disponible عضو مجتهد
الأوسمة : عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 21/07/2010
| موضوع: حرية الصحافة وكشف الفساد الأربعاء ديسمبر 01, 2010 8:26 pm | |
| حرية الصحافة وكشف الفساد مهدي زاير جاسم
شأن الإعلام في الحياة شأن أي أداة أخرى مرهون خيرها وشرها بيد القائم عليها،فالإعلام قد يحرق وطناً، كقدرته في بناء أوطان، وإطفاء حروب، وإصلاح شؤون دول. الإعلام قد يكون عيون السلطة التي ترى من خلالها واقع مجتمعاتها، إذا ما منحتهالحريات التعبيرية، وإذا ما احترم القائمون عليه تلك الحريات، ووظَّفوها للصالحالعام ، وليس لمآرب شخصية أو فئوية ، وهو في كل الأحوال أمر يستدعي بعض الوقتوالتجارب لإثراء الخبرات، وصقل الأقلام. . ويُعتبَر دور الإعلام واضحاً وكبيراً في اكتشاف الفساد وبيان مواطنه ، وهو السلطةالرابعة التي لها سلطة واسعة لتثقيف المجتمع وإيصال صوت المواطن الضعيف المسكينإلى الدولة، وهي تُعتبَر حلقة الوصل بين الحكومة والمواطن ويقع على عاتقها تشخيصالخلل في عمل الوزارات .
.. ومن هنا يأتي السؤال: لماذا تعزف بعض وسائل إعلامنا عن توجيه اهتمامها إلىمايحمي المال العام، ويكافح الفساد، وينتقد كل الممارسات الخاطئة أو الصفقاتالمشبوهة التي تبرمها بعض المؤسسات!؟.
إن تفاعل الحكومة مع ما تداولته وسائل الإعلام بشأن كثير من القضايا لهو تأكيد بأنالسلطة تتجاوب وتتفاعل مع الحقائق المدعمة بوثائق، وأرقام سليمة، وحجج تستدل بهاعلى موضع الخلل ، وهو أيضاً تأكيد على أن الحكومة لاتدعي «العصمة» لنفسها، ولديهاكامل الاستعداد للأخذ بكل ما من شأنه إصلاح مؤسساتها، أو تعزيز البنى التنموية،والارتقاء بالأداء الحكومي إلى أعلى المستويات ، فدور الإعلام ساند ورقيب على أداءالحكومة وليس مناوئاًَ لها.
إن الملاحظ هو أن الكثير من وسائل الإعلام تلوك بشتم الفساد من الغلاف إلى الغلاف،لكنها تكتفي بلعن الفساد دون أن تشخصه بأسمائه وأفعاله وآثامه ! و هي لا تختلف فيسلوكها عن أي شخص عادي يتذمر من الفساد في الوقت الذي يُفترَض أن تكون مختلفة،وبعيدة عن ثرثرة الأقاويل ؛ لأنها مسؤولة عن البحث عن مصدر شكوى المواطن، والحقيقةالمتسببة في معاناته، وتقديم كل الأدلة والبراهين التي يتسنى بها لصناع القرارمباشرة الإجراءات المعالجة لتلك المعاناة .
لاشك أن عمل الصحافي يتشعب بين التوعوي، والنقدي، والتحليلي التنويري، والخبريالمعلوماتي، والإنساني الذي يتعاطى مع الجوانب العاطفية والوجدانية ، لكنه فيالنهاية مختلف تماماً عن الاسلوب الذي تعمل به بعض وسائل الإعلام على طريقة«النائحات» اللواتي يشعلن بكائيات المآتم ، فمثل هذه الوسائل يصبح وجودها من عدمهسيان ؛ لأنها لا تضيف لما يُقال في الشارع العراقي شيئاً ..
لا ندري ما ينقص البعض للقيام بدوره الإيجابي في إصلاح المجتمع.. فالحرياتالصحافية المتاحة في العراق يحلم بها صحفيو الكثير من بلدان العالم ، بما فيها بعضالبلدان العربية! كما أن القضايا التي يعاني منها المجتمع ليست قضايا متعددة يصعبالتعاطي معها، بقدر ماهي إشكاليات إدارية ومالية واقتصادية وثقافية ، يمكن تتبعهابجهد متواضع، والوصول إلى مسبباتها، وأسرارها ،
كما أن الخوف الذي يعيشه الفاسدون كفيل بجعل الصحافي بموضع الشجاع الذي لايهابردود فعل متوقعة ، لكن العزوف عن أداء هذه الأدوار ليس له غير تفسير واحد وهو فسادتلك الوسائل الإعلامية أيضاً، وحرصها على ديمومة الاختلالات لاستغلالها في أعمالالابتزاز. لابد من القول هنا إن من كان يظن أن القيادة العراقية ستكافح الفسادوحدها فهو مخطئ ؛ لأن المعركة تستهدف الجميع وعلى الجميع التطوع لإحراز النصر فيها، وفي مقدمتهم وسائل الإعلام الشريفة .
| |
|