بالذكرى "62"، في ظل الانتهاكات المستمرة بحق الأسرى والمعتقلين القابعين في سجون الاحتلال والذين يعانون من ظروف اعتقالية صعبة.
ويقبع حوالي 7500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، حيث يعيشون ظروف اعتقال قاسية، بينهم العشرات من النساء والأطفال، ومنهم 1600 مريض محروم من العلاج ولا يُعالج أحد منهم إلا بأقراص مسكنة من "الأكمول"!
احتفالية باهتة
ويقول مدير المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى في غزة إسماعيل الثوابتة: "إن احتفالات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هي باهتة ومنقوصة في ظل تنكر الاحتلال لحقوق شعبنا الفلسطيني".
ويشير الثوابتة في حديث لـ"فلسطين"، إلى مرور 62 عاما على الإعلان الذي اعتمد على أن الناس جميعا يولدون أحراراً، رغم اختلافه عما يحدث في فلسطين، حيث ممارسات الاحتلال اليومية ضد الأسرى في سجون الاحتلال.
ويوضح أن الاحتلال ضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية، في حين أن العالم لا يحرك ساكنا أمام انتهاكاته المستمرة، مطالبا الأمم المتحدة والرقابة الدولية بدور جاد إزاء سلطات الاحتلال التي لا توفر في سجونها أدنى مقومات الحياة.
ويشيد ثوابتة بدور لجنة الصليب الأحمر الدولية للتقليل من معاناة الأسرى، متسائلاً في الوقت ذاته عن دور اللجنة من منع الاحتلال لأهالي الأسرى من زيارة أبنائهم في السجون منذ ما يزيد عن خمس سنوات؟.
ويطالب اللجنة الدولية بفضح سياسات الاحتلال التي تنتهك كافة القوانين والأعراف الدولية، معرباً عن اعتقاده بأن الصليب الأحمر يملك أوراق ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لكن لا يقوم باستخدامها.
وينتقد احتفال العالم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، متسائلاً كيف يمكن أن يحتفل العالم بالحرية والشفافية بينما ينقض الاحتلال بعهوده؟، ويقول: "هناك مئات من الأسرى القدامى، الذين تم التوقيع على ضرورة الإفراج عنهم في اتفاقية أوسلو، ومازالوا يعيشون حتى اللحظة على أمل الإفراج عنهم".
ويضيف مستنكراً: "كيف للعالم الذي يدعي المصداقية أن يطالب بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط والذي تجند لقتل فلسطينيين بينما يصمت أمام معاناة الآلاف من الأسرى ولم يلتفت إلى 330 طفلاً أسيراً!".
ويشير إلى أن هذا الحال ينطبق على جثامين الشهداء ودفنهم في مقابر تُعرف "بمقابر الأرقام الإسرائيلية" الأمر الذي يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان، حيث إن القانون الدولي أقر بضرورة إخطار الأهالي بأن أبناءهم لدى الجهة المعتقلة له.
ونوه أنه في ظل رفض الاحتلال إخطار الأهالي وقيامه بسرقة أعضائهم، "ينبغي على العالم العمل على فضح انتهاكات الاحتلال كما فعل الصحفي السويدي عندما فجر قضية سرقة أعضاء الأسرى".
تنكر للحقوق
أما مدير مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الإسرائيلية رأفت حمدونة، فيؤكد أن هذه الاحتفالية منقوصة في ظل ممارسات الاحتلال المتواصلة بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية وتنكره لحقوقهم المشروعة.
ويشدد حمدونة على أهمية الإعلام في تدويل قضية الأسرى وفضح الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، مشيرا إلى رسم الاحتلال لجداريات متعددة في روما وباريس في محاولة لاستدرار عطف المجتمع الدولي.
ويقول في تصريحات لـ"فلسطين": "استطاعت (إسرائيل) أن تدفع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، للجلوس مع عائلة شاليط، في حين أنه لم يجتمع مع عائلة أسير فلسطيني واحد قضى ثلاثين عاما في السجون الإسرائيلية!".
ويضيف: "ينبغي على المراكز الحقوقية ومراكز الدفاع عن الأسرى، وضع استراتيجية من عدة محاور وترتكز على الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لإحداث التأثير المطلوب لتحريك قضية الأسير الفلسطيني وفضح انتهاكات الاحتلال على الصعيد الدولي".
ويعتبر الأسير المحرر أن صمت كافة دول العالم على جرائم الاحتلال جريمة كبرى بحد ذاتها في ظل "أن المسؤول الفلسطيني لا يستطيع وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته طالما كانت معاناته في الظل".
ويشدد على ضرورة إنشاء موقع الكتروني خاص بالأسرى بعدة لغات لكي يستطيع توصيل رسالته إلى أكبر قدر ممكن من المهتمين والمتضامنين، وليكشف الانتهاكات الإسرائيلية المخالفة للاتفاقيات الدولية والمخالفة لحقوق الإنسان والديمقراطية.
ودعا السفارات الفلسطينية والعربية إلى التحرك وخاصة في الموضوع الإعلامي أسوة بالسفارة الإسرائيلية، وذلك من خلال تنظيم أنشطة لدعم قضية الأسرى وعقد المؤتمرات الصحفية للتعريف بهذه القضية في الساحة الدولية لتحريك الرأي العام العالمي لصالحها.
وأكد على أهمية المشاركة الفلسطينية الفاعلة في المؤتمرات والملتقيات العربية والدولية المناصرة للأسرى الفلسطينيين والعرب حفاظا على المكانة المتقدمة للأسرى الذين هم في الخندق الأول للدفاع عن كرامة الأمتين العربية والإسلامية وعن حقوق الإنسان في العالم.
المصدر: صحيفة فلسطين