في جوانب عديدة من ثنايا حياتنا هنالك باستمرار حالتين لا ثالث لهما ( النجاح والفشل ). و الحقيقة التي لا يمكن أن تخفى على أحد أن حالات النجاح لها مسببات و مرتكزات تمهد و تسارع في تحقيقه، منها على سبيل المثال لا الحصر: المثابرة، النقاوة في كل شيء، و وجود هدف، و الطموح، و الصدق، و الوضوح، و الوفاء، و عدم الاستسلام لأي إخفاقة أو عارض طارئ، و غيرها كثير...
و حينما يحقق الفرد نجاحاً في مجال ٍ ما، لا بد أن يكون هذا النجاح نتاج تدقيق و تمحيص ومراجعة ذاتية مع النفس لأحداث و أمور ا ُرتكبت في ذلك المجال، و بالتأكيد أن طريق النجاح ليس مزروعاً بالورود و الرمل، و إنما تتخلله العديد من العراقيل و المعوقات المتعمدة و غير المتعمدة، و الإنسان الواعي و المتفتح ذهنياً و الحصيف يستطيع تفاديَ كل تلك المعوقات ليستمر بلا أي توقف لتحقيق هدفه الذي يصبو إليه.
في أجوائنا الإعلامية و الصحفية هذا الأمر متوفر و بكثرة لا لشيء و إنما لو نظرنا إلى الصحافة و التسميات التي أطلقت عليها نجد إحداها يتمثل وصفها بـ( مهنة البحث عن المتاعب )، و هذا يوضح مدى وفرة المعوقات المفروشة في طريق من يمتهن هذه المهنة. و الشيء الغريب أن ناثِرَ تلك الأشواك و المعوقات و العراقيل، و مُختلق الفتن و الأقاويل هم من ذات الأجواء، و ينتمون لذات المهنة، أي زملاء، و إخوان، و أصدقاء... و لكنهم داسوا بأقدامهم هذه التسميات السامية دون أن تتحرك في ضمائرهم ذرة منها.
لكن الشيء المؤلم حقاً أن المتاعب غالباً تأتي من أسرة الصحفي و أجواءه. فحينما يحقق صحفي ما طفرات متسارعة في سياق عمله و نشاطه الدائب، و تطبق شهرته الآفاق محلياً ثم تعبر الحدود. ترى من يحمل حزم من عصي العرقلة و التعويق ليسارع بممارسة هوايته و وضعها في دواليب نجاح ذلك الصحفي بدلاً من أن يتخذه قدوة و يحاول أن ينافسه في المهنة تلك المنافسة الشريفة التي تحقق النجاح لكليهما معاً لتتوسع دائرة النجاح الصحفي... مثل هذا الانسان تراه عديم الحيلة محدود الإرادة مقيد الأصابع لا يمتلك الرغبة في تطوير قدراته و معلوماته، ينظر إلى الأمور بفوقية مقيتة، تسيطر عليه نزعة الـ( الأنا )، بحيث لا يرى أبعد من أرنبة أنفه و لا يسمع أبعد من صيوان أذنيه!
مثل هذا النموذج أسميتهم بـ( أعداء النجاح )، إذن فلا يتفاجأ المرء حينما يرى عدو النجاح يعمل معه في ذات المكان، أو يعيش معه يتلقاه بوجه بشوش سمح و ابتسامة عريضة و كلام معسول، و حال ذهابه يذبحه نميمة ً و نفاقاً و تآمراً ورياء. و الشيء المؤلم أن من يقوم بهذه الأعمال بعضهم أناس ناجحون، مراكزهم ثابته، معروفون لا يمكن أن يهدد نجاح زيد أو عمرو أو تؤثر في تلك المراكز أو السمعة و الشهرة التي يحققونها و هم أقدم منه مراساً و أكثر منه خبرة ًو دُربةً!!!
الأجواء الصحفية و الإعلامية حُبلى بمثل هذه المؤامرات و الدسائس و المكائد، و بالذات ممن هم أكثر تقرباً لصاحب القرار إن كان مسؤولاً في الدولة أو ممولاً لتلك المؤسسة الصحفية و الإعلامية. و لو استخدم مثل هؤلاء عقولهم، و تمعنوا في الأمر التافه هذا لوجدوا أن عملية التعاون و التشجيع لهؤلاء الناجحين سيزيدهم محبة و تألقاً أكثر، لأنهم بهذا العمل سوف يُظهرون على الملإ محررين و صحفيين أكثر خبرة، بل سينتج عن هذا التعاون عملاً إعلامياً براقاً.
أسئلة للنقاش:
1- كيف تفسر مثل هذه التصرفات التي يقوم بها حامل العصي هذا؟
2- ما ردة الفعل المناسبة التي تنصح بها الصحفي لمواجهة مثل هذا التصرف؟
3- كيف لنا كأطراف محايدة أن نميز أعداء النجاح هؤلاء؟
4- لماذا برأيك الأجواء الإعلامية مليئة بمثل هؤلاء؟
5- كيف يمكننا التخلص منهم؟
6- كلمة حرة: