الصحافة المحلية واهمال الاقلام المميزة
هيثم البوسعيدي
مقال : الصحافة المحلية وإهمال الأقلام المتميزة
سؤال يتبادر إلى ذهني: ماذا قدمت؟ وماذا تقدم الصحافة المحلية بكل صحفها ومجلاتها للكتاب الواعدين؟ وما مدى فعاليتها في استقطاب الأقلام الرائعة في هذا الموقع أو ذلك المنتدى؟
قصور كبير من قبل هذه الصحافة من ناحية الإهتمام بهذه الفئة المبدعة، وهذا ما نراه واضحا في تجاهل ما يكتبه مبدعو الإنترنت وما تخطه أناملهم من مقالات وقصص وأبحاث...بالله عليكم هل ملاك الصحافة في بلادنا يتتبعون أصحاب الأقلام المتميزة في المواقع الثقافية والمنتديات الادبية؟
طبعا لا...ما هي اعذار وعلل ومسببات هذا الإهمال؟ لا اجد أسباب مقنعة لهذا التهميش أو التنصل من تبني هذه الفئة المتميزة أم هي ادعاءاتهم المتكررة أن ما يكتبه كتاب الإنترنت مجرد: نسخ ولصق وصف لمجموعة من الحروف والكلمات.
في واقع الأمر هذا إدعاء مردود عليه فكم نسبة المنتمون لفئة التحريف والتزيف، وهل القارئ بهذه السذاجة والبساطة بحيث لا يستطيع التمييز بين الجيد والردئ والصدق والكذب وهو يتصفح عشرات المواقع والمنتديات وينتقل من هذا المقال إلى ذلك البحث.
إن أغلب الأقلام المتميزة تحمل فكرا واعيا وثقافة واسعة وعقلية فذة وهم من حملة الشهادات الجامعية بل لا تقل درجة وعيهم ومستوى تفكيرهم بما يجري من احداث ومجريات في الوطن والأمة والمجتمع عن ما يكتبه الكتاب والصحفيين المنتمين لهذه الصحف والمجلات.
ولكن المسألة بصراحة تتمثل في طغيان العلاقات الشخصية على عمل هذه المجلات والجرائد التي تتجاهل المبدعون وتمارس ضدهم أسلوب القهر والتغيب، ولكن في نفس الوقت تفتح الأبواب لمن هم أقل علما وكفاءة بل تهدي الأعمدة والصفحات لمن هب ودهب، فهذه الكاتبة من أقارب رئيس التحرير وهذا المبتدأ رئيس المركز الفلاني وذلك الكاتب عضو في ....، بل تعطى الأولية وتوهب الفرصة للقادمين من خارج الحدود وتقدم صفحات الجرائد على طبق من ذهب للأجانب ولا يمنح القلم الوطني فرصته لاثبات ذاته...إذا الأمر لا يتعلق بالشفافية والمصداقية وإتقان حرفة الكتابة إنما يخضع للعلاقات الشخصية والأهواء الذاتية والإتكال على مجموعة محددة من الكتاب المنغلقيين والمنعزليين عن ما يحدث خارج جحورهم الضيقة.
هذا يدعو لإثارة السؤال التالي: لماذا تقفل الأبواب في وجه الكتاب الواعدين؟ هل خياره فقط أن يبقى كاتبا في صفحة القراء يمارس أوليات الكتابة كما يمارسها المبتدئين وطلاب المدارس والحجة انه كاتب صعير وغير معروف كما هو حال كتابهم الكبار ولن يصل الى مرحلة الكتاب الكبار لتخصص له مساحات ضيقة في صفحاتهم إلا بعد مضي ردحا من الزمن، ويا لهذه المساحات والأعمدة الخاوية التي لا تعالج المواضيع الحساسة والقضايا المصيرية، لذا أيها الكاتب المغيب والأديب المضطهد أحمد الله الذي رحمك في هذا الزمن ووهبك مواقع الإنترنت لتسرح وتمرح بمقالاتك المميزة وقصصك الجميلة بعدما ضاقت أبواب الصحف ونوافذ المجالات بما تحمله من فكر وأدب.
أخيرا تيار كتاب الانترنت ليس منافس قوي لكتاب الصحف، إنما هذه الاقلام المميزة رافد لتطوير الصحافة الورقية والدفع بها نحو الامام لانها أقلام مخلصة ضحت ولازالت تضحي بالوقت والجهد والتفكير من أجل الكتابة وإيصال الأفكار النبيلة وتبذل الكثير والكثير بدون أن تنتظر مقابل مادي...إذا ألا تستحق هذه الاقلام الفرصة المناسبة لاخذ مكانتها الحقيقية في عالم الكتابة ...ام يجب ان يفوز احدهم باحدى المسابقات المحلية والجوائر العربية حتى تسلط عليه الاضواء وتهرول اليه الصحف للفوز بحروف كتاباته...والعار كل العار والخزي كل الخزي للصحف والمجالات المحلية عندما يسعى الإعلام القادم من خارج الحدود لاحتواء المبدع المغيب وإظهار انتاجه وفي المقابل صحفنا غافلة عن هذا القلم الفذ لنصل في النهاية لسؤال محير: هل هذا قصور منه أو قصور من الصحافة المحلية؟
بقلم : هيثم البوسعيدي