الإعلام والإعاقة د.حسن السوداني
رئيسقسم الاعلام والاتصال
الاكاديميةالعربية المفتوحة في الدنمارك
تعريف الاعاقة والمعوق § تعرف الإعاقة بصفةعامة على أنها :
§ إصابة بدنية أوعقلية أو نفسية تسبب ضرراً لنمو الفرد البدني أو العقلي أو كلاهما. وقد تؤثر فيحالته النفسية وفي تطور تعليمه وتدريبه والإعاقة ليست مرضاً ولكنها حالة انحراف أوتأخر ملحوظ في النمو الذي يعتبر عادياً من الناحية الجسمية، الحسية، العقلية،السلوكية، اللغوية، التعليمية، مما ينجم فيه صعوبات وحاجات خاصة لا توجد لدىالأفراد الآخرين. وهذه الصعوبات والحاجاتتستدعي توفير فرص خاصة للنمو والتعلم واستخدام أدوات مكيفة يتم تنفيذها فردياًوباللغة التربوية.(1)
§ في حين تعرفهمؤسسة السلام والتأهيل 1984 بأن:
§ "المعوق هوكل من افتقد القدرات الحيوية Vital للمعيشة الاستقلالية دون مساعدة خارجيةنتيجة لقصور بدني أو حسي أو حركي أو فكري"(2(
صورة المعاق في الفضائيات § توزعت صورة المعاقفي القنوات الفضائية إلى عدة محاور منها :
§ 1- الأفلام السينمائيةوالمسلسلات الدرامية.
§ 2- البرامج الوثائقية(الريبورتاج).
§ 3- الموسيقى والأغاني .
§ 4- الإعلان.
صورةالمعاق في السينما غالباً ما تصور هذهالمحاور المعاق بطرق متعددة لكنها تتفق على وحدة المضامين, فهي إما تصوره (لصاً)أو عضواً في عصابة إرهابية, وهو ما بدأت به السينما 1898مع فليم توماس اديسونوالمعنون" المتسول المزيف" وهو فليم قصير جدا" 50 ثانية" يتحث عن شخص يدعي الاعاقة لتحقيق مأربه الخاصةبخداع الاخرين!!(3) , ثم تاولت الافلام التي تناولت نفس الموضوعة او تدور في فلكها ومنها § فليمالمتسولون المحتالون للمخرج جميس وليامسون,§ فيلم خدعة المتسول للمخرج سيسيل هيبورث,§ فيلمي المتسول المحتال و الاعمى المزيف للمخرجسيجموند لوبين,§ فيلم خدعة الرجلالاعمى للمخرج ارثر كوبر,§
وهي افلام قدمت صورة نمطية عن المعاق شكلت فيما بعد تقاطعا حادا باراء النقادوالدارسين حول اهميتها في كشف المخزون من الارث الثقافي والاجتماعي الغربي عنالمعاق وسلبيتها في تقديم صورة مشوهة عنه في ذات الوقت, أو تصوره شخصية جيدة وتزرع فيه الامل كما هو الحال مع الفيلم المهملشاري شابلن " اضواء المدينة" أو فيلم " افضل ايام حياتنا" فيعام 1946 وهو من بطولة شخص معاق في الاصل. صورة المعاقين في الاعلام n وفي دراسة قام بهامعهد الدراسات المعلوماتية عن صورة المعاقين في الاعلام بينت مايلي:
n 1\ انهم اشخاص خطرون واشرار
n 2\ اشخاص عدائيونغاضبون.
n 3\لوحات خلفيةتكميلية(خلق جو)
n 4\ اشخاص مثيرونللشفقة والعطف.
n 5\اشخاص منحرفونوشاذون.
n 6اشخاص عاجزونوغير مهرة.
n 7\اشخاص مهرجونومضحكون.
n 8\ اشخاص سيئونحتى على انفسهم.
n 9\ اشخاص معجزونوخارقون.
n 10\ اشخاص عالةعلى الاخرين(4).
جوائزعالمية ¡ وهناك الكثير من الافلامالسينمائية التي قدمت صورا من تلك التي صنفها المعهد وحصلت على جوائز عالمية مهمةمنها:
¡ فليم " الطيران فوق عش الواق واق"1975,
¡ وفيلم فوريست غم 1979,
¡ وفيلم رجل المطر 1988,
¡ وفيلم قدمي الشمال 1989,
¡ وفيلم اطفال الاله الاقلشأنا 1986.
¡ اما السينما العربية فقد تناولت بشكل مبكرموضوعات الاعاقة كما حدث ذلك في السينما الغربية فقد قدمت السينما المصرية عام1944 فليم " ليلى في الظلام" من اخراج نوجو مزراحي عن فتاة تفقد بصرهاوترفض الاستمرار مع حبيبها ثم توالت الافلام التي تنهج نفس المنهج في التناول
انواعالاعاقات u وهذه الافلام قدمتالمعاق بطريقة لا تختلف عن الموضوعاتالاتي صنفها المعهد ايضا ولكن بطريقة تراوحت بين التقليد المشوه عن الفليمالغربي او تقديم صورة جيدة ومكافحة للمعاق(5 ), ولكن هذا النمط من الافلام قليل ونادر في ذات الوقت. ويتبين من فحصهذه الافلام انها قدمت انواع مختلفة من الاعاقة شملت:
u 1\فقد البصر
u 2\فقد الذاكرة
u 3\الاضطراباتالعقلية والنفسية والذهنية.
u 4\التشوهاتالجسدية
u 5\فقد السمع
u 6\اضطرابات التعلم
u 7\التوحدواضطرابات السلوك
u 8\العجز الوظيفي
u 9\قصر القامة
u 10\اصابات العمودالفقري
u اعاقات مختلفة اخرى
دراساتعن المعاقين والاعلام § وتشير الكثير من الدراساتالتي اجريت على دور الصورة في إحداث التأثير على المتلقي وتغيير سلوكه في شتىالمجالات الحياتية بجانبيها الايجابي والسلبي, ولعل الجانب الاخير اخذ حجماً اكبرمن حيث الدراسة والاثر المتوقع حدوثه وخاصة تلك المتعلقة بالعنف والاطفال والجنسوغيرها ، ولكن اهم مايمكن تأشيره في هذا الجانب هو تحول الصور الوافدة سواءً تلكالتي تبثها الفضائيات ام الصحف ام الافلام السينمائية وسائل الاعلام الاخرى الىمصادر حقيقية للصور الذهينية وبالتالي بدأ الانسان بفقدان صوره التي انشأها هولصالح الصور الجديدة بطريقة لا يمكن تصورها ويشير ( جيري ماندر ) الى ( انالفضائيات تعد اليوم واحدة من اهم مصادر الصورة . فإذا كان الناس يتلقون الصورالتلفازية بنسبة اربع ساعات يوميا فمن الواضح انه مهما كانت فوائد الصور التييحملها الناس في افكارهم فإن الفضائيات الان هي مصدرها"( 6)
§ وإذا كان هذا هوحال الصورة في الأفلام السينمائية التي تطول قائمة الاستشهادات بها، فإن حالالتلفزيونات لا يختلف كثيراً عن حال السينما، فغالباً ما تظهر صورة المعاق، ولوبشكل خاطف، في البرامج التلفزيونية بطريقة تثير الكثير من التساؤلات. فغالبا ماتستخدم مفردات في البرامج الدرامية او البرامج الحوارية تسيئ للمعاق وتصف الاشخاصالسلبيين بـ ( العجزة , العميان, الاطرش, الاخرس, العالة) وغيرها من المفردات التيتستخدم العاهة الطبيعية بشتم الاخر دون الالتفات لالاف المعاقين الذي يشاهدون اويتابعون هذه البرامج
§ كما تعمد معظم المحطاتالتلفزيونية إلى تقديم المعاقين الذين تلتقيهم في مناسبات مختلفة بصورة هامشية ممايرسخ في الأذهان وبطريقة غير مباشرة الفارق الثقافي والاجتماعي بينهم وبين الآخرين، وحتى في حالة التناول التي يقصد بها نوع من التعاطف الإنساني معهم نتلمس نوعا منالتقديم الفني المعتمد على استدرار العطف اكثر من ابراز الصورة الحقيقية اوالانسانية لهم.
الاغانيوالمعاقين
§ وإذا تعديناالبرامج إلى الأغاني فالقائمة ستطول أيضا فبعض الأغاني تأخذ صورة المعاق وتقدمها كجزء من حكاية تعتمد الشكوالريبة مثل اغنية" لا تكذبي" للفنانة نجاة الصغيرة او كفقرة كوميديةمستغلة هذا الجانب او ذاك من الاعاقةالجسدية او البصرية, ويمكن تشخيص ذلك فياغاني الفديو كليب العربية مثل اغنية "قرب اليا" للمطرب ساموزين اواغنية " وين انته" للمطرب حبيب علي. استنتاجات
§ ومن خلال ما تقدم يمكناستنتاج ما يلي:
§ 1- قدمت الأفلامالسينمائية انواع مختلفة من المعالجات لصورة المعاق تراوحت بين التشويه والذي يمكن تلمسه من خلال مواقعالتصوير والأزياء والديكورات، وتحاول الإساءة للقيم الإنسانية التي يملكونها.وصورة المعاق المكافح والذي يحاول ان يجتهد لتقديم افضل ما يمكن دون النظر الىاعاقته كونها حائلا دون طموحاته واماله في الحياة.
§ 2- تناول الفضائيات قضاياالمعاقين بطريقة هامشية ولم تعطهم حقهم الطبيعي من الاهتمام.
§ 3- محاولة استغلال صورةالمعاق بطريقة كوميدية في الأغانيوالموسيقى وتضمينها العديد من المعاني التي تسيء للمعاق وترسخ بعض الصور النمطية عنه.
§ 4- يقدم الإعلام العربيالمعاق كشخص هامشي .
§ 5\ ما يحسب لبعض الفضائيات انها افردت زاوية لتقديم الاخباربطريقة الاشارة للمعاقين الصم والبكم .
حقوقالمعاقين في الاعلام والقانون
جاء في المؤتمرالدولي السادس الذي نظمه مركز الدراسات العربي - الأوربي المنعقد خلال الفترة من 3إلى 5/2/1998 في المنامة حول (الإعلام العربي - الأوربي.. حوار من أجل المستقبل)بالتعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون في دولة البحرين،او ما جاء في الإعلان الخاصبحقوق المعوقين والذي اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3447(د-30) المؤرخ في 9 كانون الأول/ديسمبر 1975
حيث ركزتتوصيات هذا الاعلان على :
الفقرة 3: للمعوق حقأصيل في أن تحترم كرامته الإنسانية وله، أيا كان منشأ وطبيعة وخطورة أوجه التعويقوالقصور التي يعاني منها، نفس الحقوق الأساسية التي تكون لمواطنيه الذين هم فيسنه، الأمر الذي يعني أولا وقبل كل شئ أن له الحق في التمتع بحياة لائقة، تكونطبيعية وغنية قدر المستطاع.
الفقرة8: للمعوقين الحقفي أن تؤخذ حاجاتهم الخاصة بعين الاعتبار في كافة مراحل التخطيط الاقتصاديوالاجتماعي.
الفقرة9: للمعوق الحق في الإقامة مع أسرته ذاتها أو مع أسرة بديلة، وفيالمشاركة في جميع الأنشطة الاجتماعية أو الإبداعية أو الترفيهية. ولا يجوز إخضاعأي معوق، فيما يتعلق بالإقامة، لمعاملة مميزة غير تلك التي تقتضيها حالته أويقتضيها التحسن المرجو له من هذه المعاملة. فإذا حتمت الضرورة أن يبقي المعوق فيمؤسسة متخصصة، ويجب أن تكون بيئة هذه المؤسسة وظروف الحياة فيها علي أقرب مايستطاع من بيئة وظروف الحياة العادية للأشخاص الذين هم في سنه. (7).
مصادرالمحاضرة (1)موقع غزة للحقوق والقانون http://www.gcrlgaza.org.
(2)أ· د· علي الدين السيد محمد: نحو رؤية عربية متكاملة لرعاية ذوي الاحتياجاتالخاصة: دراسة علمية جدلية, مجلة الطليعة الالكترونية , العدد 1611
, http://local.taleea.com/archive/newsdetails.php?id=6539&ISSUENO=1611
(3) د. عمادحمودة: الاشخاص المعاقون في السينما الامريكية, دليل ملتقى الامل 2005, ص60.
(4) د.عماد حمودة : المصدر نفسه, ص46.
(5) خولة حسن الحديد, الصورة النمطية لذويالاحتياجات الخاصة في السينما المصرية, دليل ملتقى المنال 2005, ص24.
(6)جيري ماندر. استبدال الصور البشرية بواسطة التلفزيون ، ترجمةسي كاظم سعد الدين ، مجلةالثقافة الاجنبية ، بغداد العدد 4 ، سنة 12 ، 1992 ، ص 147 .
(7) حقوقالإنسان: مجموعة صكوك دولية، المجلد الأول، الأمم المتحدة، نيويورك، 1993، رقمالمبيعA.94.XIV-Vol.1, Part 1، ص759.
الواجباتالخاصة بمادة الاعلام المتخصص u اعزائي طلبة قسم الاعلام والاتصال المرحلة السابعة
u كتابة تقرير علمي عنواحدة من مجالات الاعلام المتخصص , الشباب , المرأة , الاطفال, المعاقون, الريف,الصناعة, الرياضة, الاديان او اي مجال متخصص اخر, على ان يتبع شروط الكتابةالعلمية في استخدام المصادر والهوامش والتبويب .