بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على نبينا محمد عليه و آله و صحبه أفضل الصلاة و السلام.
جزاءات حكومية على القنوات الساخرة.
بقلم: أنمار حامد مطاوع.
قناة (الوطن) الكويتية فجرت قضية ليست بالجديدة في تلفزيونات الخليج، من خلال سلسلة (بوقتادة وبونبيل) حينما أعطت صورة نمطية أو وصمة سلبية عن دولة شقيقة ــ المغرب ــ؛ مما أدى إلى حرب إعلامية وغضب جماهيري مغاربي على القناة وعلى المجتمع الكويتي بشكل عام، علما، أن الشعب الكويتي ذاته لم يكن موافقا على تلك السخرية الممجوجة من القناة، الراغبة ــ بحسن نية ــ في مجرد إضحاكه، ولكن المشاهد العربي، الكويتي بشكل خاص، رفض أن يضحك، بل وغضب من تلك السخافة وذلك الابتذال الذي يحاول أن يضحك الجمهور على حساب ثقافات أو جنسيات أو مذاهب أخرى.
مجموعة القنوات الخليجية بشكل عام، بما يشمل إنتاجها التلفزيوني للأعمال الدرامية: الكوميدية والتراجيدية، لا تضع في اعتبارها آداب المزاح وصناعة الفكاهة، ولعل مسلسلات: طاش، أو مناحي .. محليا، خير دليل على الابتذال المصطنع والمتكلف في السخرية من الجنسيات واللهجات والشكل واللون .. وما إلى ذلك من إساءة واضحة للمشاهد العربي الحريص على رؤية ذلك السقوط الأخلاقي للبرامج الخليجية، والتشفي به.
المطلوب هو أن يتم وضع إجراءات جزائية حكومية صارمة على كل قناة تتجاوز حدود الأدب في بث أي برنامج يسيء لأي مجتمع أو ثقافة أو دين في العالم وليس في الوطن العربي فقط، فكيف نريد أن ينظر (السوداني) للمجتمع السعودي إذا بـث على الشاشة مسلسل محلي يحمل صورة نمطية عن فرد سوداني كسول أو خامل؟، وكيف ينظر لنا (المصري) إذا حمل المسلسل صورة نمطية عن فرد مصري نصاب أو محتال؟، وكيف ينظر (اليمني) و(الشامي) .. كل أولئك، كيف سينظرون لأفراد المجتمع السعودي إذا ظهر مسلسل يسخر منهم ويوصمهم وينمطهم؟، وكيف سيتعاملون معنا في المستقبل؟. الإجابة، بكل تأكيد، ليست إيجابية.
رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار في وزارات الثقافة والإعلام العربية أن يتم وضع جزاءات حكومية صارمة لكل قناة تتجاوز حدود اللباقة والأدب في برامجها. فمجرد قوانين وأنظمة ــ وهي موجودة حاليا في أدراج وزارات الثقافة والإعلام وأرشيفاتها ــ لا تكفي للردع، بل حتى الجزاءات المالية ليست كافية، يجب أن تشمل العقوبة: الإيقاف والمحاكمة إضافة إلى الغرامات المالية.
إن الغضب الذي ضرب في أوساط المجتمع المغربي ــ بدءا من الشارع ووصولا لأصحاب القرار ــ بسبب برنامج مسيء، يجب أن يكون جرس إنذار يدق في أروقة وزارات الإعلامية العربية عموما، والخليجية بشكل خاص.