معد البرامج التلفزيونية !!
تعتبر وظيفة "معد البرامج" من الوظائف المهمة في شبكات التلفزة العربية، فهي العمود الفقري لأي برنامج تلفزيوني، فإعداد البرامج هو الأساس الذي تبنى عليه بقية العناصر في التلفزيون (التقديم، التصوير، الديكور، الإخراج، المونتاج، أسلوب عملها)، كما أن هذه العناصر تحول ما كتب على الورق إلى واقع مرئي.
وتسعى السطور القادمة إلى الإطلال على المؤهلات اللازمة لمن يرغب في العمل في وظيفة معد برامج تلفزيونية، علما بأن هذا النوع من الوظائف هو خليط من الموهبة والعلم والممارسة.
ويستطيع المعد من خلال المعايشة الكاملة للواقع المحيط به وإحساسه بمشكلاته وقضاياه واهتماماته أن يلمح الأفكار التي تتناسب مع سياق البرنامج الذي يعد،،،
وتعتبر المتابعة الدائمة لوسائل الإعلام المختلفة والقراءة للكتب المختلفة والدراسات التي تقوم بها مراكز البحوث والجامعات روافد مهمة لخلق أفكار جيدة لأن الفكرة هي رأس مال المعد .
من هو معد البرامج؟
هو الشخص الذي يقوم بإعداد العمل التلفزيوني، وتطلق كلمة إعداد على المعالجة الفنية لنص من النصوص حتى يمكن تقديمه بالطريقة المناسبة التي تلائم طبيعة التلفزيون كوسيلة إعلامية.
وهناك نوعية معينة من البرامج تعتمد اعتمادا كليا على السيناريو الذي يقدمه المعد أو الكاتب، لكن هناك برامج أخرى يقوم المعد فيها باختيار الموضوع لأشخاص المشاركين والاتصال بهم وإقناعهم بالمشاركة والاتفاق معهم على كافة الخطوات والترتيبات وصياغة الأسئلة التي يستخدمها مقدم البرنامج في حواره مع الضيوف وكتابة بعض النقاط المهمة التي تنير الطريق أمام مقدم البرنامج.
وفي كل الأحوال يجب على الكاتب قبل أن يبدأ كتابته أن يفكر أولا في كيفية ظهور ما يكتبه على الشاشة، كما أن على معد البرامج أن يستوعب جيدا مقومات صياغة الرسالة التلفزيونية، وكيفية استخدام كل عنصر فيها لأن هذه العناصر هي مفردات لغة التلفزيون التي يصوغ بها ويعبر من خلالها عن أفكاره ومعلوماته ومشاعره وكل ما يريد توصيله للمشاهد.
فالصورة ومكوناتها وزوايا تصويرها وشكلها وحجمها والأضواء والملابس والماكياج وحركات وإيماءات الشخصيات كلها عناصر على الكاتب أن يوضحها في النص الذي يكتبه على شكل تعليمات، سواء أكان النص دراميا أو غير درامي، علاوة على استخدام عناصر الصوت ومكوناته والتعبير عنه في النص.
وكل هذه العناصر المرئية والصوتية مع تفهم الأساسيات التقنية للتلفزيون وأجهزة الإنتاج من كاميرات وغرفة مراقبة وتحكم ومكان الإنتاج والحدود التي يفرضها وكيفية تنفيذ الإنتاج، وهل سيتم تسجيله أو عرضه مباشرة.. كل هذه المقومات تشكل فن الإعداد التلفزيوني.
سمات معد البرامج :
يفضل أن يكون معد البرامج موهوبا بمعنى أن يكون لديه الاستعداد الشخصي والرغبة في الكتابة والإعداد، ثم عليه بعد ذلك صقل هذه الموهبة وتنميتها بالمران والممارسة ولكي تسير تجربة المعد بنجاح فهي في حاجة إلى تنمية مستمرة ويتأتى ذلك بالدراسة العلمية المتعمقة والاشتراك في الدورات التدريبية المتخصصة ومن السمات والمؤهلات العامة التي ينبغي توفرها في معد البرامج والتي منها:
- تشترط معظم التلفزيونات العربية توفر مؤهل جامعي وتمكن من اللغة العربية والإنجليزية.
- القدرة على التعبير عن الأفكار وتتجلى هذه القدرة في مقدرته على الكتابة.
- القدرة على تحصيل المعرفة وفهم الآخرين وتحصيل المعلومات من خلال قدرته على القراءة والاستماع.
- مستوى معرفي جيد بالموضوعات التي يكتب فيها.
- المعايشة الكاملة للواقع والإحساس الشديد بمشكلات مجتمعه.
- القدرة على التخيل والابتكار.
- الالتزام بالمعايير الأخلاقية كالصدق والموضوعية.
- الإلمام بالتشريعات الإعلامية.
- فهم التلفزيون كوسيلة إعلامية وخصائصها ومقوماتها.
- الإلمام بالثقافة العامة، والمقصود بها مجموعة المعارف والاهتمامات المتنوعة التي تشمل السياسة والتاريخ والاقتصاد والمجتمع، وهذه الثقافة الموسوعية تعد جزءًا لا يتجزأ من مدركات الكاتب ورصيدا مهما من الأفكار والمعلومات التي كثيرا ما تعينه على أداء عمله.
- التزود بالثقافة التي تتصل بالعمل التلفزيوني بمعنى أن يتزود الكاتب بمجموعة المعارف الأساسية والعلوم والفنون التي تتصل بالعمل التلفزيوني وترتبط به ومن ذلك الدراما والموسيقى والتذوق الفني والتمثيل والنظريات الأدبية والفنية المختلفة، فضلا عن العلوم والفنون التي تتصل بتخصص دقيق يكون الكاتب قد اختار العمل فيه.
- وأخيرا المرونة والقدرة على مواجهة المفاجآت وهذا أمر تفرضه طبيعة الإنتاج التلفزيوني أولا وأخيرا حيث يخضع للمفاجآت والظروف المتغيرة في كثير من جوانبه
فقد يرفض أحد الضيوف الحضور في لحظة حرجة، وقد يتعذر الحصول على موافقة السلطات لتصوير برنامج ما أو لقطات في مكان معين، كما قد يتعذر التصوير في مكان ما لسبب فني خارج عن الإرادة وهذه المفاجآت تتطلب من الكاتب أن يكون مرنا أو أن تكون لديه القدرة التي تمكنه من مواجهة مثل هذه المفاجآت.
ولذلك يقال إن الكتاب الذين أحدثوا تفوقا وبرزوا في هذا المجال لم يبرهنوا على أنهم موهوبون فقط بل إنهم قادرون كذلك على تحمل التوترات الهائلة الناجمة عن طبيعة العمل التلفزيوني وتحت ضغط مواعيد تحدد تحديدا دقيقا سواء فيما يتعلق بالتسجيل داخل الاستوديوهات أو التصوير والنقل الخارجي أو البث لمباشر من الأستوديو.
ومن هنا فإن الكتابة الجيدة وإن كانت شيئا ضروريا ومطلبا أساسيا فإن ذلك لا بد أن يتم في إطار المواعيد والأوقات المحددة التي تتوافق مع طبيعة العمل الإذاعي وظروفه التي قد تضطر الكاتب لمواجهة حالات معينة تقتضي اختصار النص أو إعادة كتابته أو إضافة معلومات جديدة.
منقول عن اكاديمية الصحافة