المراسل عضو مجتهد
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: لماذا نكتب..؟؟ السبت ديسمبر 04, 2010 1:54 am | |
| لماذا نكتب..؟؟
جواد كاظم اسماعيل الكاتب هو ذلك الأنسان الواعي والفاعلوالمؤثر في الوسط الأجتماعي الذي يعيش فيه وهو ذلك الكائن الذييرعى ويراقب خطواته ويعيد لمرات صياغة وتعميق تجربته بدراسة وجد وأجتهاد وروية، في مسعى حثيث منهليكون كائنا قادراً على استمالة القارىء، الذي هو مّن يمنحه الاعتراف بصيرورته ككاتب،اذاماوجدت كتا باته صدى لديه.. ان مهمة الكتابة ليس الوصولالى مسافات معينة، او التوقف في علامة محدد انماهي باقل مايمكن وصفها بانها محاولة حضور، وصناعة أمل، وتمثل عند من تشغله تماماً الحياة بأسرها، بما تستدعي منالتواصل معها عبر قنواتها المتعددةمرتكزا على الجد والمثابرة والصبر، للارتقاء بالروح والعقل نحو المجهول وغير المتحقق.. هكذا هي فلسفة أغلب الكتاب الذين صنعواالحياة لنا بكفاحهم وجهادهم المضني.. فهل نحن حقا نحمل ذات الهدف والرسالة لبلوغ الغاية المنشودة.. أم أننا نكتب لأعلان أسماءنا تحركنا الرغبة والنرجسية في الظهور،أم أننا نتحرك لترسيخ التجربةوصناعة الأمل للناس، فالكتابة لم تكن يوما ما بابا من أبواب التسلية واللهو والعبث، دون النظر الى طبيعتها ووظيفتها واهمية قيمتهافي المجتمع وماتنطوي عليه من مسؤولية،أذن لماذا نكتب .؟ ولماذا نستمر بالنشر علىصفحات الجرائد والمجلات والمواقع الألكترونية ..؟ هل هي لتلبية رغباتناونوازعنا لبلوغ هدف مزيف وفاسد..؟ ذلك من خلال نشر نتاجاتحتى وأن لاتحمل اي ملمح من الابداع و الخلق، هل كتاباتنا الأن تلامس جرح المواطنأم انها بعيدة عنه كل البعد..؟ أتذكر أن زميلة لي حاورتني ذات يوم حول الهمالمشترك وهو الكتابة والغاية منها وأكدت هذه الزميلة أن المواطن لايحتاج الى أسهابوأغراق بالفكرة أنما يريد شيء جاهز مقتظب ومضغوظ وسهل العبارات والجمل عندها قلتلهذه الزميلة هل حقا نحن نكتب للناس أو المواطن حسب تعبيرك؟ قالت أذن لمن ترى..؟ فقلت لها نحن معاشرالكتاب نمثل شعوبا وقبائل فمنا من يعمل مع حزب أو كيان سياسي وهذا بالتأكيد يخضعلأجندات ذلك الحزب ومنا من يعمل مع أجهزة الحكومة وهؤلاء أيضا لايخرجون عن دائرةمصلحة الحكومة .. ومنا من يعمل مع قنوات أعلامية مدعومة من جهات لها أغراض وأجنداتأيضا .. ومنا من يعمل لهذه الطائفة أو تلك ومنا من يعمل لهذا المذهب أو ذاك.. فمنبقى أذن من معاشر الكتاب ممن يكتبون للناس وأن كان هناك نسبة معينة من المستقلينالذين وجدوا المواقع الألكترونية متنفسا لهم .. فهل هؤلاء قادرون على التأثير وصنعالأمل مثلما فعل الكتاب الأوربيون وصنعوا الحياة لشعوبهم ..؟ وحتى هؤلاء المستقلونحينما يكتبون فمن يسمعهم ومن يقرء لهم وماذا حققوا من نتائج طيلة فترة تجربتهمالكتابية..؟ واحيانا نجد نسبة منهؤلاء أيضا يجيروا كتاباتهم لأنفسهم وتبرز نرجسيتهم في أغلب كتاباتهم بل نجد البعضيؤسس لأجندة خاصة به.. هذه هي كل الشرائح وهذه هي كل الأصناف .. والصورة واضحةوجلية الان فلمن ياترى نكتب ولماذا نكتب..؟؟ وما الفائدة بالكتابةطالما لاأحد من المسؤولين يسمع ولاأحد يقرء..؟ هل نحن نستهلك أنفسنا دونأن ندري..؟ أم أننا نهدر وقتنا دون شعور منا..؟؟ من قال أن الكتابة تصنعشيء..؟ نعم تصنع شيء في الأمم الحية الأمم التي تحترم وترعى مثقفيها وليس الأممالتي تجعل المنافي والقبور مصيرا حتميا لمبدعيها..!! كل منا مضى على مسيرتهكذا سنة وأخرون ولجوا هذا الميدان حديثا والكل دون أستثناء العملاق بالكتابةوالمبتدأ الرائد والموهوب الكل يحرق من دمه حينما يشعر برغبة الكتابة فينعزل عنعائلته وأسرته وفي أغلب الاحيان يكون شارد الذهن عنهم من أجل أن تلد فكرته ولادةغير مشوهة واليوم وبعد غزو ألانترنت لمنازلنا تطور الأمر أكثر وأكثر حيث الأغلبفينا يتصفح النت ولأوقات جدا طويلة ربما يصل الامر بنا الى الفجر وكل هذا الوقت هوللتصفح والتأكد من نشر المادة التي ارسلها الى هذا الموقع أو ذاك وربما المحاورةمع زميل أو زميلة حول مادته المنشورة وهكذا يمضي الزمن دون أن نشعر يمضي الزمنونحن بعيدين عن هموم عوائلنا وعن مطالبهم وحاجياتهم ودعونا من هذا وذاك السؤالالملح والأهم هو ماذا قدمنا خلال هذا الوقت وماذا أنجزنا..؟ هل نحن نعبث ..؟ وهلنحن نحرث في أرض حجر..؟ لم نغير شيء الحال هو ذات الحال..؟ السلطان هو السلطانوالفقير هو الفقير أعطوني مثالا واحدا هل تمكنت كتاباتنا بأجمعها أن تشيد مسكنلعائلة مهجرة أو فقيرة تسكن بيت من الصفيح أو حاوية من النفايات..؟؟ هل وهل..؟سؤال طويل وعريض يحتاج الى أجابة طويلة وعريضة أيضا..!! *اعلامي وكاتب عراقي و كل ذلك بحسب رأي الكاتبفي المصدر المذكور نصا و دون تعليق. المصدر:المثقفالسياسي-22-9-2007
| |
|