المراسل عضو مجتهد
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: البوسنة: تكنولوجيا المستقبل تنهي الحاجة لمباني المدارس والجامعات وكثير من المؤسسات الخميس ديسمبر 09, 2010 10:58 pm | |
| البوسنة: تكنولوجيا المستقبل تنهي الحاجة لمباني المدارس والجامعات وكثير من المؤسسات د. أنيس شاهينوفيتش لـ «الشرق الأوسط» : التعليم الأكاديمي عبر شاشات الكومبيوتر بدأ منذ فترة سراييفو: عبد الباقي خليفة يدير المهندس أنيس شاهينوفيتش، ثلاثة مواقع على الإنترنت، تتعلق جميعها بالعالم «الافتراضي» (Virtual world) والسوق التكنولوجية، وآخر ما استجد في دنيا الإلكترونيات، وهذه المواقع هي «هاردويربيز» و«آي برو» و«غاجيت با». ويعتبر «هاردويربيز» أول موقع في البوسنة حول معالجة وطرح آخر المستجدات التكنولوجية في كل ما له علاقة بالحاسوب، ومن ذلك كاميرات التصوير، والأقراص المدمجة (دي في دي) والهواتف الجوالة، بل تلفزيونات بلازما ثلاثية الأبعاد، والتكنولوجيا المنزلية.كما لدى هذه المواقع اهتمام خاص بقضية مستقبلية ومهمة للغاية، وهي عقد الاجتماعات والصفقات، والتدريس عن بعد. أي بإمكان أستاذ جامعي أن يلقي محاضرته من مدينة أو دولة وطلابه في مدينة أو عدة مدن أو دول أخرى متعددة يتابعونه عبر شاشة الكومبيوتر، وهم في منازلهم فرادى، أو أي مكان آخر يجمعهم، دون الحاجة لمبان ومصاريف ومواصلات. وبإمكانهم طرح الأسئلة، والاستماع إليها وكذلك الأجوبة في نفس الوقت، وقد تمت هذه العملية بنجاح بين بروفسور بوسني في عالم الإلكترونيات، يدعى جنان رضوانوفيتش، وطلبته الافتراضيين في سراييفو، بينما كان يلقي محاضرته عليهم من كندا. وقال أنيس شاهينوفيتش لـ«الشرق الأوسط»: «تتبوأ المعارف التكنولوجية والإلكترونية تحديدا، موقع الصدارة في حضارة المستقبل، ومن لم يوطن هذه المعارف ويكسب خيوط تصنيعها، لا مجرد إجادة استخدامها فقط، فقد كتب على نفسه وشعبه وأمته، أمية قاسية تهدد وجودها البيولوجي ذاته على مر الزمن».شهاينوفيتش الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، يدير ندوات على الإنترنت، يشارك فيها الكثير من المهتمين من مناطق ودول مختلفة حول آخر ما استجد في عالم التقنيات، وآخر أخبار التكنولوجيا الرقمية، وآخر المنتوجات، كما تقدم شركته استشارات موثقة ومهنية للحرفيين عبر الإنترنت، ويمكن لأي شخص أن يوجه سؤاله مكتوبا أو بشكل مباشر عبر العالم الافتراضي في أوقات محددة ليتلقى الجواب مباشرة. ولدى المواقع المذكورة أكثر من 5 آلاف مشترك حتى الآن رغم عمرها الفتي الذي لا يتجاوز بضع سنوات.هذه الخدمات التكنولوجية، دفعت الشركات العالمية العملاقة عبر وكلائها الإقليميين للاتصال به، من أجل ترويج منتجاتها. الشيء الذي نفخر به هو تمكننا من إقامة علاقات جيدة في الداخل مع الحرفيين، وعضدنا ذلك بإقامة علاقة موازية مع بالشركات العاملة في الميدان التكنولوجي، في تايوان وطوكيو وبرلين ومع «مايكروسوفت»، و«إي إم دي»، و«غولدماستر»، و«أسوس»، و«سامسونغ»، و «إل جي»، وغيرها.عن البدايات يشير شاهينوفيتش إلى أن اهتمامات المستهلك يجب أن تكون على رأس أي نشاط قبل فتح الموقع، وطرحنا السؤال التالي: ما هي الأشياء التي يهتم بها القارئ عبر الإنترنت، لا سيما أن هناك من لا يعرفون الكثير عن الحاسوب، بل لا يعرفون ما هو النوع أو الحجم أو الامتيازات أو الخصائص التي تحملها الحواسيب المعروضة للبيع، وبالتالي هم في حاجة لمن يساعدهم ويكون لديه هذه المصداقية، وقد تكفلنا بحمل هذه الرسالة. ويتابع: «نحن لا نقدم المشورة حول المنتجات فحسب، بل نسأل الزبون عن حاجته، وعن مقدرته المالية، وعلى ضوء ذلك نحدد له المواصفات ونقدم له أفضل الأسعار الموجودة بالسوق». ويؤكد شاهينوفيتش، أن جميع الشركات المنتجة للتكنولوجيا لديها فئات مختلفة، وبعض المنتوجات صالحة لوضع ما وغير صالحة لوضع آخر، فالذي يستشيرني حول كاميرات التصوير مثلا، أحدثه عن كل منتج والجيل الذي ينتمي إليه، ومن خلال معرفتي لدافع الاستخدام أحدد للمستهلك النوع والجيل وما إذا كان «كانون» مثلا أو «سوني»، أو «ألومبوس»، أو غيره. كانت قضية التدريس عبر الإنترنت، وإمكانية الاستغناء عن قاعات التدريس، وكذلك الاستغناء عن وجود مجمعات للصحافة المكتوبة، وللمكاتب الإدارية وغيرها، وحتى لاجتماعات الحكومات، والملتقيات الإقليمية والدولية التي تكلف الملايين من ميزانيات الشعوب، ومدى إمكانية أن تدار الأمور مستقبلا من وراء شاشات الحاسوب، والأجيال الجديدة من التلفزيون، الذي أصبح مثل الحاسوب. كانت شغلنا الشاغل أثناء الزيارة التي قمنا بها إلى موقع «هاردويربيز» وأسفنا هو أننا لم نجر هذا التحقيق عبر الإنترنت، إذ إن الأمر يحتاج للخروج عن نظام يسير حياتنا منذ سنوات، إلى نظام جديد يصعب دخوله دفعة واحدة ودون مقدمات. لا سيما أن شركة «مايكروسوفت»، كما أخبرنا شاهينوفيتش، لا تزال هي الأخرى في مرحلة متقدمة على هذا الصعيد، فهي تجري ندوات وحوارات بين منتسبيها عبر الإنترنت، ولم يعودوا في حاجة للاجتماع في مكان يكلف الشركة الكثير من المال، لا سيما إذا كان الاجتماع يكلف تذاكر سفر، وفنادق للإقامة، ووقتا في المواصلات وغير ذلك. كل شركة تكنولوجية لديها نظام البث عن طريق الإنترنت، وشركة «سكايب»، طورت وتطور أنظمة لهذا الغرض، كما أن «مايكروسوفت» نظمت اجتماعا داخل البوسنة شارك فيه محاورون من 5 مدن هي سراييفو، وموستار، وتوزلا، وبيهاتش، وبيالينا، ولم تحدث خلال الاجتماع أي مشكلات تقنية أو إدارية كل شيء كان على أحسن ما يرام، كما لو كان الجميع في غرفة واحدة.لا يحتاج أمر المحادثات الجماعية لبرنامج خاص، فيمكن ذلك عبر محركات، «إكسبلورر»، أو «فاير فوكس»، أو «غوغل كروم»، أو «أوييرا» وغيرها. والدراسة والاستماع للمحاضرات، بل إجراء الامتحانات عبر الإنترنت ليس حلما بل حقيقة. كلية الإلكترونيات في موستار لا تطلب من طلبتها الحضور، يتم كل شيء عبر الإنترنت، حتى الامتحانات ما عدا الامتحانات النهائية، وهذا الأمر سيتم التغلب عليه قريبا.ولن يكون الأمر مملا، لا سيما أمام شاشة صغيرة، في غرفة معزولة، فالتكنولوجيا حلت المشكلة من خلال التلفزيون ثلاثي الأبعاد، الذي يمكن استخدامه كحاسوب، كما يمكن مشاهدة التلفزيون على الحاسوب الآن التلفزيونات الجديدة من «سوني» أو «باناسونيك»، و«سامسونغ»، وغيرها تعمل كحواسيب أيضا وبها برنامج «سكايب»، ويمكن تزويدها بخط إنترنت، وبرنامج «يوتيوب»، ويمكنك إرسال إيميل عبر التلفزيون، وإجراء محادثة مع أقربائك وأصدقائك كما لو كنت تفعل ذلك من وراء شاشة الحاسوب، وهذا يعطي آفاقا واسعة للدراسة وإدارة جميع شؤونك من البيت، وخلال سنة أو سنتين ستعم هذه التكنولوجيا.استمر شاهينوفيتش يحدثنا عن الصورة ثلاثية الأبعاد، واستخداماتها الحديثة في السينما ومزاياها، ونحن نتحسر على المساحة التي لا يمكن أن تتجاوز 1200 كلمة. وتحدث أيضا عن عملهم لصالح شركة «آي بريك»، في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ونيتهم توسيع العمل ليشمل رالي السيارات، وعن الأرباح المجزية من إعلانات الشركات في مواقعه التي يديرها مع 20 شخصا آخر، وكيف رفض الترويج من باب الدعاية التي تفتقد للمضمون المعلن عنه، مؤكدا أن من اختار عملا يجب أن يخلص في أدائه إذا أراد النجاح. لن نكون مهنيين إذا لم نكن موضوعيين، ولن نكون موجودين إذا فقدنا مصداقيتنا.وعندما قمنا لتوديعه قلت في نفسي، لن يكون لنا وجود كعرب ومسلمين إن لم نوطن التكنولوجيا، ونصبح منتجين لا مستهلكين فقط، وقررت حفظ عبارة شاهين الأولى «تتبوأ المعارف التكنولوجية والإلكترونية تحديدا، موقع الصدارة في حضارة المستقبل، ومن لم يوطن هذه المعارف ويكسب خيوط تصنيعها، لا مجرد إجادة استخدامها فقط، فقد كتب على نفسه وشعبه وأمته، أمية قاسية تهدد وجودها البيولوجي ذاته على مر الزمن». الشرق الأوسط | |
|