التربية الإعلامية ..لماذا؟
تركز مفهوم محو الأمية (Literacy) حتى وقت قريب في محو أمية القراءة والكتابة، وبرغم أهمية هذه المهارات وبقائها في منظومة المهارات الأساسية، إلا أن التطورات الضخمة في تقنية المعلومات والاتصال، جعلت البعض يعيد النظر في هذا المفهوم. ففي عام 2005م، قدم الائتلاف الإعلامي الجديد (New Media Consortium) تعريفًا لمحو الأمية هو: «مجموعة القدرات والمهارات التي تتداخل فيها الثقافة الشفهية والمكتوبة والبصرية والرقمية» (,2006,.19 )، وهذا يشمل المقدرة على فهم قوة المرئيات والمؤثرات الصوتية واستخدام تلك القوة لمعالجة وتحويل الرسائل الرقمية ونشرها وتكييفها بصيغ جديدة.
إن الاهتمام بموضوع التربية الإعلامية Media Education ليس جديدًا، ففي العام 1982م، طالبت اليونسكو UNESCO بضرورة إعداد النشء للحياة في عالم يتميز بقوة الرسائل المصورة والمكتوبة والمسموعة CML,2003,p.1 . وقد بدأت التربية الإعلامية أساسًا كأداة لحماية المواطنين (نموذج الحماية) من الآثار السلبية للرسائل الإعلامية Wikimedia, 2006، وعندما أصبحت وسائل الاتصال الجماهيرية جزءًا من الثقافة اليومية للفرد، اتسعت النظرة إلى تلك التربية لتصبح تمكين الفرد ليكون ناقدًا يتحكم بتفسير ما يشاهده أو يسمعه Critical Autonomy (نموذج المتلقي النشط) بدلًا من ترك التحكم بالتفسير للرسائل الإعلامية CML,2003 . من هذا المنظور يصبح هدف التربية الإعلامية هو تحويل استهلاك الرسائل الإعلامية إلى عملية نقدية نشطة، لمساعدة الأفراد على تكوين الوعي حول طبيعة تلك الرسائل وفهم دورها في بناء وجهات النظرحول الواقع الذي يعيشون فيه 2006.
ويعرّف مؤتمر فيينا (1999م، 2) التربية الإعلامية بأنها: «التعامل مع جميع وسائل الإعلام الاتصالي (كلمات ورسوم وصور ثابتة ومتحركة) التي تقدمها تقنيات المعلومات والاتصال المختلفة»، وتمكين الأفراد من فهم الرسائل الإعلامية، وإنتاجها واختيار الوسائل المناسبة للتعبير عن رسائلهم الخاصة. ويعرفها مؤتمر التربية الإعلامية للشباب (2002م، 2) بأنها «التعرف على مصادر المحتوى الإعلامي وأهدافه السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية والسياق الذي يرد فيه. ويشمل ذلك التحليل النقدي للمواد الإعلامية وإنتاج هذه المواد وتفسير الرسائل الإعلامية والقيم التي تحتويها. ويضيف أن هذا المفهوم يرتبط بالتعليم والتعلم عن الإعلام ووسائله المختلفة وليس مجرد عملية تعليمية عن طريق وسائل الإعلام». ويتطلب تفعيل التربية الإعلامية تعليمًا رسميًا وغير رسمي. وأما مركز الثقافة الإعلامية CML,2003 فيعرفها بأنها «المقدرة على تفسير وبناء المعنى الشخصي من الرسائل الإعلامية، والمقدرة على الاختيار وتوجيه الأسئلة والوعي بما يجري حول الفرد بدلًا من أن يكون سلبيًا ومعرضًا للاختراق». ويعرّفها معهد أسبن Aspen Institute,1993,cited in:Hobbs,2001 بأنهاالمقدرة على الوصول إلى الرسائل الإعلامية، وتحليلها ونقلها بصيغ عديدة ومتنوعة.
تناقش هذه الورقة مفهوم التربية الإعلامية من مدخل دمج تقنية المعلومات في التعليم، وتقترح إطارًا للتربية الإعلامية في التعليم العام السعودي. ولتحقيق هذا الهدف، ستتناول الورقة مبررات التربية الإعلامية واستراتيجياتها، ومهاراتها، والعلاقة بينها وبين الثقافة المعلوماتية، وأخيرًا شرحًا موجزًا للإطار المقترح.
لماذا التربية الإعلامية؟
يعيش الناس اليوم في عالم تأتيهم فيه المعلومات على مدار الساعة بجميع الصيغ التي يمكن أن نفكر بها: مسموعة ومقروءة، وصور أو رسوم ثابتة أو متحركة أو فيديو. وهي معلومات تحمل قيم واتجاهات أولئك الذين أعدوها أو نقلوها من مصادر أخرى لتحقيق أهداف معينة. وليست الخطورة في وجود هذا الكم الهائل من المعلومات، وإنما إمكانية الوصول إليها من قبل الأفراد من جميع الأعمار. ولذا، لم يعد للخصوصية مكان في عالم المعلومات المفتوح، فلا الجهات الرسمية تستطيع التحكم بها، ولا الكبار يمكنهم توجيهها زمانًا أو مكانًا، كمًا أو كيفًا للأطفال أو اليافعين. الشفافية هي ما يميز عالم اليوم: شفافية ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية. كيف يمكن التعامل مع هذا الواقع الجديد والمستقبل القريب عندما يحمل الأطفال العالم بكل ما فيه من ثقافات في هواتفهم المحمولة؟ أحد التدخلات يكمن في التربية الإعلامية التي يعتبرها كثيرون Freed, 2003, CML, 2003, Wikimedia, 2006, Jinkins, 2006, et.,al., p.19 ضرورة ملحة للتعامل مع هذا الواقع الجديد للأسباب التالية CML,2003:
- الرسائل الإعلامية تبني واقعًا، فهي مسؤولة عن أغلب الخبرات التي على أساسها نقوم ببناء فهمنا الشخصي للعالم. وهي التي تعطينا على نحو كبير إحساسنا بالواقع، والكثير من وجهات نظرنا مبنية على أساس تلك الرسائل التي تم بناءها مسبقًا وتحمل اتجاهات ووجهات نظر قررت مسبقًا.
- جميع الرسائل الإعلامية مبنية بوساطة فرد أو هيئة، والمتلقي لا يشاهد أو يسمع ما تم رفضه من صور أو كلمات إثناء بناء الرسالة الإعلامية، وإنما يسمع أو يشاهد ما تم قبوله.
- المتلقي يناقش المعنى في الرسالة الإعلامية طبقًا لعوامل فردية وحاجات شخصية وخلفية ثقافية ومنظومة القيم التي توجّه سلوكه. وهذا يعني أن أفرادًا مختلفين يتكون لديهم خبرات وانطباعات مختلفة من الرسالة الإعلامية الواحدة.
- تحتوي الرسائل الإعلامية على مضامين تجارية، وثقافية واجتماعية وسياسية، وتحمل قيمًا ورسائل أيديولوجية ووجهات نظر.
ويضيف آخرون (Jinkins,et.,al. ,2006) أن أهمية التربية الإعلامية تكمن في تيسير وصول الأفراد إلى المهارات والخبرات التي يحتاجونها لفهم الكيفية التي يشكل الإعلام إدراكهم وتهيئتهم للمشاركة كصانعي إعلام ومشاركين في مجتمعات افتراضية ضمن أخلاقيات المجتمع وضوابط حرية الكلمة.
ومن بين المبررات الأخرى (CML,2003): النسبة المتزايدة للاستهلاك الإعلامي في المجتمع، ونمو صناعة الإعلام وأهمية المعلومات في العصر الحاضر، والأهمية المتزايدة للاتصال المرئي والمعلومات المرئية. ويضيف ديفز (Davis,1992) مبررات أخرى هي: أن التربية الإعلامية تشجع على التأمل بالقيم الشخصية، وتتضمن دمج التقنيات الحديثة في التعلم، وتشجع حركة الإصلاح التربوي، كما تشجع الحوار في قاعات الدراسة الذي بدوره يشجع الحوار خارجها.
ومن ضمن المبررات أيضًا Considine,2003أن التربية الإعلامية تشجع على تنشئة المواطنة المسؤولة، والعمل الجماعي، وربط المنهج الدراسي بالحياة الواقعية، وهي متسقة مع التوجّه لتنمية مهارات التفكير العليا. إلى جانب ذلك تشمل التربية الإعلامية عددًا من الفوائد CML,2003 أهما: تمكين الطالب ليصبح مستهلكًا حكيمًا للرسائل الإعلامية، وزيادة قدراته على الاتصال والتعبير، وتمكينه من التعامل مع ثقافة مشبعة بالرسائل الإعلامية، وتوفير فرصة لدمج المناهج الدراسية، وبناء مهارات المواطنة المطلوبة للمشاركة في الحوار العام.
استراتيجيات التربية الإعلامية ومهاراتها
تتعدد وجهات النظر حول الاستراتيجيات أو الأساليب المناسبة لتفعيل برامج التربية الإعلامية. ففي الوقت الذي ينادي فيه البعض بضرورة أن يتعلم الطلاب مهارات التربية الإعلامية من خلال مادة أو مقرر خاص بالتربية الإعلامية، ينادي البعض الأخر بدمج التربية الإعلامية في المنهج بدلًا من تقديمها في مادة منفصلة. Jenkins,et.,al.,2006، بينما ينادي فريق ثالث بتوظيف كلا المنهجين Center for Media Literacy,2003 CML. في هذا السياق، حدد مركز الثقافة الإعلامية CML,2003 عشرة استراتيجيات لتدريس التربية الإعلامية أهمها: دمج التربية الإعلامية في المنهج، أو (و) تقديم مقرر كامل في التربية الإعلامية، وتوظيف النموذج الاستقرائي Inquiry Approach، وتدريس مهارات التفكير الناقد، وتحليل البيئة الإعلامية، ودراسة وجهات النظر المختلفة، وغيرها. كما يقترح المركز المذكور، استخدام نموذج التعلم النشط Active Learning الذي يبدأ بمرحلة الوعي بقضية معينة ثم التحليل ثم التعقيب (التأمل) وأخيرًا، الاستجابة. ونتاج هذه النشاطات الأربعة هو الخبرة التي يكّونها الفرد.
ويعتقد كونسداين Considine,2003 بأن التربية الإعلامية هي كفاية وليس مقررًا، ولذا، ينبغي دمجها في المنهج. وتؤكد هوبز Hobbs,2001على أهمية أن يتضمن التحليل الإعلامي في المدرسة خمسة مفاهيم هي:
- أن الرسائل الإعلامية هي نتاج فرد أو مؤسسة.
- أن الرسائل الإعلامية يتم إنتاجها في سياقات اجتماعية واقتصادية وسياسية وتاريخية وجمالية.
- أن تفسير المعنى وبناءه يتكون من تفاعل بين المتلقي والنص والثقافة.
- أن لكل وسيلة إعلامية رموزها الخاصة بها.
- دور التعبير الإعلامي في فهم الناس للحياة الاجتماعية.
وعلى نحو مختلف، يقترح فريد 2003 Freed، نموذجًا للتربية الإعلامية يتميز بالتركيز الكبير على مفهوم التفاعلية Interactivity الذي يميز وسائل الإعلام وتقنيات المعلومات الحديثة؛ فالشبكات الرقمية المعاصرة هي كونية الطابع خصوصًا مع التوسع في الشبكات التفاعلية الكونية واسعة النطاق Broadband التي تتيح للأفراد الانغماس Immersion في بيئات تفاعلية كونية. ولذا، فإن مهارات التفكير الناقد والمهارات التقنية ليست كافية للبقاء دون فهم طبيعة وقوة التفاعلية نفسها، وأن الفرد المثقف إعلاميًا هو الذي يعترف بعمق التفاعل الكوني؛ لذلك، يصبح الوعي الكوني Global Sensibility مفتاح الثقافة الإعلامية، وهو ما يعني أن الحياة المعاصرة تفاعلية. ويقترح لتحقيق فهم التفاعل الكوني كأساس للتربية الإعلامية المعاصرة نموذجًا أسماه الثقافة الإعلامية العميقة Deep Media Literacy، يتكون من ثلاثة مستويات هي:
- مهارات استخدام تقنيات المعلومات وتصفح الشبكات الرقمية.
- مهارات التفكير الناقد لمحتوى الرسائل الإعلامية.
- تقدير التفاعلية الكونية.
كما يقترح ثلاثة استراتيجيات لتدريس الثقافة الإعلامية هي:
- تطوير رؤية إعلامية مشتركة.
- مناقشة الاختيارات الإعلامية
- مناقشة التفاعلية الكونية.
ويقترح ديفز Davis,1992 أن تركز التربية الإعلامية على ثلاث مهارات رئيسة هي:
- التحليل: (مهارة مستهلك)، فالمثقف إعلاميًا هو مشارك نشط في الحوار حول المعنى في المحتوى الإعلامي، وواعٍ بالعوامل المختلفة التي تؤثر بالحوار.
- البحث: (مهارة مستخدم)، فالمثقف إعلاميًا باحث نشط في تحديد المصادر الإضافية المناسبة لدراسة الموضوعات ذات الاهتمام الشخصي.
- التأثير: (مهارة مُنتِج)، فالمثقف إعلاميًا هو القادر على تغيير معنى أو تأثير الرسائل الإعلامية.
وتقدم أدبيات أخرى حديثة مفهوم واستراتيجيات التربية الإعلامية في إطار مختلف يعتمد بصورة خاصة على ما أتاحته تقنية الإنترنت وتطبيقاتها المختلفة من فرص المشاركة النشطة التي يتعلم من خلالها المشاركون ويكتسبون مهارات مختلفة. فقد بينت دراسة حديثة Lenhard & Madden, 2005، cited in: Jinkins,et.,al.,2006، أن أكثر من نصف فئة اليافعين في الولايات المتحدة، أنتجوا محتوى إعلامي، وثلث الذين يستخدمون الإنترنت شاركوا في المحتوى الذي أنتجوه. هؤلاء يشاركون فيما أسماه جنكنز وآخرون Jinkins,et.,al.,2006 الثقافة التشاركية Participatory Culture من خلال الصيغ المختلفة للمجتمعات الافتراضية على الإنترنت التي تتيح فرص التعبير الجمالي، والشراكة الحضارية والدعم القوي، وتوفير تدريب غير رسمي تنتقل فيه معرفة الخبراء إلى المبتدئين، ويشعر فيها المشاركون بموقع مهم لمساهماتهم، وبروابط اجتماعية مع الآخرين. لهذا، تركز هذه الدراسة (Jinkins,.,al.,2006) على مفهوم الثقافة التشاركية (Culture Participatory) بدلًا من مفهوم التفاعلية لأن الأخيرة خاصية للتقنية بينما المشاركة خاصية للثقافة. إن أهم فوائد هذه الثقافة هي فرص التعلم بين الأقران، وتغيير الاتجاه نحو الملكية الفكرية، والتنوع في التعبير الثقافي، وتطوير مهارات ذات قيمة في مواقع العمل، وتطوير اتجاهات قوية نحو المواطنة، ولذا، ينبغي أن تكون الثقافة التشاركية التي تمثل منهجًا خفيًا قد يحدد نجاح أو تخلف الشباب في المدرسة أو موقع العمل أساس التربية الإعلامية في القرن الحادي والعشرين. ولهذا كله، تقترح الدراسة (Jinkins,.,.,2006) ضرورة المعالجة التنظيمية والتعليمية لثلاثة قضايا مهمة هي:
- فجوة المشاركة (Participatory Gap): كان التركيز ولا يزال على إغلاق الفجوة الرقمية بالنسبة لتوفير فرص الوصول للإنترنت، ولكن من الخطأ تبسيط المشكلة بكونها ثنائية بين من يملك ومن لا يملك تلك الفرص برغم أهميتها، لأن التجربة بينت أن الأهم هو المهارات التقنية التي تمكّن الطلاب من تطوير مهارات التربية الإعلامية. لذا، فإن فجوة المشاركة ترتبط بعدم المساواة في الوصول إلى خبرات غنية ومهارات ومعرفة تهيئ الشباب للمشاركة الكاملة في عالم الغد. وبعبارة أخرى، كيف نضمن أن كل طفل يمكنه الحصول على المهارات والخبرات ليصبح مشاركًا بشكل كامل في المستقبل الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي للمجتمع؟
- مشكلة الشفافية (Transparency Problem): تتعلق هذه المشكلة بالتحديات التي تواجه الشباب لتعلم الطرق التي يشكل فيها الإعلام تصوراتهم حول العالم. وبعبارة أخرى، كيف نضمن أن كل طفل لديه المقدرة على فهم الطرق التي يشكل بها الإعلام المعاصر إدراكه وتصوراته عن العالم من حوله؟
- التحديات الأخلاقية (Ethics Challenges): في وقت تتهاوى فيه الصيغ التقليدية للتطوير المهني والتثقيف التي يمكن أن تعد اليافعين لأدوارهم العامة، لتحل محلها المجتمعات الافتراضية على الإنترنت التي تضع الضوابط الأخلاقية بين ما ينشر وما لا ينشر، يصبح من الضرورة التدخل التعليمي لإعداد اليافعين لأدوارهم كصانعين للمادة الإعلامية ومشاركين في المجتمع. وبعبارة أخرى، كيف نضمن أن كل طفل يدرك المعايير الأخلاقية التي تشكل ممارساته كمساهم في صناعة المحتوى الإعلامي ومشارك في المجتمعات الافتراضية على الإنترنت؟
لمعالجة هذه القضايا، ينبغي إعادة التفكير بالمهارات الجوهرية التي ينبغي أن يكتسبها الأطفال من خبرات التعلم المدرسية، وهي تقريبًا جميعها مهارات اجتماعية يتم تنميتها من خلال التعاون (Collaboration) والاتصال الشبكي (Networking). وتشمل المهارات الجديدة - التي لا تلغي المهارات التقليدية مثل: القراءة والكتابة ومهارات البحث والتحليل الناقد – ما يأتي (Jinkins,et.,al.,2006):
- اللعب (Play): المقدرة على التجريب مع الآخرين كأسلوب لحل المشكلة.
- الأداء (Performance): المقدرة على تبني أدوار جديدة من ثقافات مختلفة، وفهم المشكلات من وجهات نظر متعددة.
- المحاكاة: (Simulation) المقدرة على تفسير وبناء نماذج دينامية لعمليات العالم الحقيقي.
- التخصيص (Appropriation): المقدرة على الفرز الهادف للمحتوى الإعلامي وإعادة تشكيله.
- المهام المتعددة (Multitasking): المقدرة على تحليل الفرد لبيئته الخاصة وتحويل التركيز عند الحاجة.
- الشراكة الفكرية (Distributed Cognition): المقدرة على التفاعل الهادف مع الأدوات التي تدعم القدرات الذهنية.
- الذكاء الجمعي (Collective Intelligence): المقدرة على تحصيل المعرفة من خلال العمل مع آخرين للوصول إلى هدف مشترك.
- إصدار الأحكام (Judgment): المقدرة على تقويم الثقة والمصداقية لمصادر إعلامية مختلفة.
- الإبحار عبر وسائل إعلامية متعددة (Cross-Media Navigation): المقدرة على تتبع المعلومات عبر قنوات إعلامية متعددة.
- التواصل الشبكي (Networking): المقدرة على البحث عن المعلومات ودمجها ونشرها.
- التفاوض (Negotiation): المقدرة على التنقل في مجتمعات افتراضية متنوعة وتمحيص واحترام وجهات نظر متعددة.
العلاقة بين التربية الإعلامية والثقافة المعلوماتية:
ينبغي دراسة العلاقة المتداخلة بين مهارات التربية الإعلامية (Media Education) ومهارات الثقافة المعلوماتية (Information Literacy) والنماذج المختلفة لمهارات الألفية الثالثة أو مهارات عصر المعرفة التي تشكل أساس الإصلاح التربوي المعاصر، منعًا للتكرار (Duplication) وسوء الفهم. فالثقافة المعلوماتية كأساس للإصلاح التربوي، تؤكد أهمية مهارات استخدام تقنيات المعلومات والاتصال الحديثة، وتنمية مهارات التفكير العليا أو التفكير الناقد، ومهارات الاتصال، وغيرها وجميعها مهمة للتربية الإعلامية. من هذا المنظور، نعتقد أن الجهود في مجال تنمية مهارات الثقافة المعلوماتية تتداخل أو تتقاطع مع مهارات التربية الإعلامية. نستعرض فيما يأتي بعض نماذج مهارات الثقافة المعلوماتية باختصار.
معايير الثقافة المعلوماتية للتعلم المدرسي:
حددت قوة المعلومات Information Power,1998 تسعة معايير للثقافة المعلوماتية للتعلم المدرسي منظمة في ثلاثة محاور هي:
أولًا: الثقافة المعلوماتية:
معيار (1): الطالب المثقف معلوماتيًا يصل إلى المعلومات بكفاءة وفاعلية.
معيار (2): الطالب المثقف معلوماتيًا يقوّم المعلومات تقويمًا ناقدًا ومتمكنًا.
معيار (3): الطالب المثقف معلوماتيًا يستخدم المعلومات بدقة وإبداع.
ثانيًا: استقلالية المتعلم:
معيار (4): الطالب الذي يعد متعلمًا مستقلًا، هو الطالب المثقف معلوماتيًا والذي يتابع المعلومات المتعلقة بالاهتمامات الشخصية.
معيار (5): الطالب الذي يعد متعلمًا مستقلًا، هو الطالب المثقف معلوماتيًا والذي يقدّر الأدبيات التعليمية والصور الابتكارية الأخرى من المعلومات.
معيار (6): الطالب الذي يعد متعلمًا مستقلًا، هو الطالب المثقف معلوماتيًا والذي يجاهد للتميز في الحصول على المعلومات وتوليد المعرفة.
ثالثًا: المسؤولية الاجتماعية:
معيار (7): الطالب الذي يساهم إيجابيًا للتعلم المدرسي وللمجتمع هو الطالب المثقف معلوماتيًا الذي يقر بأهمية المعلومات للمجتمع المعاصر.
معيار (
: الطالب الذي يساهم إيجابيًا للتعلم المدرسي وللمجتمع هو الطالب المثقف معلوماتيًا الذي يمارس سلوكيًا أخلاقيًا بالنسبة للمعلومات وتقنية المعلومات.
معيار (9): الطالب الذي يساهم إيجابيًا للتعلم المدرسي وللمجتمع هو الطالب المثقف معلوماتيًا الذي يشارك بفاعلية في العمل الجماعي لمتابعة المعلومات وتوليدها.
مهارات الألفية الثالثة:
طور ترلنج وهود (Trilling & Hood,1998) ما أسمياه مهارات البقاء للحياة في الألفية الثالثة وهي:
- مهارات التفكير والعمل الناقدين.
- المهارات الإبداعية.
- مهارات العمل التعاوني.
- مهارات الاتصال.
- مهارات فهم الثقافات الأخرى.
- مهارات التكيف والتفكير المستقل واتخاذ القرار.
- مهارات الحوسبة.
- مهارات التعلم الموجّه ذاتيًا.
المهارات الست الكبيرة
اقترح أيزنبرج ودوج Eisenberg, Michael& Johnson,Doug1996 مهارات للثقافة المعلوماتية أسمياها المهارات الست الكبيرة The Big Six Skills، وهي:
- تعريف المشكلة المعلوماتية.
- تطوير استراتيجيات البحث عن المعلومات.
- تحديد مصادر المعلومات والوصول إليها.
- استخدام المعلومات.
- دمج وبناء الحل المعلوماتي.
- تقويم الحل المعلوماتي.
مهارات القرن الحادي والعشرين: من ناحية أخرى صنف المختبر التربوي للإقليم الشمالي المركزي NCREL,2003 «مهارات القرن الحادي والعشرين» في أربع فئات رئيسة هي:
- مهارات العصر الرقمي Digital Age Literacy: المقدرة على استخدام التقنية الرقمية وأدوات الاتصال، والشبكات للوصول إلى المعلومات وإدارتها وتقويمها وإنتاجها للعمل في مجتمع المعرفة. وتشمل مهارات الثقافة الأساسية والعلمية والاقتصادية والتقنية والبصرية والمعلوماتية وفهم الثقافات المتعددة والوعي الكوني.
- مهارات التفكير الإبداعي Inventive Thinking: تشمل مهارات التكيف والتوجيه الذاتي والابتكار ومهارات التفكير العليا.
- مهارات الاتصال الفعّال Effective Communication: تشمل مهارات العمل في فريق والمهارات البين شخصية والمسؤولية الشخصية والاجتماعية والاتصال التفاعلي.
- مهارات الإنتاجية العالية High Productivity: تشمل مهارات التخطيط والإدارة والتنظيم والاستخدام الفعّال للأدوات التقنية في العالم الواقعي.
التربية الإعلامية
إطار مقترح للتعليم العام السعودي
بناءً على مراجعة الأدبيات ذات العلاقة في مجالي التربية الإعلامية والثقافة المعلوماتية والتحولات في التقنية والفكر التربوي المعاصر وأساليب التعلم الجديدة المعتمدة على هذه التحولات وتوجهات الإصلاحات التربوية الحديثة، يقترح الكاتب إطارًا للتربية الإعلامية ينطلق من رؤية منظومية شاملة لعملية الإصلاح التربوي، تمثل فيها التربية الإعلامية أحد مكونات هذا الإصلاح (الشكل رقم1)، دون إغفال دور التعليم غير الرسمي في دعم التربية الإعلامية.
من منظور الرؤية الشاملة للإصلاح التربوي، يمكن مناقشة مكونات الإطار المقترح للتربية الإعلامية في التعليم العام السعودي على النحو التالي (الشكل رقم2):
مستويات التربية الإعلامية:
كما يبين الشكل رقم (2)، يتضمن الإطار المقترح مؤسسات رسمية وغير رسمية ينبغي أن تسهم في مجال التربية الإعلامية، ويمكن تصنيفها في مستويين هما:
المستوى الأول: التعليم الرسمي:
أ- وزارة التربية والتعليم: عملية التخطيط الاستراتيجي التي ينبغي تصميمها وتنفيذها من قبل الوزارة وإدارات التعليم التابعة لها لتحقيق أهداف الإصلاح التربوي في ضوء حاجات المجتمع من جهة، والتحولات في التقنية والنموذج التربوي من جهة أخرى. وينبغي أن تتضمن تلك الجهود دمج مهارات التربية الإعلامية في المنهج الدراسي كجزء من عملية الإصلاح التربوي الشامل، وتدريب المعلمين والمعلمات أثناء الخدمة في مجال التربية الإعلامية. ومن المعروف أن الخطة الاستراتيجية للوزارة تشمل العديد من المكونات والعمليات والمهام والإجراءات، من بينها المكونات والعمليات والمهام الخاصة بدمج تقنية المعلومات في التعليم. وتهدف تلك الخطة إلى تحقيق العديد من الأهداف التي يمكن إجمالها بتحسين فاعلية النظام التعليمي وكفاءته الداخلية والخارجية المتمثلة بمتعلمين قادرين على المساهمة الإيجابية في نهضة وطنهم الأم وأمتهم العربية والإسلامية ومحيطهم العالمي.
ب- وزارة التعليم العالي: العمليات والمهام التي ينبغي تنفيذها من قبل كليات التربية والمعلمين لدعم جهود الإصلاح التربوي في مجال دمج تقنية المعلومات في التعليم بما في ذلك تدريب المعلمين والمعلمات في مجال التربية الإعلامية من خلال مقررات نظامية.
المستوى الثاني: التعليم غير الرسمي:
يشمل هذا المستوى منظومتين رئيستين في المجتمع هما: الأسرة والمؤسسات الإعلامية المحلية خصوصًا الرسمية منها، وكل منهما يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في التوعية الإعلامية، وتدريب الناشئة واليافعين في مجال التربية الإعلامية. وبرغم بعض المحاذير، يمكن للمؤسسات الإعلامية المحلية المشاركة في:
- تقديم الدعم المالي لنشاطات التربية الإعلامية.
- توفير المصادر الإعلامية المطلوبة.
- تفعيل مفهوم المتلقي النشط.
دمج تقنية المعلومات في التعليم:
تتطلب عملية دمج تقنية المعلومات في التعليم توفير ما يأتي:
- البنية التقنية التحتية والربط الشبكي والأجهزة والبرامج التي تيسر وصول المتعلمين للإنترنت وأدواتها وتطبيقاتها المختلفة.
- الدعم الفني للمعلمين والطلاب والبنية التقنية.
- برامج تدريب وتطوير مهني على رأس العمل تقليديًا وإلكترونيًا.
- مناهج دراسية تحتوي نشاطات تعلم يعتمد تنفيذها على مصادر إلكترونية من بينها مواقف مدمجة في المنهج ترتبط بالتربية الإعلامية.
- مصادر معلوماتية إلكترونية ترتبط بمحتوى المناهج ونشاطات التعلم ومن بينها قضايا التربية الإعلامية.
- تبني أو تكييف (أو تطوير) معايير تقنية (Technology Standards) لتوجيه جهود دمج التقنية في التعليم، وقياس مستويات هذا الدمج.
استراتيجية تطوير منهج التربية الإعلامية:
تطوير المناهج الدراسية (سواء كانت منفصلة أو مدمجة) بحيث تتضمن نوعين من المحتوى هما:
- المحتوى الجوهري: يتكون هذا المحتوى من المفاهيم التي تشكل المادة الدراسية (رياضيات، كيمياء، ..إلخ).
- المحتوى المساند أو الموازي: يعالج هذا المحتوى المفاهيم الخاصة بالتربية الإعلامية وغيرها من مفاهيم (تربية وطنية، تربية مرورية، تربية سياحية...إلخ) .
إن هذه الرؤية لمفهوم المنهج أو المحتوى المساند، ربما تكون مدخلًا مناسبًا في عصر تتغير وتتنوع فيه المعرفة والمهارات على نحو غير مسبوق، مما يعني ضرورة إعادة النظر في المهارات التي تتطلبها المرحلة، وتضمين المناسب منها في المحتوى المساند، وفي الوقت نفسه الحفاظ على المنهج الجوهري أو تطويره في نسقه الخاص عندما تدعو الضرورة.
لا يعني وجود نوعي المحتوى المذكورين آنفًا سواء أكانا في مادة مطبوعة أو إلكترونية عبارة عن كتابين في كتاب واحد، وإنما يتم دمج مفاهيم ومهارات التربية الإعلامية (وغيرها من أنواع التربية الحياتية مثل التربية المرورية والسياحية وغيرهما في المحتوى المساند) ضمن نشاطات التعلم في المحتوى الجوهري (الشكل رقم3) . ويتطلب تحقيق ذلك:
- تحديد المستوى التعليمي الذي ينبغي أن تقدم فيه مفاهيم التربية الإعلامية.
- تحديد المواد الدراسية التي ينبغي أن تقدم من خلالها مفاهيم التربية الإعلامية ويمارس الطلاب خلالها مهارات هذه التربية.
- تبني أو تكييف أو تطوير مهارات التربية الإعلامية كمنظومة فرعية ومدمجة ضمن منظومة المهارات في الإصلاح التربوي الشامل.
- تطوير مواقف تعلم للتربية الإعلامية في سياق المواد الدراسية المناسبة.
- توفير المصادر الإعلامية في صيغ مختلفة ومناسبة لمواقف التعلم والمستوى التعليمي.
إن الإشارة إلى النوعين المذكورين من المحتوى هو فقط للتذكير بأهمية المحتوى المساند أيًا كانت طبيعته. هذا تذكير مهم لمطوري المناهج وأيضًا للمهتمين بقضايا التربية الإعلامية ليس لأن المناهج الحالية متضخمة وهي كذلك، ولذا فهي ليست بحاجة لمزيد من المواد، وإنما لأن توجّه الإصلاح التربوي المعاصر هو التركيز على الأفكار الرئيسة والفهم المتعمق لها ودمجها في المواقف الحقيقية، وتنمية مهارات التفكير العليا بدلًا من الفهم السطحي لمناهج مطولة. كذلك من الملاحظ مطالبة المهتمين بقضايا معينة مثل الوعي المروري والسياحي بضرورة تدريسها في المدارس، مما يعني تضخم المناهج المتضخمة أصلًا، وتقديم الخبرات الجديدة بطريقة تقليدية تدفع المتعلمين لحفظها مما يؤدي إلى صعوبة تطبيقها في حياتهم العملية ومزيد من ضعف الحافز للتعلم، وهو ما يتعارض مع الإصلاحات التربوية الحديثة.
استراتيجية تدريس التربية الإعلامية:
ينبغي أن يصاحب تطوير المنهج تقرير نموذج التعلم Learning Paradigm الأكثر ملاءمة لممارسة مهارات التربية الإعلامية. ورغم أن تقرير أساليب التعلم والتدريس عمومًا هو قضية خلافية بين التربويين، إلا أن الإصلاحات التربوية المعاصرة تؤكد أهمية أن تعتمد هذه الأساليب على البنائية الاجتماعية Social Constructivism، التي توظف أسلوب تدريس غير مباشر Indirec Instruction، يشجع التعلم المعتمد على حل المشكلة، والعمل التعاوني، والتعددية في وجهات النظر والشراكة الفكرية Distributed Cognitio، والتأمل Reflection وهي خصائص تتلاءم ومتطلبات مجتمع عصر المعرفة ومهارات التربية الإعلامية.
مهارات الإصلاح التربوي للتربية الإعلامية: بالرجوع إلى أدبيات الإصلاحات التربوية الحديثة، يلاحظ تركيزها الشديد على دمج تقنية المعلومات والاتصال Information and Communication Technology في العملية التعليمية بجميع مكوناتها: تعليم وتعلم ومناهج وإدارة، ولذا، فهي إصلاحات تربوية موجّهة بالتقنية Technology-Oriented Educational Reform. ولا يقصد بالتقنية هنا العتاد والأدوات والأجهزة والشبكات والبرامج وغيرها من متطلبات البنية التقنية التي تمثل ضرورة حتمية لتحقيق عملية الدمج، وإنما تهيئة المتعلمين لعالم مختلف موجّه بالتقنية ويتميز بشفافية ثقافية واجتماعية، وتنافس اقتصادي وحضاري. لهذا، تختلف المهارات المطلوبة للعمل والحياة في العصر الحاضر اختلافًا نوعيًا كبيرًا عن المهارات التي كانت مطلوبة في حقبة العصر الصناعي Reigeluth,1999 . لذلك تنادي الإصلاحات التربوية بما تسميه بعض الأدبيات مهارات الألفية الثالثة أو مهارات عصر المعرفة Trilling & Hood,1999 أو مهارات القرن الحادي والعشرين NCREL,2003 التي أشرنا لبعضها آنفًا. هذه المهارات نفسها تقريبًا يمكن توظيفها في مجال التربية الإعلامية. وبعبارة أخرى، الذي يختلف هو المحتوى وطبيعة القضايا التي يجري تناولها، فمهارات التفكير الناقد يستخدمها الطالب في حل مشكلات التعلم في مجال دراسي معين، كما يمكن أن يستخدمها عند تناول محتوى إعلامي معين. لهذا، يمكن تحديد الفئات الرئيسة التالية المقترحة لمهارات الإصلاح التربوي وعينة من المهارات الرئيسة في كل منها في مجال التربية الإعلامية بناءً على أدبيات الإصلاح التربوي والتربية الإعلامية والثقافة المعلوماتية:
1- مهارات التفكير الناقد Critical Thinking Skills:
- التفكير الإبداعي: إنتاج مواد إعلامية أصيلة على المستوى الشخصي (أصيلة بالنسبة للفرد نفسه)، والمستوى الثقافي (إضافة هادفة لمجال ثقافي معين).
- توظيف مهارات التفكير العليا مثل التحليل والمقارنة والاستنتاج والتفسير والتقويم والدمج عند تناول قضايا إعلامية معينة.
- إصدار الأحكام حول الثقة والمصداقية لمصادر إعلامية محددة.
2 - مهارات الاتصال الفعّال Effective Communication Skills:
- استخدام تقنيات الاتصال عن بعد في التعاون والنشر والتفاعل مع الأقران والخبراء وأفراد آخرين في مجال القضايا الإعلامية ذات الاهتمام الشخصي.
- استخدام أنواع متعددة من التقنيات ووسائل الاتصال لنقل المعلومات والأفكار الخاصة بالتحليل أو النقد حول محتوى إعلامي لجمهور محدد.
3- مهارات الثقافة البصرية Visual Literacy Skills:
- تحليل الرسائل الإعلامية البصرية، وتحديد مكوناتها، وتفسير العلاقة بين تلك المكونات.
- التعبير عن وجهة النظر حول قضية معينة بصيغة بصرية.
- تقويم مغزى الرسائل الإعلامية البصرية وإصدار الحكم حول مصداقيتها.
4- مهارات الثقافة التقنية Technological Literacy Skills
- استخدام تقنيات المعلومات في تحديد مواقع ومصادر معلوماتية حول القضايا الإعلامية والوصول إليها.
- استخدام تقنيات المعلومات في تحليل المحتوى الإعلامي وتقويمه.
- استخدام تقنيات المعلومات في تكوين وجهات نظر معينة حول محتوى إعلامي معين.
- استخدام الأدوات التقنية لمعالجة البيانات في قضايا إعلامية معينة وعرض النتائج.
5- مهارات الثقافة المعلوماتية Information Literacy Skills:
- استخدام المعلومات بفاعلية وكفاءة لتحقيق أهداف محددة.
- استخدام المصادر التقنية لحل المشكلات واتخاذ قرارات منطقية.
- اختيار مصادر معلوماتية وابتكارية تقنية بناءً على ملاءمتها لإنجاز مهام محددة.
6- مهارات التفاعل الشبكي Networking Interaction Skills:
- فهم وتقدير التنوع والاختلاف الثقافي على المستويات المحلية والعربية والعالمية.
- المشاركة في مجتمعات افتراضية وتحليل واحترام وجهات النظر المتعددة حول قضايا ثقافية أو اجتماعية.
- العمل كعضو في فريق واكتساب المعرفة والمساهمة في توليدها من خلال التفاعل الإيجابي مع أعضائه لتحقيق أهداف مشتركة.
7- مهارات التوجيه الذاتي Self Direction Skills:
- استخدام تقنيات المعلومات في متابعة الاهتمامات الشخصية حول القضايا المختلفة.
- تحديد أهداف واضحة للاهتمامات الخاصة وإدارة الوقت والجهود وتقويم فاعلية وكفاءة الإنجاز.
- استخدام أدوات الإنتاجية التقنية في تطوير مهارات إنتاج محتوى إعلامي بصيغ مبتكرة.
8- مهارات الاستخدام الأخلاقي والاجتماعي لتقنيات المعلومات
- فهم القضايا الأخلاقية والثقافية والاجتماعية المرتبطة باستخدام تقنيات المعلومات في تحليل المحتوى الإعلامي ونقده وتكوينه ونشره.
- استخدام تقنيات المعلومات استخدامًا مسؤولًا في التعامل مع القضايا الإعلامية.
- تطوير اتجاهات إيجابية نحو استخدام تقنيات المعلومات في التعامل مع القضايا الإعلامية.
خلاصة وتوصيات
ناقشت هذه الورقة مفهوم التربية الإعلامية من منظور دمج تقنية المعلومات في التعليم. وتناولت بإيجاز تعريفها ومبرراتها واستراتيجيات تدريسها ومهاراتها. واقترحت الورقة إطارًا للتربية الإعلامية في التعليم العام السعودي ينطلق من المنظور الشامل للإصلاح التربوي، الذي تصبح فيه هذه التربية أحد مكونات ذلك الإصلاح. وبناء على مراجعة الأدبيات ذات العلاقة والإطار المقترح للتربية الإعلامية في هذه الورقة، يقترح الكاتب التوصيات التالية:
- التخطيط للتربية الإعلامية باعتبارها منظومة فرعية في خطة شاملة للإصلاح التربوي المعتمد على دمج تقنية المعلومات في التعليم، وأن تعتمد استراتيجية منهجها وتدريسها على دمجها في المنهج الدراسي من خلال مواقف تعلم تتناول قضايا إعلامية معينة.
- تأسيس أقسام للتربية الإعلامية بكليات التربية في الجامعات السعودية، وكليات المعلمين من خلال التعاون بين هذه الكليات وأقسام الإعلام، وتأهيل هذه الأقسام بأعضاء هيئات التدريس لتدريس التربية الإعلامية للمعلمين والمعلمات قبل الخدمة، والتخطيط لتقديم برامج تدريب في التربية الإعلامية للمعلمين والمعلمات أثناء الخدمة.
- بناء شراكة بين مؤسسات التعليم الرسمي والمؤسسات الإعلامية المحلية لنشر مفهوم التربية الإعلامية في البيئة المحلية، ودعم الخطط المستقبلية الهادفة لتفعيله في بيئات التعليم الرسمية وغير الرسمية.
- دراسة التجارب في مجال تدريس التربية الإعلامية والتطبيقات المتميزة في الدول المتقدمة، واشتقاق الدروس المستفادة منها.
- بناء نموذج تجريبي للتربية الإعلامية وتطبيقه في عينة من المناهج في مدارس مختارة للبنين والبنات، وتقويم التجربة ضمن جدول زمني محدد