28-12-2010 17:21:47
مشاهد من أحداث مقابلة أم درمان بين مصر والجزائر العام الماضيأصوات العقل في مصر والجزائر تصلح ما أفسده "صبية" الكرة
العرب
أونلاين- حذام خريّف: أهدى مجلس الأمة الجزائري "كافة مطبوعاته" إلى مكتبة
الاسكندرية، في خطوة ثمينة ينتظر منها أن تضع حدّا لحرب "البسوس" بين
القاهرة والجزائر، التي اشتعل فتيلها خلال مباراة التأهل لنهائيات كأس
العالم 2010 في أم درمان بالسودان، وتواصلت على امتداد عام كامل، تبادلت
خلالها جهات إعلامية من كلا البلدين مختلف أنواع الشتائم والإهانات وأدّت
إلى شبه قطيعة بين مصر والجزائر.
وبعد أن طالت لعنة أم درمان أحد أهم وأعرق مجالات التواصل بين الجزائر
ومصر، وعصفت رياح الفتنة بالوسط الثقافي بين البلدين، تحرّك مجموعة من
المثقّفين المصريين لرأب الصدع وإعادة التواصل الثقافي المصري-الجزائري من
خلال "حملة الألف كتاب من مصر إلى الجزائر" التي تهدف إلى جمع ألف كتاب
ستقدّم كهدية لبلد المليون شهيد خلال الدورة القادمة لمعرض القاهرة الدولي
للكتاب. وأشار منظّموا الحملة على صفحة مخصّصة لها على موقع "فايسبوك" أنهم
تفاجأوا بالاقبال المكثّف من قبل المصريين على المشاركة حتى أن الألف كتاب
مرشّحة لأن تصل إلى الثلاثة آلاف.
وأشاد خالد عزب، مدير إدارة الإعلام بمكتبة الاسكندرية ومنسق "حملة الألف
كتاب من مصر إلى الجزائر"، بهدية البرلمان الجزائري القيّمة، التي تضم جميع
أعداد مجلة "الفكر البرلماني" ومنشورات الندوات الفكرية والعلمية التي
أقامها المجلس، مشيرا إلى أن "هذا الاهداء، الذي يأتي في إطار التعاون
والتبادل الثقافي المثمر بين الجانبين، يعتبر إضافة هامة للمكتبة ويدعم
التواصل بين المشرق والمغرب العربيين".
ورغم نفي العديد من الجهات الثقافية في مصر والجزائر وجود قطيعة ثقافية بين
البلدين إلا أن الجليد الذي غمر العلاقات المصرية الجزائرية ظهر في أكثر
من مناسبة؛ وقد توضّحت معالم الخلاف بالخصوص خلال مقاطعة الجزائر لمعرض
القاهرة الدولي للكتاب، وبالمثل فعلت مصر حين غابت، ولأول مرة، عن معرض
الجزائر الدولي للكتاب.. وقد طالت المقاطعة عديد الفعاليات الثقافية
والفنية بين البلدين.. وهو ما رفضته مجموعة من المثقفين المصريين
والجزائريين معبّرين في بيان لهم عن نبذهم "لهذه المقاطعة الجاهلية" ورفضهم
"للمواقف المتكلسة من الطرفين، خاصة على المستوى الرسمي الذي يفترض فيه أن
يكون أكثر عقلانية وهدوءا من تصرفات الصبية ومشجعى الكرة المتعصبين ودعاة
الفتنة.. ففي عصر تضاءلت فيه المسافات، وانمحت الحدود بفعل التكنولوجيا
والفضاء العنكبوتي، لازالت بعض العقليات المتحجرة تصر على تصرفات جاهلية
وتدعوا إلى مقاطعة كتب الآخر، والغريب هنا أن يكون هذا الآخر هو المصري أو
الجزائري".
ودعّم مثقّفو مصر حملتهم بمجموعة من المبادرات واللقاءات الثقافية، حيث
كرّم ملتقى القاهرة الخامس للابداع الروائي العربي الروائي الراحل الطاهر
وطار.. فيما خصّصت مكتبة الاسكندرية لقاء احتفائيا خصّت به الروائي
الجزائري واسيني الأعرج؛ كما أعلنت أن مركز دراسات الخطوط والكتابات التابع
لها ينكبّ على توثيق 260 نقشاً من الكتابات الأثرية في الجزائر، وأيضا
ستصدر مؤلفات لباحثين جزائريين ضمن مشروعات بحثية لمركز دراسات الخطوط
والكتابات ووحدة الدراسات المستقبلية التابعين للمكتبة.
كما ساهمت المشاركة المصرية اللافتة في مهرجان وهران السينمائي في إعادة
المياه إلى مجاريها بين مصر والجزائر، وطيّ صفحة الخلافات المصرية
الجزائرية؛ وهي صفحة أكّدت على طيّها المصالحة التي تمّت بين سمير زاهر
رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، ونظيره الجزائري محمد روراوة خلال لقائهما
في العاصمة القطرية.
Alarab Online. © All rights reserved.