للصحافة دور مهم واساسي لتوجيه المجتمعات وتهيئة اذهانهم نحو قضايا يومية داخلية وخارجية تتظافر لتعطي بعداً ومساحة لحدث ما سيقع او يجب ان تعبأ الطاقات للحيلولة دون وقوعه.
الصحافة هي السلطة الرابعة بعد التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهي تستطيع ان تنفذ لتلك المفاصل لتعطي ما هو ايجابي او سلبي من خلال نقل الحدث الى المتلقي "المواطن".
وعندما ينقل بحرفية وموضوعية فانه يعطي تأثيرا اكبر ونتائج افضل.
الصحافة مهنة تحتاج الى الخبرة والصبر وفطنة خارقه وسرعة البديهية فضلا عن امتلاك الصحفي معلومات ثقافية غزيرة في التاريخ والجغرافيا والسياسة حتى يستطيع ان يملأ الفراغ في عمله باستخدام ادواته الصحفية من خلال المقابلة او حضور مؤتمر او نقل حدث طارئ.
الصحافة هي لسان حال المجتمع وهي الطليعة المثقفة القادرة على شحذ الهمم بما هو ايجابي وتوعية الجماهير بترك ما هو سلبي، قيل ان الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب لما يتعرض له الصحفيون من مخاطر في الحوادث التي ينقلونها او بعض السلبيات التي يصورونها ولكن هذه المتاعب هي ثمرة ونتاج للبناء الانساني يجب ان يتمتع الصحفي بروح وطنية عالية ومبدئية صادقة وعندما يتحدث عليه ان ينقل صورة شمولية لوضع وطن من الشمال الى الجنوب حتى في حيثيات التفاصيل الصغيرة لان كل المكونات العرقية والقومية والحزبية هي جزء من وطن والوطن هو الاسمى والاكبر وهو الذي يحمل موروث وقيم تلاقح مكوناته الفكرية والثقافية والاجتماعية وعلى كل الصعد لان وشائح الوطن تربطهم، وهذه عوامل قوة اذا استثمرت بشكل ايجابي صجيح.
الصحفي يجب ان يسمو بمهنية عالية على الوضع الحزبي او الانتماء العرقي ويكون ثمرة رائدة للحقيقة العامة الشاملة والتي تخدم الطوائف والاعراق من خلال خدمة الوطن.
ويجب ان تصان ذمة الصحفي وكرامته وان يتسع الصدر لما يطرح من اراء او ينقل من حدث اذا كان منصفا وغير متحيز. ونقده نقد بناءاً اذا كان طرحه هداماً وغير صالح.ان وضعنا في بلاد وادي الرافدين الان يحتاج الى وقفة جادة من قبل الصحافة لتربط الماضي بالحاضر انطلاقاً لمستقبل افضل، مستقبل الامن والامان والتعايش السلمي والامن الفكري القائم على الحوار الهادئ الشفاف الذي لايفسد في الود قضية تحت قبة وخيمة العراق.