االسلام عليكم، لكم مني تحية طيبة زكية مبارك فيها
مجددا في مشاركتي في يوم الاثنين 28 محرم 1432 الموافق ل 03.01.2011
االمقال موجه إلى كل من وعى بأننا نعيش في مجتمع المعلومات فإما أن تكون نحلة أو تكون ذبابة
النشر الإلكتروني
للــــدوريـــــــــات
المقدمة
مما لا شك فيه أن ثورة المعلومات والاتصالات التي يشهدها العالم المعاصر كان لها انعكاساتها وتأثيراتها في مؤسسات المعلومات وإداراتها، وطبيعة مقتنياتها، والخدمات التي تقدمها، وخاصة، بعد النقلة الكبيرة التي حصل فيها التزاوج بين تقنيات الحواسيب والاتصال بعيدة المدى، وظهور الشبكات المتطورة، والنشر الإلكتروني بآفاقه ومنافذه الواسعة في ظل عصر مجتمع المعلومات.
وفي مثل هذه البيئة التكنولوجية، وظهور الاتجاهات الحديثة للمعلوماتية أخذت المكتبات ومراكز المعلومات تعنى بشكل متزايد بتطوير خدماتها، ومصادر المعلومات التي تقتنيها، ومنها مصادر المعلومات الإلكترونية، فظهرت الكتب ودوائر المعارف والقواميس والدوريات الإلكترونية المتاحة على أقراص الليزر المتراصة (CD-ROM) أو عن طريق نظام البحث بالاتصال المباشر (Online) فضلاً عن ظهور تكنولوجيا النص الفائق والنصوص المترابطة ومن بينها الوسائط المتعددة(Multimedia) وغير ذلك.
ويأتي هذا البحث ليتناول الدوريات الإلكترونية، ويبين ويستعرض ويناقش الآتي:
1ـ ماهية الدورية الإلكترونية وعناصرها الأساسية.
2ـ مزايا الدوريات الإلكترونية وعيوبها.
3ـ نماذج وأمثلة من الدوريات الإلكترونية.
4ـ بعض المشروعات الرائدة والتعاونية لهذا النوع من الدوريات.
5ـ تطور نشر الدوريات الإلكترونية في برنامج شبكة (OCLC) في الولايات المتحدة الأمريكية.
6ـ استخدام النشر المكتبي في إنتاج الصحف والمجلات.
7ـ مصادر وأدوات الاختيار للدوريات الإلكترونية.
8ـ نشر الدوريات إلكترونياً في شبكة الإنترنيت.
9ـ مستقبل النشر الإلكتروني للدوريات.
أولاً: تعريف الدوريات الإلكترونية
الدورية الإلكترونية عبارة عن مرصد بيانات تم كتابته ومراجعته وتحريره وتوزيعه إلكترونياً، وتمثل أحد مصادر المعلومات التي لا يوجد لها نسخة ورقية بالمعنى المتطور لمفهوم النشر الإلكتروني• إذ يتم إدخال بيانات المقالات وتقييمها وتشذيبها وقراءتها إلكترونياً عبر طرفيات الحواسيب، وتمثل تطور ونتاج المؤتمرات عن بعد (Teleconferences)(1)•
ويعنى هذا النمط من الدوريات بنشر بحوث ودراسات علمية، فضلاً عن العروض والآراء والأخبار ذات العلاقة• وتخضع موادها للتحرير والتحكيم، وتستخدم شبكات إلكترونية كقنوات أولية لتوزيع معلوماتها، وستوفر على القارئ الوقت وأجور الاشتراك من خلال اطلاعه على المقالة التي تعنى باهتمامه دون الحاجة إلى الاشتراك في المقالات الأخرى التي تنشرها الدورية.
ثانياً: عناصر الدورية الإلكترونية
تقوم فكرة الدورية الإلكترونية على العناصر الآتية(2):
1ـ يمكن للمؤلف الذي يقوم بكتابة بحث إعداد نص هذا البحث باستخدام أحد المنافذ المرتبطة بحاسوب مركزي أو مضيف عبر إحدى شبكات الاتصال، ويمكن للمنفذ أن يكون مجرد آلة طباعة عن بعد Teletype بسيطة، أو وحدة للعرض البصري ملحق بها طابعة، أو حاسوب متناهي الصغر يستخدم في تجهيز النصوص وملحق به آلة طابعة.
2ـ يمكن بمجرد انتهاء المؤلف من إعداد بحثه إعلام زملائه العاملين في المجال نفسه بوجود البحث ودعوتهم إلى إبداء الرأي فيه، وبإمكانهم الحصول عليه باستدعائه على المنافذ الخاصة بهم• وتسجيل ما لديهم من مقترحات على الخط المباشر.
3ـ بعد مراجعة البحث في ضوء ما تلقاه من تعليقات وملاحظات يمكن للمؤلف تحويله عبر شبكة الاتصالات إلى النظام الإلكتروني المضيف وبالوقت نفسه الذي يمكنه فيه إعلام رئيس تحرير الدورية لتقديم البحث• وهنا يمكن اختزان البحث في ملف خاص في النظام الإلكتروني.
4ـ يمكن لرئيس التحرير بعد فحص البحث بشكل مبدئي تحديد المحكمين الذين يتم الاحتفاظ بأسمائهم وتخصصاتهم واهتماماتهم الموضوعية في دليل متاح على الخط المباشر.
5ـ بعد مراجعة البحث على المنافذ الخاصة بهم يمكن للمحكمين تحويل ملاحظاتهم عبر شبكة الاتصالات عن طريق رئيس التحرير إلى المؤلف• ويمكن بعد إجراء المؤلف التعديلات اللازمة اتخاذ قرار البحث أو رفضه من جانب رئيس التحرير.
6ـ يمكن في حالة قبول البحث نشره وذلك بتحويله في شكله النهائي من الملف الخاص إلى ملف عام أو أرشيفي متاح للمشتركين في الدورية.
7ـ يمكن بعد ذلك إرسال اسم المؤلف وعنوانه، وعنوان البحث، ومصطلحات استرجاعه، واسم الملف العام الذي يضمه عبر شبكة الاتصالات إلى مرافق التكشيف والاستخلاص المناسبة، لإدخال بيانات البحث في قواعد البيانات الخاصة بها.
8ـ من الممكن إعلام المشتركين في الدورية بوجود البحث وكل ما نشر من بحوث جديدة في مجال الاهتمام وحسب الحاجة.
ويبدو أن التخطيط لهذا الشكل المتطور لنشر الدوريات متحيزاً لمتطلبات الدورية العلمية أو المتخصصة حيث يركز على إجراءات التحكيم، إلا أنه من الممكن للدورية الإلكترونية أن تظهر في عدة أشكال أخرى بما فيها النشرات الإخبارية والدوريات غير المحكمة كقطاع في إحدى شبكات الاتصال الإلكترونية.
وقد انتشرت هذه الدوريات انتشاراً واسعاً في بداية التسعينات حتى أصبح هناك من يهتم بأدلة الدوريات الإلكترونية فيصدرها ويعمل على تحديثها بانتظام، وبتفحص أدبيات الدوريات الإلكترونية نجدها قد صنفت تلك الدوريات إلى:
1ـ محتوى مطبوع والالكتروني في الوقت نفسه، مثال :
- The Institute for Scientific Information's biweekly News paper.
- The Scientist.
- Public Access Computer Systems Review and Current Cites.
2ـ محتوى إلكتروني بدون رسوم.
3ـ محتوى إلكتروني برسوم قليلة نسبياً.
ويظهر أن الدوريات الإلكترونية التي تصدر في شكل رسائل إخبارية قد بدأت في تقديم خدمات مرجعية تتمثل في الرد على الأسئلة والاستفسارات التي ترد إليها في نطاق موضوعي محدد، وبذلك أدخلت بعض العناصر الجديدة في مسؤولية المقالات المنشورة من حيث عدد المؤلفين وانتساب المسؤولية الفكرية بالإضافة إلى مجموعات الاهتمام المشترك(3).
ثالثاً: مزايا الدوريات الإلكترونية وعيوبها
تتميز الدوريات الإلكترونية بالعديد من الخصائص التي تميزها عن سواها من الدوريات الورقية أهمها:
1ـ الكثافة العالية في اختزان البيانات والتوفير في الحيز المكاني بعكس الدوريات الورقية التي تحتاج إلى مساحات أكبر ومكان مهيأ لحفظها فضلاً عن متطلبات الحفظ والصيانة والتجليد.
2ـ إمكانية البث السريع للمواد الجديدة وتفاعل القراء والمؤلفين مع محتوياتها بينما تحتاج الدوريات الورقية إلى وقت طويل لإجراءات الشحن، والاستلام والتسجيل، وسواها.
3ـ التوفير الكثير في المبالغ التي كانت تصرف على إجراءات التزويد وطلب المطبوعات وأجور النقل وكلفة التجليد وفقدان المطبوعات.
4ـ تتيح الدوريات الإلكترونية المتوافرة على الإنترنيت إمكانية البحث في محتوياتها في الوقت نفسه لعدد من المستفيدين في حين لا يستخدم الدوريات الورقية إلا شخص واحد في الوقت نفسه.
5ـ تتيح قواعد بيانات الدوريات الإلكترونية إمكانية البحث في محتويات عدد كبير من الدوريات واسترجاع المخرجات بسرعة كبيرة.
ورغم المزايا الواضحة للدورية الإلكترونية إلا أن هناك عيوباً ما زالت لم تجد لها الحلول المناسبة، ولعل أهم هذه العيوب هو محدودية القراء، وربما ستتحسن هذه الحالة مع تطور شبكات الاتصال على النطاق الدولي وذلك عندما يتحقق لمعظم الباحثين الكتابة لجمهور دولي حقيقي• وهناك مشكلات أخرى قانونية وسياسية تتعلق بتدفق البيانات والمعلومات عبر الحدود الوطنية، كما أن هناك عقبات تقنية تحتاج مثل هذه المصادر الإلكترونية التغلب عليها قبل أن تتمكن من منافسة الطبع على الورق بنجاح، مما ينبغي تأسيس تقنيات مناسبة موحدة لتشفير الرسوم والمخططات يتبناها ويعنى بها المهتمون بتطوير الأجهزة والبرامج• ولعل هذه الميزات والعيوب تشير إلى أن هناك أنواعاً من المعلومات المختصرة أو المواد المفرطة في التخصص والتي يمكن أن تتحول إلى الشكل الإلكتروني، وتبث من خلال شبكات الحواسيب، وفي كل الأحوال فالناشرون الذين يصدرون الدوريات الإلكترونية متوازية مع الشكل المطبوع يضعون أنفسهم في مكان تنافسي أفضل بمقارنتهم بالذين يكتفون بالشكل الإلكتروني وحده(4).
رابعاً: نماذج من الدوريات الإلكترونية
تعرضت المجلات العلمية بشكلها الورقي في الوقت الحاضر إلى متغيرات تتمثل بعجزها الحالي عن الإيفاء بالحاجة الماسة لنشر المعلومات بمواجهة ثلاثة عوامل ضاغطة وهي(5):
أ- الكلفة: ويبدو ذلك بتضاعف اثمان الورق وأزدياد كلفة النشر، وبذلك تزداد اسعار الدوريات في الوقت الذي تعاني المكتبات ومراكز المعلومات من تقليص ميزانياتها • فعلى سبيل المثال إرتفعت مشاركات الكشاف الكيميائي CA من (12) دولار عام 1940 إلى (3500) دولار في عام 1978، وبلغت كلفته (9600) دولار لعام 1986م • يقابل ذلك انخفاض مستمر في أثمان الحواسيب وكلف التخزين.
ب ـ التشتت: إذ يقدر أن ثلث ما ينثر يقع في الدوريات المتخصصة في حين يكون الثلث الثاني في دوريات أكثر اتساعاً، أما الثلث الآخر فينشر في دوريات لا يتوقعها الباحث ، وعليه فإن الباحث سيحصر نفسه في ثلث المعلومات خلال متابعته للدوريات المتخصصة.
جـ ـ التأخير في النشر: فقد ظهر أن التأخير في النشر عام 1974م كان بمعدل (9.4) شهر بين العلوم المختلفة وتبيّن أيضاً أن مقالة طبية هامة قدمت لخمس مجلات قبل أن تقبل للنشر بتأخير بلغ(21) شهراً وقد حصل أن مجلة Sociomary كانت قد تسلمت عام 1978م ( 550) مقالة صالحة لنشر بينما لديها إمكانية لنشر (39) منها فقط مع ارتفاع مستمر في كمية ما ينشر.
ومن هنا فإن الدوريات التقليدية اليوم أصبحت على وشك تغيير جذري وستحل محلها دوريات مخزنة في مراصد المعلومات الإلكترونية• وقد لجأ عدد من الناشرين إلى نشر مختلف الدوريات العلمية إلكترونياً لتقليص الكلفة وزيادة الأرباح• وتشجع المكتبات مثل هذا الاتجاه شرط تخفيض تكاليفه مقارنة بالأشكال الورقية، لأن الدوريات الإلكترونية بالنسبة لها أفضل وأسهل من حيث التخزين والاستخدام والاسترجاع.
ومن الأمثلة على هذه الدوريات Harvard Business Review ويخزن النص الإلكتروني في بنك معلومات (لوكهيد) ويبحث المستفيد في إعداد الدورية من خلال الخط المباشر، وباستخدام المصطلحات المفتاحية (Key Words) للبحث في العنوان أو المستخلص أو النص نفسه، ومن المجلات الأخرى أيضاً مجلة Business Week التي ينشرها الناشر ماكجروهيل (Mc-Graw-Hill) بالإضافة
إلى (13) مجلة أخرى ينشرها الناشر نفسه(6
ماذا حدث في عام 1983؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إلى لقاء آخر إن شاء الله
اافعل الخير فإن لم تستطع لا تفعل الشر