تنديدات بالهجوم على المركز الاسلامي في برلين ومطالب بالتفريق بين المسلمين 'المسالمين' و'الارهابيين'
علاء جمعة
2010-12-10
برلين ـ 'القدس العربي': ندد عمدة برلين كلاوس فوفورايت في حديث له لوسائل الاعلام الالمانية بالاعتداء الذي استهدف مركزا ثقافياً إسلامياً في العاصمة برلين والهجمات السابقة التي استهدفت بعض المؤسسات الإسلامية مؤكدا في الوقت ذاته بأن هذا الاعتداء ليس من شيم المجتمع الألماني، وعبر عن أمله في أن 'تلقي الشرطة الألمانية القبض على الجناة وتضع حدا لهذه الهجمات'، مضيفا أن 'مدينة برلين بحاجة إلى جو أكثر تسامحا وانفتاحا مع جميع الديانات ليتمكن الجميع من العيش في سلام'، ومؤكدا على ضرورة ' الدفاع على هذا المبدأ بكل الوسائل القانونية.
وكان مجهولون قد شنوا هجوما بمواد حارقة على مؤسسة إسلامية بالعاصمة الألمانية برلين. حيث ذكرت الشرطة أنه تم إلقاء عبوة تحتوي على مواد حارقة على واجهة مركز ثقافي إسلامي تابع لإيرانيين في حي تيمبل هوف. وأبلغ عدد من السكان القريبين من المبنى قوات الإطفاء بعدما رأوا ألسنة النيران تتصاعد لعدة أمتار.
ووفقا لبيان الشرطة التي حصلت 'القدس العربي' على نسخة منه فان شرطة برلين شكلت وحدة تحقيق خاصة وخطا ساخنا في اعقاب هجوم تخريبي استهدف مركزا اسلاميا يعد واحدا من سلسلة حوادث مشابهة تشهدها العاصمة الالمانية منذ حزيران/يونيو الماضي.
والقى مجهولون قنبلة حارقة على جدار المركز الثقافي الايراني الاسلامي في ساعات الصباح الباكر من يوم الخميس، مما ادى الى اندلاع حريق. وانطفأت النيران دون الحاجة الى اخمادها، الا انها الحقت اضرارا بالجدار، بحسب بيان الشرطة وجاء في البيان ان ادارة الشرطة حصلت على دليل قادها الى الاعتقاد بأن أكثر من عشرة حوادث مماثلة وقعت في برلين هذا العام وانه لم يتم ابلاغها بالعديد من هذه الحوادث لذلك فان شرطة العاصمة تهيب بالمواطنين الالمان والمقيمين بضرورة ابلاغ الشرطة عن أية تحركات مشبوهة أو أية معلومات تفيد بعملية التحقيق.
وشهد مسجد 'سيهيتليك'، أكبر مساجد العاصمة الألمانية اربعة حوادث مشابهة في حزيران/يونيو، فيما تم استهداف مسجد 'النور' في منطقة نويكولن التي تضم جالية كبيرة من الاتراك والعرب قبل أيام قليلة لهجوم مماثل، الا ان احدا لم يصب باذى بينما لحقت اضرار بالمبنى.
من جهته ندد وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير بشدة بالاعتداءات التي حصلت مؤخرا على بعض المساجد في ألمانيا، وفي حديث له نشرته القناة الاخبارية الالمانية 'داس ايرسته' أكد الوزير أن إضرام النيران وتدنيس دور العبادة ليس من شيم مجتمعنا.
وكان دو ميزيير قد حذر في وقت سابق من الميول المتشددة داخل المساجد ودعا أئمة المسلمين إلى التعاون. وذلك قبيل اجتماعه الأربعاء مع عدد من الأئمة المسلمين في مدينة بون غربي ألمانيا حيث أكد أن على الحكومة والمسلمين في المانيا العمل من أجل تحسين اندماج المهاجرين المسلمين في المجتمع الألماني.
وأضاف الوزير الألماني المنتمي لحزب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي أن 'الأئمة يتحملون مسؤولية كبيرة في نجاح الاندماج'. وأشار إلى أن هناك مهمة منوطة بالأئمة في بناء 'جسور' بين المساجد والرأي العام الألماني. حيث إنه لوحظ بعض النهج 'المتشدد' في بعض المساجد 'يتحمل جزءا من المسؤولية عنه رجال الدين المسلمون'. وطالب الوزير بالحديث عن كيفية تفادي التطرف والتشدد والإسهام الإيجابي الذي يمكن للأئمة المشاركة به من أجل تجنب هاتين الظاهرتين. في الوقت نفسه أكد دي ميزيير على أن الاحتياطات الأمنية الحالية التي اتخذتها الحكومة في إطار التحذيرات من هجمات إرهابية 'ليس لها أي علاقة بالإسلام'.
وقال الوزير إن هذه الاحتياطات لا ينبغي أن تؤدي إلى الخوف من الإسلام أو(فوبيا الإسلام) مطالبا بالتفريق بين المسلمين المسالمين الذين يعيشون 'هنا' والمتطرفين أو الإرهابيين قائلا 'لا بد من تمييز ذلك بقوة'.
وكانت مجموعة من الأئمة المشاركين في الاجتماع قد عبرت للوزير عن قلقها وخوف المسلمين في ألمانيا من شن هجمات على المساجد وذلك نتيجة لحملات التعبئة والتخويف من المسلمين واماكن عبادتهم وربطهم بالارهاب.
القدس العربي