المراسل عضو مجتهد
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: نقاط تماس بين الصحافة والمسؤول السبت ديسمبر 04, 2010 1:57 am | |
| نقاط تماس بين الصحافة والمسؤول مساعد الخميس الحياة - 02/01/08// من علامات نضج المجتمعوتطوره، أن تجد مسؤولاً كبيراً بحجم رجل دولةيكتب عبر الصحف رداً على اجتهادات وشطحات بعض الكتّاب لتوضيح الحقائق الغائبة أو المغيّبة وكشفها للقارئ، ربما ننفرد في المملكة عنأية جغرافية عربية أخرى في هذاالشأن، وربما مثلت مشاركة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الأخيرة في صحيفة «الرياض» بمقال رداً على أحد كتّابها دليلاً على ذلك، وهو ما يعدانتصاراً للمجتمع ونهضته التييؤمن بها المسؤولون كافة لدينا، ويبرهنون عليها بشكل دائم بأعمالهم التي تسبقأقوالهم، وفي الوقت نفسه تمثل انتصاراً للصحافة المحلية وتشجيعاًوإيماناً بدورها الذي تقوم به في عملية التنوير، وكشف الحقائق ونشر المعلومة الصحيحة والخبر الصادق وليس الملفق أو المزور،وهو شرف لكل من ينتسبون لدائرةهذه المهنة، أن يحدث هذا التقارب بين ما يطرحونه وبين المسؤولين لدينا، فكتابة الأمير سلمان وبقلمه شخصياً وليس بلسان متحدث عنهأو ناطق باسمه، أعتقد وفي رأيي،أنها شهادة ووسام على صدور كل الصحافيين والكتّاب، وهو أمر ليس بمستغرب من رجل بحجم وفكر الأمير سلمان بن عبدالعزيز، القريبوالملامس لجميع فئات وطبقات المجتمع...لكنها في الوقت نفسه إضاءة للمبة حمراء ربما خصت، في جزء كبير منها، رؤساء التحرير الذين يجب عليهم القيام بعملية «فلترة»لكتابات بعض من يقومون بالكتابةفي صحفهم، أو حتى إلحاقهم بدورات تدريبية مبسطة تتناول شروط ومعايير فن كتابة المقال الصحافي، وكيفية وآلية تكوين وجمعالمعلومات حول القضية التي يتناولها هذاالكاتب أو ذاك قبل عرضها على القارئ وطرحها للنقاش، وهو جانب مهني بحت لا شأن له مطلقاً بعملية الحرية في الطرح أو حق النقاش والتوضيح. لقد اعتدنا في العرف الصحافي - وهو الأقرب في هذا المثال - أن من يتناولالشأن المحلي (ككاتب أو كمحلل أوكناقد) لابد أن يكون إما متمرساً بما فيه الكفاية في العمل الإعلامي، بدءاً من محرر أمضى فترة طويلة في عمله ومتابعته للمحليات،ووصولاً إلى رئيس التحرير الذي بكلتأكيد تكون لديه من المعلومات والرؤية ما قد يكون خافياً عن سواه، أو شخص خاض تجربة ما ولديه اسلوبه وأدواته في عرض هذه التجربة بشيءمن الشفافية والوضوح، وفي الحالتينلا يجوز مهنياً تناول أي جزئية لها علاقة بالمجتمع أو بأفراده أو مسؤوليه، ما لم يكن هذا الكاتب، حتى ولو كان متخصصاً مؤهلاًفكرياً وإعلامياً وثقافياً للقيامبهذا الدور، وهو شرط للكتابة التي نأمل، مع بداية العام الجديد، وما يتبعه من تجديد للدورات الصحافية في كل صحيفة من الصحف عدم فتحالأبواب لكل عابر أو باحث عنشهرة بأي شكل من الأشكال، وعدم منح الزوايا الصحافية بهذه المجانية. ما يجعلني استحضر هذا القول هو الموضوع الذي طرحه الدكتورمحمد القويز قبل فترة، والمتعلقبأهم الشؤون المحلية لدينا، والتي لها انعكاسات خارجية مؤثرة وهي الحال الأمنية في المملكة، فقد استعرض نقاطاً تطال من هذهالحال وتدعو بشيء من عدم الدقة المعلوماتيةإلى ضرورة وضع استيراتيجية أمنية لمعالجة الجريمة، كما أشار في إحدى فقرات مشاركته وباكتشافه غياب وجود إستراتيجية للحرب علىالجريمة في المملكة، وخوفه من أنتصبح المملكة كـ «شيكاغو أو بريكستون أو جنوب أفريقيا»، وتحذيره من أن يفرز المجتمع (آل كابوني) جديداً بنسخة محلية. لقد غاب عن الدكتورالقويز أن الأمثلةالتي ذكرها، والمستقاة منمعلومات سينمائية أكثر منها حقيقية، أن معدل الجريمة في المناطقالتي ذكرها انخفض بشكل كبير، ففي شيكاغو، ومنذ إقامة مشروع «كلير» قلت نسبة الجريمة، وعقب التصالح الذي قاده «مانديلا» في جنوبأفريقيا بين فئات وطبقات المجتمع،تكاد تكون اختفت، كما أن الحال في «بريكستون»، التي استشهد بها لا يمكن مقارنتها بالحال الأمنية في المملكة، فرجل الأمن هناكبشخصه وتكوينه الانحيازي والعنصريلا يمكن مقارنته برجل الأمن لدينا المتحضر والمدرك لخصوصية المجتمع وطبيعته وثقافته، فأنت وأنا أو أي مواطن أو مقيم على أرضالمملكة يترك أهله من دون خوفويسافر بالأيام والأسابيع أو حتى الشهور لممارسة أعماله ونشاطه من دون أن يمثل هذا الجانب أي مشكلة بالنسبة إليه. استشهاد الدكتور القويزبسرقات الكوابلوموانع الصواعق في ابراجالاتصالات وغيرها لا يمكن بحال من الأحوال وضعها كمقياس لغياباستيراتيجية الحرب على الجريمة، كما يقول، خصوصاً أنه خانه غياب معلومة تفيد بأن هذه الفترة تمثل أعلى نجاح يحسب للجهاز الأمنيالمحلي، الذي نجح ولله الحمد في احتواءموسم الحج لهذا العام، الذي ضم ملايين البشر ومن مختلف الثقافات، من دون أن تسجل قضية واحدة تستحق الذكر. والذي منع وكسر شوكةالإرهاب، على رغم الضغوط الرهيبةالمحيطة بالمملكة، وغيرها الكثير، كما خانه أكثر أسلوبه الذي شابه من الناحية المهنية الكثير من الأخطاء التي نأمل ألا نراهامنه مستقبلاً وهو الكاتب الملتزم.
المصدر: http://ksa.daralhayat.com/perspectiv...880/story.html
| |
|