موضوع: أربعمائة عام على ظهور الصحافة المكتوبة السبت ديسمبر 04, 2010 2:45 am
أربعمائة عام على ظهور الصحافة المكتوبة بالرغم من انتشار الوسائل الإعلاميةالحديثة كالإذاعة والتلفزيون، إلا أن الصحف والمجلاتالمطبوعة مازال لها رونقهاوشعبيتها الكبيرة، خاصة في ألمانيا،حيث يقرأ أكثر من 80% من البالغين الصحفيومياً منذ خلق الإنسان ولد بداخله الفضول الذي يدفعه للبحثومعرفة ما يحدث حوله، ومنذ وجود المجتمع البشري وتناقل الأخبار شفوياً يعد جزءاًمن الحياة اليومية للأفراد. ولم يقف الإنسان عند هذا الحد، بل بحث عن وسيلة لحفظما يقول، فاخترع الكتابة وبدأت معها مرحلة جديدة، حاول فيها البعض نشر أفكارهم علىبعض أوراق البردى وتوزيعها منذ القرن الرابع قبل الميلاد. ولكن أول ما يمكن تشبيههبالصحافة الحالية هو المنشور الذي ولد في الإمبراطورية الرومانية تحت حكم القيصرجوليوس حوالي 60 ق.م.، وأطلق عليه "أكتا ديورنا" ويعني "أحداثاليوم" وظل تقريباً حتى عام 235 م. وقد كانت مهمة العبيد آنذاك هي نسخ أعداد كبيرة منهالتوزع بعد ذلك في الأماكن العامة والمحلات التجارية، وتنشر بها الأحداث الحربيةالهامة وأخبار الزواج والوفاة ومواعيد المسرحيات والأحداث الرياضية، بالإضافة الىتوزيعها في المدينة على كل من يعرف لالقراءة والكتابة. وكانت هذه المطبوعة ترسلالى جميع أنحاء الإمبراطورية.
يوليوس قيصر مؤسس المنشور القديم"أكتا ديورنا" مجلات "يدوية" وفي عصر الرومان ظلت المنشورات غير الدورية المكتوبة بخطاليد توزع في أوربا الغربية، وتحوي العديد من الأخبار الحربية والسياسية والمواضيعالعامة، كما كانت تحتوي على إعلانات تجارية وتوزع في الأماكن العامة. وكانت أشهرهافي ألمانيا وهي "فوجرتسايتونج" التي أصدرتها المؤسسة التجارية فوجر فيمدينة أوجسبورج بين عامي 1568-1605، وتعني كلمة "تسايتونج" بالجيرمانيةالقديمة أخبار أو أحداث جديدة. وكانت تعتمد في بعض أخبارها على مكتب مراسلة أنشأهجيريميا كراسر وجيريميا شيفل في مدينة فينيسيا عام 1571. ومنذ ذاك الحين بدأ ظهوروكالات الأنباء بشكل مبسط وبدأ عمل المراسلين وكان معظمهم من العاملين في المحالالتجارية والكنائس، وكانوا يرسلون المعلومات بالبريد. واحتوت بعض هذه المجلات علىالرسومات، كما كانتالنماذج الخشبية والنحاسية تستعمل لنسخها . وإلى جانب الأخباروالإعلانات انتشرت أيضاً الأخبار المثيرة من أخبار الحوادث والنجوم والمذنبات وطردالأرواح والشياطين وغيرها. الطباعة والثورة الصحافية
وفي عام 1450 ولدت تقنية الطباعة على يد يوهانس جوتنبرجمن مدينة ماينز الألمانية، لتحدث طفرة في مجال المعلومة المكتوبة. وفتح هذاالاختراع الطريق أمام انتشار الصحف بشكل غير مسبوق، فقد أصبح صدور جريدة دوريةومتجددة أمراً في متناول اليد. وبدأت المحاولات لطباعة المنشورات غير الدورية،تلتها المجلات الشهرية. أما أول صحيفة بالمعنى المفهوم اليوم فكانت صحيفة"رولاسيون" الأسبوعية وتعني علاقة، وتأسست في مدينة ستراسبورج الألمانيةعام 1605، ومن بعدها توالى انتشار الصحف في بازل (1610) وبرلين (1617) ولندن(1621) وباريس (1631) وتبعتها مدن أوروبية عديدة. وتطورت الجرائد والمجلات بشكلكبير، وأصبحت أحب ما يطالعه البشر حتى اليوم. و زادت محتويات الصحف تنوعا، لتحملالعديد من الآراء وتفتح باب الحرية السياسية، فكانت المحرك الأول للحركاتالديمقراطية التي غيرت وجه أوروبا. ولم يكن التغير فقط على الصعيد السياسي، بل أدتأيضاً أخبار الاكتشافات العلمية والاقتصاد إلى صحوة ثقافية كبرى. ولذلك فان انتشارالصحافة المكتوبة يعتبر احدى نقاط التحول الأساسية في تاريخ البشرية، ومن هذاالمنطلق تحتفل مدينة ماينز، مسقط رأس مخترع الطباعة ، بمرور أربعمائة عام علىميلاد أول صحيفة مطبوعة من خلال المعرض الذي سيقام من 9 يوليو/تموز وإلى 30ديسمبر/كانون الاول في متحف جوتنبرج بماينز. نشأة الصحافة العربية
مع حملة نابليون على مصر، انتقل الكثير من الثقافة الغربيةإلى الثقافة العربية، من بينها فكرة الصحافة المكتوبة وإصدار الجرائد، فنشأت صحيفة"التنبيه" أول صحيفة عربية، وقد ساهم المترجمون اللبنانيون في تحريرهابشكل كبير. أما أول صحيفة عربية يصدرها عربي باسمه فهي جريدة "السلطنة"التي أنشأها اللبناني اسكندر شلهوب في اسطنبول عام 1857، ثم نقلها إلى القاهرةولكنها لم تعمر سنة واحدة. ونتج عن اختلاط اللبنانيين المبكر بالاوروبيين وتأثرهمبهم تفوقهم في مجال الصحافة. ويعتبر الكثير من المؤرخين أن بداية الصحافة العربيةالحقيقية جاءت على يد خليل الخوري بصحيفته الشعبية "حديقة الأخبار"، حيثأن كل ما سبقها كانت جرائد حكومية تنشر آراء الحكومة دون غيرها. وجاء قانونالصحافة الذي صدر في مصر سنة 1881 ليقيد طباعة الصحف بشكل كبير، مما سبب إحباطاًللعاملين بالصحافة المصرية، وكان ذلك يصب بالطبع في مصلحة الاحتلال البريطاني الذيكان يملك السيطرة التامة على الإعلام. وحتى يومنا هذا مازالت للرقابة سلطة كبيرةفي العديد من الدول العربية، في الوقت الذي فتحت فيه الصحافة التلفزيونية والصحافةالالكترونية على الانترنت المجال واسعاً لكل من يريد التعبير عن رأيه بكل صراحة. سمر كرم