عين تادلس عضو مجتهد
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 14/11/2010
| موضوع: تعامل الصحافة الخاطيء مع موضوع العنف الإثنين نوفمبر 22, 2010 10:11 pm | |
| تعامل الصحافة الخاطيء مع موضوع العنف فالح الساعدي
إن خطورة الإعلام الموجهومساهمته في الحروب جعل الإهتمام به ليسفقط من قبل مراكز البحوث العسكرية كبير جداً بل إن إهتمام الباحثون في الدراسات السلمية به لا يقل عن ذلك. فتناول هذا الموضوع منقبل الناشطين في حركات السلم العالميةو الإشارة لخطورته على السلام كان لا يقل عن إهتمامهم بالحروب وسعيهم للتوسط في حل النزاعات السياسية بالطرق السلمية. من أهم الباحثين في هذا الإختصاص هو البروفسور السيديوحناغالتونغ. السيد غالتونغ هو باحثسويدي في الدراسات السلمية و مؤسس المعهد العالميللبحوث السلمية في مدينة أوسلو، المعهد الأول من نوعه في أوربا. حاز عام 1987 على جائزة نوبل البديلة و عام 1993 على جائزة غاندي. لخصإنتقاده لتعاملالصحافة الخاطيء مع موضوعالعنف ، بإثنى عشرة نقطة، تنطبق على الوضع الحالي في العراقولذلك ضمنتها بعض الأمثلة التوضيحية من واقع الإعلام في المنطقة.
1 - النضر للعنف بشكل مجرد منعلاقته بالأمور المحيطة به. التركيز على اللامعقول دون النضرلأسباب النزاع أو الإستقطاب. على سبيل المثال إشاعةالدعاية على أن أبومصعب الزرقاوي ليس لهوجود. إنه فانتوم أمريكي، و الأمريكيون هم وراء قتل الشيعة و ليس المقاومة. وسائل الإعلام العربية لاتتطرق لحقيقة ودوافع الإعمال الإرهابية فيالعراق. فحزب البعث وشريحة كبيرة من السنة في العراق فقدت سلطة مطلقة مارسهتا أكثر من ثلاثين عام، و ليس من المعقول أن تستسلم هذهفجئةً للواقع الجديد في العراق. حركة بن لادن القاعدةتفتش عن قواعد تنطلق منها للقيام بأعمالها الإرهابيةضد شعوب المنطقة، لإرضاخها لحكم إسلامي على غرار دولة الطالبان التي حكمت أفغانستان. هذه الحركة لديها إمكانيات مالية غير محدودة،ولذلك فإن لها مصلحة كبيرة تتفقمع مصالح القوى الإرهابية الأخرى لمنع قيام نظام ديمقراطي في العراق.
2 - إختزال أطراف النزاع علىطرفين فقط، حتى وإن كان هنالك عدد كبير من الأطراف التي لهامصالح مختلفة عن بعضها البعض.
مثال ذلك إعتبار النزاعالحاصل في العراقوكأنه نزاع بين طرفين.الطرف العراقي (الذين يسمى بالمقاتلين) والطرف الآخر بقوات الإحتلال الأمريكي. دون النضر للإطراف الداخلية والخارجية. عندما تتناول وسائل الإعلام العربية و الكثير من وسائل الإعلام العالميةموضوع العراق نراها تقوم بإهمالالتطرق الى أدوار الحكومات والقوى العالمية و مصالح الإقتصاد العالمي. على سبيل المثال علاقة ومصالح الصين أو روسيا أو الدولالأوربية و اليبان ...الخ، بما يجريفي العراق. إهمال البرمان العراقيالذي يمثل جميع الأطراف العراقية حتى الوجوهالسياسية للقوى الإرهابية. يالإضافة الى عدم التطرقلمصادر الأسلحةالحديثة جداً التي يستخدمهاالإرهابيون في العراق ، و التي لا يمكن أن تصنع و تطور بصورةمستمرة الا من قبل دول عظمى. ذكر أحد المراسلونالأمريكيون المعارضون لسياسةبوش في العراق في تقرير له نشرته مجلة نيوز ويك نقلاً عن أحد الضباط الأمريكيين أن الجيش الأمريكي ما أن ينجح بإيجاد طريقةسريعة لإبطال عمل العبوات الناسفةو المفخخات حتى يدخل خلال أسابيع جيل جديد آخر من هذه الأسلحة للعراق أكثر تطوراً ، لا معرفة لنا به.
3 - إعتبار أحد الأطراف الطرفالصحيح ، الطرفالذي على حق دائماًومصدراً للخير، و الطرف الآخر هو الطرف السيء ومصدر للشر.
4 - تصوير العنف بأنه أسلوبمقبول لحل النزاعات أو حتى إعتباره أسلوب لايمكن تفاديه، و إهمال البدائل الأخرى، التي يمكن أن تعمل على حل النزاع بأساليب سلمية.
5 - التركيز في البث و النشرعلى أعمال عنف معينة وتفادي التطرق لأسبابهودوافعه الأساسية. كالفقر أو الظلم أو الإظطهاد.أو الثأر..ألخ
6 - خلق حالة من البلبلة والفوضى بواسطةالتركيز فقط على ساحة الصراع وإهمال القوى و العناصر التي تؤثر على الإرهاب و العنف.
7 - عزل و إهمال الضحايا وعدمالتطرق الى مصيرالمتضررين من أعمال العنف، كالجرحى و ألأرامل و الأيتام. وهذا ما يجعل فهم ردود الفعل و أعمال الإنتقام والعنف الذي يصلحتى الإجرام صعب جداً و يفسر بصورةخاطئة. وما ظاهرة المليشيات والقتال على الهوية سوى رد فعل على أسلوب النشرالمتحيز لوسائل الإعلام المتطرفة. كذلك ظاهرة أبودرعة الذيإنشق على حركةالسيد مقتدى الصدر ونجاحه في كسب مؤيدين لأعماله الإرهابية ضد الطائقة السنية ما هي إلا نتيجة حتمية من نتائج هذه الطريقة في الدعاية.
8 - عدم التغطية الصحيحة لأسباب النزاع إعلامياً وكذلك تلافي التطرق الىتأثير وسائل الإعلام على سيرالأمور السياسية و الأمنية.
9 - عدم التغطية الإعلاميةالصحيحة لأهدافالأطراف التي تتدخل فيالنزاع كدول الجوار مثل إيران و سورية و الأردن و السعودية. وهنا ليس المقصود تدخل الدول بإجهزتها الحكومية بلالأحزاب السياسية و منظمات المجتمعالمدني في هذه الدول أيضاُ، بحجة حرية الرأي و مهنية العمل، التي إختزلت فقط على ضرب العراق. وكذلك عدم تغطية أهدافالدول الكبرى كالدول الأوربية و الصينو روسيا و اليابان و الدول العربية الأخرى إعلامياً.
10 - عدم التغطية الصحيحة لإقتراحات حل النزاع سلمياً أو التطرقللنتائج الإيجابية لما سيؤل إليهالسلام و الإستقرار على منطقة النزاع. على سبيل المثال كيف يمكن أن يكون عليه العراق في حالة أمنه و إستقراره وكيف ستكون المنطقة فيحالة نجاح التجربةالديمقراطية في العراق. فوسائل الإعلام تصورللمشاهد على أن العراق لا يمكن أن يستقر.وإذا إنتهت حالة سيئة فستأتي حالة أسوء منها. الغرض من هذ الأسلوب هو بعث اليأس في قلوب العراقيين من أي إنتصار للتجربةالديمقراطية في بلدهم في نفس الوقت تشجيعالإنضمام الى المنظمات الإرهابية، بإعتبار أن النصر على العراق أصبح قريب.
11 - إثارة البلبلة في حالة حصولتقارب بين أطراف النزاع قد يؤدي لحله سلمياً. بلبلة محولات وقف إطلاقالنار و المفاوضات الجدية التي قد تؤدي لحل سلمي.
12 - إهمال محاولات الصلح وعدمتغطيتهاإعلامياً.
| |
|