المدير الادارة
عدد المساهمات : 1780 تاريخ التسجيل : 08/06/2009 العمر : 36
| موضوع: لا تقل ليس لدي أية أخبار أو تقارير الخميس نوفمبر 11, 2010 9:45 pm | |
| علي دنيف حسن ليس هناك أصعب على الصحفي ومؤسسته الإعلامية من ان يجد في لحظة من اللحظات ان حقيبته وذاكرته خالية من أية أخبار أو تقارير تدفع إلى المطبعة أو إلى ستوديو الأخبار أو الموقع الالكتروني. |
وليس هناك أكثر حراجة من ان يبقى الصحفي معتمدا على توجيه مؤسسته الإعلامية بالكامل منتظرا ان تقول له تابع هذا الحدث، ولاحق هذا الموضوع. الصحفي الممتاز وقته حافل بمتابعة الأخبار وتقصي الوقائع، بل انه قد لا يجد الوقت الكافي للمتابعة وللكتابة، وهو يلعب دورا مهما في توجيه مؤسسته إلى ما يجري على أرض الواقع من تطورات وتفاعلات، وكل ذلك بفعل توقعاته وذاكرته التي تبرمج معلوماته وتؤرشفها في بيانات لا يعتريها الشك والنسيان. (آفة العلم النسيان)، هذه حكمة صادقة ومجربة بلا شك، ولولا الكتابة لضاعت أغلب المعارف الإنسانية جزافا. ولانك لا تستطيع كتابة رؤوس أقلام عن أحداث ستقع مستقبلا، لكونك لست كاهنا ولا متنبئا ولا عارفا بمفاتيح الغيب، يمكنك والحال هذا ان تكتب في مفكرة بسيطة رؤوس أقلام عن الأحداث المتوقعة. اذا قال لك الوزير ان هناك توجها لتشكيل لجنة في مطلع الشهر المقبل تأخذ على عاتقها مراجعة الملفات العالقة في قطاع السياحة، أكتب ذلك في المفكرة، وقبل نهاية الشهر بعدة أيام اتصل بالوزير واسأله عما جرى بشأن اللجنة. ويمكنك كتابة أخبار وتقارير جديدة من متابعتك لهذا الموضوع، وربما تحمل أخبارك العناوين الآتية: النقل تشكل لجنة خاصة لمتابعة الملفات العالقة في قطاع السياحة بدء الاجتماعات الخاصة بمراجعات الملفات العالقة في قطاع السياحة لجنة خاصة في وزارة النقل تصدر تقريرا عن الملفات العالقة في قطاع السياحة مجلس الوزراء يعتمد تقريرا عن الملفات العالقة في قطاع السياحة ربما لا تعجبك صياغة هذه العناوين، ذلك ليس أمرا مهما. المهم ان تفهم دور المتابعة في صناعة الأخبار. واذا قال لك مدير البلديات ان دائرته بصدد التعاقد مع شركة فرنسية لتنقية مياه الشرب، يمكنك ان تتابع هذا الموضوع أولا بأول وتكتب عنه المزيد من الأخبار. وكل الأخبار التي ستكتبها ستصبح لاحقا خلفيات تاريخية لأخبارك وتقاريرك الجديدة. هذا الوضع ينطبق تماما على مجمل ما يجري في مفاصل الحياة لاسيما في الأداء الحكومي، فكل الأعمال تجري وفق تتابع زمني، ولكننا نفقد الاهتمام بذلك لاننا ننسى الكثير من التفاصيل في خضم عملنا اليومي. عندما لا تجد موضوعا تكتب عنه، افتح المفكرة، وستجد ان هناك الكثير مما يستحق الاهتمام، فهناك مشروع للإسكان سيفتتح بعد يومين ومتنزه جديد سيكتمل بعد غد واجتماع مهم لمجلس القضاء في نهاية الأسبوع والاعلان عن اسماء المقبولين في البعثات الخارجية سيصدر في الثلاثاء وهناك لجنة من وزارة الصحة ستغادر إلى الصين يوم الخميس وهناك الكثير والكثير. والأهم من ذلك كله انك لن تستطيع ان تقول: عذرا ..ليس لدي أية أخبار أو تقارير جديدة
!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تنويه : المقالات المنشورة تعبر عن آراء كتابها ولا تعبر يالضرورة عن رأي المدرسة | | | |
|