المراسل عضو مجتهد
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: مقارنة بين صحافة الامس وصحافة اليوم السبت ديسمبر 04, 2010 2:00 am | |
| مقارنة بين صحافة الامس وصحافة اليوم
*(التطور فى الطباعةوالاساليب بين الامس واليوم)
كان إنتشار الصحف محدوداً في هذه الفترة سنة 1876 ، فأكثرهاإنتشاراً مثلاً كان يطبع من 3 آلاف الى4 آلاف نسخة. وكان توزيعها يجري بطريقة الإشتراكات، فلكل جريدة أو مجلة وكلاء ومحصّلون يقومون بتوزيعها، وكان الإختلاس رائداًلكثير من الوكلاء. فالصحافة في ذلكالعهد لم تكن قطّ من الأعمال الرابحة، ولذلك لم تصمد أمام الأزمات ولم يعمّر أكثرها طويلاً. ولولا بعض المعونات من جهات خاصة لمااستطاعت أن تستمر في أعمالها، فقدكانت مهنة فقيرة ذات أجور بخسة. أما الآلات المستعملة في الطباعة فكانت تُدار باليد،والصحف تُطبععلى آلات مسطحة ولا تزيدصفحاتها عن الأربع، باستثناء "المقطّم" الجريدة الأولى التي كانت تظهر في ثماني صفحات (نظراً لمساعدة إنكلترالها، ويُقال أنها كانت تُطبع فيلندن وتُرسل الى مصر). أما "الأهرام"فقد صدر العدد الأول منها في آب 1876. ومعإتباعها لطريقة طباعة الأوتوغراف تحوّلت الى يومية إعتباراً من سنة 1881. ثم أدخل الشيخ "علي يوسف" صاحب"المؤيد" المصرية الطباعة بطريقة الروتاتيف لأول مرة في العالم العربي، ثم تبعته "الأهرام"و"المقطّم" و"اللواء". وكانت جرائد ذلك العهد خالية من الصور، إلا فيما ندر. وكان بعض أصحابالصحف في ذلك الحين يقومون بتحريرالصحيفة وترجمة برقياتها وتصحيحها وإدارة سائر أعمالها بأنفسهم، وربما اشتركوا في توزيعها. وكانت مواد الجريدة تتألف منالإفتتاحية، رسائل الأقاليم، بريد أوروبا،رسالة الآستانة، الأخبار المحلية والبرقيات المختصرة جداً، ثم أنشات جريدة "اللواء" باباً جديداً للتعليق على أهم الأحداثاليومية. ونظراً لإقبال القراء قبل الحرب العالمية الأولى على المجلات المصورة، رأىأصحاب الصحف أن يزينوا صفحاتها ببعضالصور، فاستحضروا آلات خاصة لحفر الزنكوغراف، وزادوا في حجم صحفهم، فصارت بعضها تصدر في 12 أو 16 صفحة. "الهلال" كانتفي البداية شهرية، ثم تحوّلت الى نصف شهرية،عدد صفحاتها 33 صفحة، وبدأت إعتياراً من سنة 1920 تعرف الصور، ثم راحت تتحول الى مؤسسة تنشر عدة مطبوعات منها: "المصور"و"الإثنين" و"Image"بالفرنسية. وأخذت الصحف في أوائلالقرن العشرين تتسع دائرتها، وتتقدم بفضل تلك النهضة الصحفيةالتي أحدثها "مصطفى كامل" في "اللواء" و"علي يوسف" في"المؤيد" و"تقلا" في "الأهرام"، إذ أصدرت ملحقاً مجانياً وأرسلت مراسلينالى الخارج، واشتركت مع وكالتا "رويتر" و"هافاس". ومع إنشاء"الجريدة" لِ "أحمد لطفي السيّد" سنة 1907، خطت الصحافة المصرية خطوة جديدة وارتفعت رواتب المحررين،وظهر نوع جديد من المقالات الإجتماعيةوالفلسفية. أما من الناحية الفنية،فقد تطورت الصحافة المصرية بعد الحربالعالمية الأولى تطوراً هائلاً، حتى أصبحت الجرائد المصرية تضاهي أمهات الصحف العالمية في حسن تبويبها وغزارة مادتها. والظاهرةالبارزة التي تجلّت في صحافة مصر بعدالحرب هي تمركز الصحف في أيدٍ قليلة أو في أيدي شركات قوية، بعد أن كانت كثيرة العدد مبعثرة الإتجاهات فقيرة التوزيع والموارد. ولذلك إذا ما قارنّا عددالصحفالتي كانت تصدر في مصر فيالسنوات العشر الأخيرة من القرن التاسع عشر وما تلاها من السنينالتي سبقت الحرب الأولى، نجد أن الفرق كان كبيراً جداً من حيث عدد الصحف. فبينما كان عدد الصحف التي صدرت في مصر خلال تلك الفترةيبلغ 160 جريدة ومجلة سنوياً،أصبح مجموعها بعد الحرب لا يبلغ ثلث هذا العدد. وهذا ما أفاد الصحف المصرية وقلل من المنافسة وجعلها تزداد قوةً وتوزيعاً.وقد كانت الصحف المصرية أسبق منغيرها الى إستخدام الآلات الطابعة الحديثة متقدمة بها على صحافة البلدان العربية الأخرى، مما زاد في سرعة طبعها وتحسين إخراجها وإظهارهابشكل لائقوجذاب. **(الصحف الحزبية) بين الامسواليوم ظهرت الصحف الحزبية قبلظهور حتىاحزابها، لتدافع عن أراءمؤسسيها و ترديد شعارات سياسية ضد الحكومات السائدة، مما دفعأصحابها الى تأسيس أحزاب، وبالتالى أصبحت تلك الصحف لسان حال تلك الأحزاب، كاللواء (مصطفى كامل- الحزب الوطنى) – فكانت الوفد" اليمينية " والأهالي " اليسارية "والعربي " الناصرية " وحالياحزب الغد.. ظلت الصحف الحزبية أقربإليالنشرات الأيديولوجيةتعبر عن خط الحزب وفي أحيان كثيرة عن زعيمه ، حيث صارت تصريحاتالقائد الحزبي تأخذ مساحة في بعض الأحيان أكبر بكثير من المساحة التي يأخذها رئيس الجمهورية في الصحف القومية ، والحقيقة أنالصحف الحزبية اختفت من كل البلدانالديمقراطية ، خاصة وأنها كانت مزدهرة في أوربا أثناء وعقب الحرب العالمية الثانية وطوال أجواء الحرب الباردة . قد ساهم بعضها بشكلإيجابي في التعرض بجرأة كبيرةلقضايا بدت وكأنها من المقدسات التي لا تمس كما حدث من صحيفة العربي مثلا في معالجة قضية توريث السلطة ، ومحاربة الفساد وغيرها . ومع ذلك فإن الحديث عن تحديث الصحافة الحزبية في مصر لا يفترض " إلغاء" الصحافة الحزبية ، بل يعني في الحقيقةظهور مستويين من هذه الصحافة : الأول هو تلك الصحافة المعبرة عن قيم توجه سياسي بعينه ـ وليس حزبيا ـ كأن تكون هناك صحيفة معبرةمثلا عن قيم اليسار وليس بالضرورةأن تكون هي لسان حزب التجمع ، أو أي حزب يساري آخر ـ وهذا مازال غائبا حتي الآن في مصر ـ ، والثاني استمرار الصحف أو النشراتالحزبية تعبر عن أحزابها ، ولكن سيظلمن المعروف سلفا أنها صحافة أيديولوجية من حقها التواجد ، ولكن من حقها أن لا تندهش إزاء أسباب تراجع توزيعها مقارنة بما ساد فيالسبعينيات. - هل تفضل الجرائد الحزبية؟ - هل ترى انها تقدم الأخباردون انحيازيةوبصدق؟
| |
|