هل تسعى الوزيرة الفرنسية لتبييض انتهاكات المخزن؟ رشيدة داتي: لن تقوم الحرب بين الجزائر والمغرب 2010.12.05
غنية قمراوي
قالت وزيرة العدل الفرنسية السابقة رشيدة داتي، أنه لن تكون حرب بين الجزائر والمغرب، موضحة أن قضية الصحراء الغربية هي قضية صدرت فيها لوائح أممية وتخرج عن اختصاص الاتحاد الأوربي. وحملت تصريحات النائب الأوربي، وزيرة العدل حافظة الأختام الفرنسية السابقة رشيدة داتي، أمس، بالمدرسة العليا للصحافة والعلوم السياسية لهجة مهادنة للجزائر ، عقب الأحداث الخطيرة التي شهدتها مدينة العيون الصحراوية، كاشفة عن تصويتها ضد قرار البرلمان الأوربي الذي أدان المغرب، بعدما تورط في ارتكاب مجازر في حق الصحراويين بالعيون المحتلة.
وضمت الوزيرة صوتها إلى صوت النظام المغربي، عندما شككت في صور القمع والتقتيل التي أظهرها التلفزيون حول الأحداث المأساوية في العيون، وحاولت إخفاء الحقائق التي أدانها البرلمان الأوروبي وإسبانيا ومنظمة هيومن رايت، وأغرب ما في تصريحات داتي زعمها، استخدام صور ملتقطة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتصوير بشاعة مجازر العيون، وهي الادعاءات التي لا يمكن لعاقل تصديقها، لكنها تفضح ميل داتي للطرف المغربي.
وفي ردها على سؤال "الشروق" بخصوص إمكانية قيام حرب في المنطقة بين المغرب والجزائر في ظل التصعيد المغربي ، قالت داتي المغربية الأب والجزائرية الأم "لن تقوم حرب بين الجزائر والمغرب لا اليوم ولا مستقبلا لأن القادة في البلدين مسؤولون".
وبدت زيارة رشيدة داتي إلى الجزائر شبيهة بمهمة وساطة بين الجزائر والرباط، عقب إدانة المغرب في تجاوزاته ضد الشعب الصحراوي، وعزله في المحافل الدولية، ما أثار جنون نظام المخزن حيث قالت "السلطات المغربية تبدي كل الاحترام باتجاه الجزائريين"، متناسية الهجوم الذي شنه ملك المغرب والحملات الإعلامية المغربية المتكالبة في حق الجزائر .
وأضافت داتي: "وزير الخارجية المغربي جاء واستمع إليه في البرلمان الأوربي الأربعاء الماضي وقد أثنى على نظيره الجزائري والجزائريين"، مضيفة "أنا أيضا كنت موضع انتقادات وأقول لكم لم أسمع من المغاربة هجومات أو تعنيفا أو أي لفظ يقلل من الاحترام باتجاه الجزائريين، وقد لاحظت هذا في مستويات عدة كالبرلمان الأوربي وفي المغرب حيث كنت وأين أعيش في فرنسا".
في سياق آخر دافعت الوزيرة الفرنسية السابقة في حكومة ساركوزي عن سياسة رئيسها في قمع الهجرة السرية ومكافحة الإرهاب "الجزائر عانت ويلات الإرهاب ودفعت أكثر من 300 ألف ضحية وهي أجيال متعاقبة، فهل سنقول بأنه لن يكون هناك إلا حلول اجتماعية للإرهاب؟، فقمع الإرهاب هو من سبل مكافحته أيضا، فهذه الآفة أنتم من تدفعون ثمنها، لأننا في أوربا لسنا إلا في الصف الثاني وأنتم في الواجهة"، مضيفة أن "الإرهاب الأصولي قتل المسلمين أكثر من غيرهم والأغلبية الصامتة للمسلمين هي ضحية مجموعة صغيرة والإسلام ليس بربرية وليس قتل المسلمين وغيرهم".
وتطرقت داني إلى تنامي الحقد ضد الإسلام في فرنسا "أنا على علم "بالشعوبية" التي تنمو في أوربا حيث كنا نسمع برفض المهاجر ولكن الآن نعيش رفض الإسلام وهذا خطير جدا"، حيث يتعين حسبها "أن نكون كلنا ضد الإرهاب والإرهاب الأصولي وهو مقبول، لكن أن نحارب دينا فهذا غير مقبول، نعم من أجل قمع الإرهاب وقمع الهجرة السرية ولنقم بذلك معا".
وعن العلاقات الفرنسية الجزائرية قالت "في بعض الأحيان قول الحقائق بطريقة عنيفة ومباشرة مثلما يتقن الجزائريون فعله، يرغمنا على إعادة النظر في أنفسنا ويرغمنا على التقدم لأننا نعتقد أننا دوما على الطريق الصحيح، رغم أن التقدم ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض"، في إشارة إلى تعثر العلاقات في بعض مساراتها، مضيفة أن "إدارة الظهر لإفريقيا والجزائر بالخصوص يعني إدارة الظهر لماضينا ومستقبلنا لأنه محكوم علينا بالعيش سواء"
الشروق أون لاين