المراسل عضو مجتهد
عدد المساهمات : 286 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: لمن نكتب؟ السبت ديسمبر 04, 2010 1:51 am | |
| لمن نكتب؟ حمد الباهلي هذا السؤال الأزلي يطرحه الكاتب على نفسه ويطرحه القراءويختار كلكاتب الأجابه التي تدفعهالى الاستمرار أو التوقف. انا أولا أكتب لنفسي أكتبلان الكتابة تدفعني للاستزادة من فروع المعرفة من خلال المزيد من الاطلاع على ما يدور حولي من أحداث في هذا العالموللانحياز الى ما يتوافق مع مبادئيالاخلاقية والسياسية. عندما انقطعت عن الكتابة لفترات اضطرارية قصيرة , اكتشفتزيادةمفزعة في مساحة النمطيةبل والتفاهة في التفكير والسلوك، فقررت عدم الانقطاع عن الكتابهإلا لأسباب خارجه عن ارادتي. أكتب ثانيا لا للآخرين لان لدي قدرا من الوعي الاخلاقي والمبدئييفرض على اتخاذ موقف يساهم في زيادهمساحه الوعي العام. هنا تأتي مهمة الكاتب في زرع الوعي على حد تعبير الاستاذ محمد العلي. في هذا الاتجاه يبرز السؤال المهم لمن نكتب؟ هناك قطاعالمسؤولين والمثقفين والمتابعين والناسالعاديين . أكثر الكتاب وانا واحد منهم يزعمون أنهم يكتبون للوسط أي المهتمين والتابعين فضلا عن المثقفين . صحيح ان من حقالكاتب ان يجنح احيانا في خطابهالى شريحة معينة لكن سرعان ما يعود الى تجليس خطابه ليتوافق مع نوع المتلقي الذي حدده بناء على موقفه الاخلاقي والسياسي . من عادتيان أخضع نفسي من خلال ما أكتبلنوع من الاختبار الدوري. أسال بعض الاصدقاء عن رأيهم في المقال الاخير. في الاسبوع الماضي كتبت مقالا بعنوان ( والاسوار بنيناها ) تحدثتفيه عن تحول الاسوارالاسمنتية الى اسوارمعنوية في ادمغتنا تحول بين التفاعل مع الآخرين ليس فقط مع العالم الخارجي بل ومع اقراننا في مجتمعنا نفسه . كانتردو الفعل مفرحةومزعجة. البعض رأى انني كتبت مقالا (رائعا ) لكن أراء اخرى لا ناس غيرمثقفين لكنهم متابعين ومهتمين مثلتلي قلقاً . احد الآراء لصديق متابع هاتفته للسؤال فأجابني : لولا معرفتي الشخصيه بك وتوقعاتي حول ماكنت تريد قوله لما اكملتالمقال لانه من النوع المؤذي الذيلاتعرف ماذا يريد ان يقول. والرأي الثاني جاء من ابنتي وهي جامعية ومهتمة وكان حرفيا نفس رأي صديقي . أما الرأي الثالث فكان بمثابةرجاء ( بان يخلصني الله من هذا الغموضواللف والدوران ) الذي أعرفه ولا يعرفه الكثير من المتابعين والمهتمين حتى بعض المثقفين , هو أننا محكومون بالغموض بل واللفوالدوران لان كل بلداننا العربيه بدوناستثناء تعيش مخاضات مؤلمه ومحبطة للخروج من العقلية الشمولية في طرق الادارة في المجالات السياسية والاقتصادية والاخلاقية. ما معنى هذا الكلام ؟ معناه ببساطة ان معايير الحكم الراشد لاتزال موضع نقاش. مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للابتعاث الخارجي الذياقرته الدولة ورصدت له بلايينالريالات يوفر مادة غنية لكافة الكتَاب الملتزمين بقضايا الوطن واهله ان في مجال التعضيد أو في مجال توطين اهدافه النبيلة وهو يوفرايضا لما من شأنه الترويج للاقلالمن قيمته أو حتى التشكيك في اهدافه من خلال النصائح والفتوى لكيفية التعاطي معه وتفعيله . منذ نصف قرن, مع بدايات الابتعاث الخارجيكان السكن مع عائلة أجنبية يمثلأولى نصائح المسؤولين لايجاده اللغة الاجنبية وللتفاعل مع تقاليد ومعارف من نتعلم منهم. ألف باء طرق التعليم الجامعي هناك هو الاختلاط بين الجنسين في صلاتالدرس وداخل الحرم الجامعي . أنتأتي الملاحظات السلبية على سياسة الابتعاث على لسان مجتهدين أو حتى طلبة علم، فذلك يدخل في حرية الرأي، لكن أن يكون مصدر التحذير أواعاقة المشروع مرجعية رسمية، فتلكمسألة فيها نظر . ولمن يعتبون على الكاتب غموضه أو لفه ودورانه ان يتذكروا ما آلت اليه مصائر من عارضوا حتى لو بشكل غير مباشر بعضتوجهات الخطط الرسمية الحكومية لاصلاحالمناهج او لتوطين الثقافة الانسانية من مسرح وفنون أخرى. ومع ذلك فالكرة الارضية تدور ويجري الأخد أكثر فأكثر بتوقعاتالارصاد الجوية وبأسانيد شرعية. قبل حوالي أربعين عاما وإثر الضجة التي اثارها صعود الانسان للفضاءالخارجي كتبت صحيفةاللوموند الفرنسية مقالاافتتاحيا بعنوان ( السعودية تتمايل بين القيم والبترول ) أي بينالعصر والتقاليد السائدة, ونحن لانزال نراوح هنا.
| |
|